اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال: طرق التشخيص
عادة، عند الاشتباه بمرض معين، من الممكن إجراء فحوصات موضوعية مختلفة مثل فحوصات الدم، التصوير وغيرها، والحصول على نتائج واضحة لا لبس فيها فيما يتعلق بوجود مرض معين، عندما يتعلق الأمر بتشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فإنه لا يوجد اختبار مساعد واحد من شأنه أن يعطي نتائج لا لبس فيها. إذا كنت تشك في أن طفلك او طفلتك يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، فمن المهم أن تتوجه للتشخيص. في هذه المقالة، سنشرح بالتفصيل عملية التشخيص، وكل ما تحتاج إلى معرفته عنها.
يحدث اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند استيفاء ثلاثة شروط معًا:
- يوجد عدة أعراض التي تظهر في نفس الوقت.
- شدة الأعراض وتكرارها عالية، أي أن الأعراض تظهر بشكل يومي بكثافة تعيق الأداء الطبيعي للطفل.
- تظهر الأعراض في أكثر من بيئة معيشية: المنزل، الفصول الدراسية، الحركة الشبابية، المدرسة، روضة الأطفال. إذا كان لدى الطفل أعراض في المنزل، فمن الجدير استشارة الطاقم التربوي في المدرسة وفي بيئات الحياة الأخرى، للحصول على انطباع عما إذا كانت تظهر أيضًا خارج المنزل.
في أي عمر يتم تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
يستمر نظام الانتباه والتركيز والأنظمة الإدارية في التطور مع التقدم في السن. إن قدرات الانتباه والإدارة لدى الطفل البالغ من العمر 4 سنوات أقل من تلك التي لدى الطفل البالغ من العمر 8 سنوات، وعليه تختلف المتطلبات الأكاديمية باختلاف الأعمار: يُطلب من الطفل في رياض الأطفال الإلزامية الجلوس في لقاء قصير، بينما سيُطلب من الطفل في الصف الأول الجلوس وعدم الوقوف والتركيز طوال الدرس بأكمله الذي يستغرق حوالي ساعة. ولذلك، عادة ما تتم إحالة الأطفال للتشخيص في الصفوف الدنيا. في حالات الأعراض البارزة مثل التململ الشديد، الاندفاع العالي، والتي تصاحب الطفل طوال اليوم في عدة أماكن وتضعف أداءه بشكل كبير، من الممكن تشخيص اضطراب نقص الانتباه في وقت مبكر من سن ما قبل المدرسة، لكن هذه ظاهرة غير شائعة. العلاج بالعقاقير نادر أيضًا تحت سن 6 سنوات.
في بعض الأحيان، يكون هناك بعض الالتباس ومن المهم توضيح أنه ليس كل طفل يهز كرسيًا أو يجيب بوقاحة يجب تشخيصه على الفور. إذن متى؟ عندما تكون هناك صعوبة مستمرة ومشاكل لا تتحسن. فمثلاً، إذا لاحظ الطاقم التربوي في الروضة أو المدرسة أن الطفل يعاني من فرط النشاط طوال اليوم، فيصعب عليه الجلوس في اللقاءات أو لفترات طويلة، يبدو مشتتاً وغير منظم، ويواجه صعوبة في التعلم. إذا كان لا بد من صياغة قاعدة عامة، فستكون: اضطراب نقص الانتباه هو اضطراب يزعج الطفل نفسه وعادة مع مرور الوقت يزعج بيئته أيضًا. "الأضواء الحمراء" تضيء ولا تنطفئ. يكون الطفل مضطرباً، ويجد صعوبة في العمل أكاديمياً لفترة طويلة، ويتجنب القيام بالواجبات المنزلية بشكل منتظم وكبير، يجد صعوبة بالغة في التنظيم في الصباح، يثرثر، ينسى ويفقد الأشياء، مندفع.
ليست كل حالة عدم الاستماع هي اضطراب في الانتباه. إذا ظهرت على الطفل في المنزل أعراض مختلفة تبدو لك مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، على سبيل المثال، فهو غير منتبه، ينسى الأشياء أو يركض في أرجاء المنزل، فهذا لا يشير بالضرورة إلى أنه مصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. معظم الأطفال يضيعون، ينسون، ينفعلون أو يظهرون عتبة منخفضة للإحباط ودافعًا منخفضًا لأداء الأعمال المنزلية المختلفة في المنزل من وقت لآخر. ومع ذلك، إذا أبلغك الطاقم التعليمي أنه أيضاً في المدرسة يظهر الطفل سلوكًا مشابهًا، يواجه صعوبة في الجلوس على الكرسي، يتأرجح، لا يتوقف عن الثرثرة، مندفع، فمن المستحسن بالتأكيد التفكير في التوجه الى التشخيص.
الإحالة لتشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
في حالة ظهور مشكلة كبيرة في الصف يجب التوجه الى طبيب أو طبيبة الأطفال أو الطاقم العلاجي في المدرسة والذي يضم المستشار التربوي والأخصائية النفسي في المدرسة. سوف توجه الجهات المعالجة هذه إلى الجهة التشخيصية أو المعالج المناسب. في الحالات التي تكون فيها الصورة معقدة ومختلطة، يمكن للطاقم المحترف استشارة طبيب نفسي أو طبيبة نفسية للأطفال والشباب.
من المهم أن تعرفوا
من المهم أن تعرفوا
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هو اضطراب تظهر علاماته الأولى عادةً في مرحلة الطفولة المبكرة. إذا بدأ فجأة، خلال فترة المراهقة، فمن المرجح أن هذا ليس التشخيص الصحيح، ويوصى بالبحث عن أسباب أخرى للأعراض مثل اضطراب التكيف أو الصدمة التي كانت سببا في ظهور الأعراض. في مثل هذه الحالات يوصى بإجراء فحص طبي شامل.
من هو المؤهل لتشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
- طبيب او طبيبة أطفال متخصص في تشخيص اضطراب نقص الانتباه.
- طبيب او طبيبة متخصصين في التطوّر
- طبيب أو طبيبة اعصاب للأطفال.
- طبيب نفسي أو طبيبة نفسيّة للأطفال والشباب.
إذا كان طفلك يخضع بالفعل لعلاج نفسي، أو خضع لتشخيص نفسي، وكان لدى الطبيب النفسي انطباع أو تقديرات بأنه مصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فيجب عليه أن يوصي بإكمال التشخيص الطبي لفحص الأمراض المصاحبة، والنظر في تقديم العلاج الدوائي.
عملية تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هو عملية تتكون من عدة مراحل:
مهم أن تعرفوا
مهم أن تعرفوا
أثناء توضيح المراحل المختلفة، سيستبعد الطبيب المشخص الحالات الأكثر شيوعًا والأقل شيوعًا والتي يمكن أن تسبب ضررًا للقدرة على التركيز والانتباه، التململ والاندفاع مثل: صعوبات التعلم، القلق، التكيف. اضطراب ما بعد الصدمة، الاكتئاب، مرض ثنائي القطب، التوحد، الذهان، اضطراب نشاط الغدة الدرقية، التشنجات واضطرابات النوم.
طرق تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
التحضير لتشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
لا توجد طريقة أو حاجة للتحضير لتشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. في بعض الأحيان، في عيادة الطبيب المشخص، سيُطلب منك ملء النماذج أو الاستبيانات قبل اللقاء، أو إحضار مستندات مختلفة، مثل الخلفية الطبية، خطاب من طاقم المدرسة، من المرشدين في الدورات التعليمية أو من المعالجين إذا كان الطفل يتلقى علاجاً نفسياً. في بعض الأحيان لا يطلب الطبيب كل هذه الأمور إلا بعد الفحص، أو سيطلب التحدث مع مختلف المتخصصين بنفسه لتحديد تشخيصه.
الفرق بين تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وتشخيص صعوبات التعلم
نسمع في كثير من الأحيان أنه تتم إحالة الأطفال لإجراء تشخيص نفسي لأن الأهل والطاقم التعليمي يريدون التحقق مما إذا كان الطفل مصابًا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. هذا هو المكان المناسب لفرز الأمور وتوضيح أنه في بعض الأحيان يكون هناك ميل للخلط بين اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وصعوبات التعلم، والتي يمكن تشخيصها بهذا التشخيص. إن حقيقة أنه في 50 بالمائة من الحالات التي يعاني فيها الصبي أو الفتاة من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فإنهم يعانون أيضًا من صعوبات التعلم، أمر محير في حد ذاته. مع ذلك، فهذان اضطرابان مختلفان تمامًا. على وجه الدقة: تتجلى صعوبات التعلم في ضعف القدرات التعليمية المحددة للطفل مثل صعوبة الكتابة أو القراءة، صعوبة إجراء العمليات الحسابية، صعوبة تعلم لغة أجنبية. في اضطراب الانتباه "المنعزل" لا يوجد ضعف في هذه القدرات.
إذن من أين يأتي الارتباك؟ الطفل الذي يجد صعوبة في القراءة والكتابة قد يتجنب أداء واجباته المنزلية ويقاطع الدرس ويثرثر، وعندها ستنشأ الشكوك حول إصابته باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يعاني الطفل الذي يعاني من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط من صعوبة في القراءة أو الكتابة أو الحساب بسبب تشتت الانتباه، وسيظهر الشك في وجود صعوبات في التعلم. لذلك، على الرغم من أن الأمر يبدو متماثلًا في بعض الأحيان، فمن المهم أن نتذكر أن هذين الاضطرابين مختلفان وأن التشخيص النفسي مخصص لأولئك الذين يشتبه في إصابتهم بصعوبات التعلم. وتجدر الإشارة إلى أن التشخيص النفسي يسلط الضوء أيضاً على أعراض اضطراب نقص الانتباه (المهارات التنفيذية) ويساعد في تشخيص هذا الاضطراب.
كما أن علاج الاضطرابات مختلف تمامًا: يشمل علاج صعوبات التعلم تقنيات التعلم التعليم، التدريس العلاجي والتكيفات التعليمية. يعتمد العلاج الفعال لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بشكل أساسي على الأدوية. غالبًا ما يتطلب اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه تعديلات مختلفة في البيئات التعليمية وفي بعض الأحيان أيضًا العلاج النفسي.
التشخيصات النفسية
هناك عدة أنواع من التشخيصات النفسية، سنذكر أكثرها شيوعًا.
يقدم كلا التشخيصين معلومات حول القدرات المعرفية للشخص (IQ). عندما يشير التشخيص النفسي إلى وجود صعوبات في مجال الانتباه، فمن المستحسن مواصلة التحقيق الميداني من قبل الطبيب، كما ذكرنا من قبل.