تشخيص مرض التوحد لدى البالغين
أصبح تشخيص مرض التوحد لدى البالغين أكثر شيوعًا في السنوات الأخيرة، مع زيادة الوعي حول هذا الموضوع.
في الماضي، كان هناك الكثير من الأشخاص المصابين بالتوحد والذين لم يتم اكتشافهم في مرحلة الطفولة، لم يسعوا إلى التشخيص في مرحلة البلوغ، وبدلاً من ذلك استمروا في العيش مع شعور بالاختلاف ومحاولة التعامل مع الصعوبات والفجوات التي يعانون منها بشكل يومي.
من المهم بالنسبة لنا أن نؤكد أنه لم يفت الأوان بعد للحصول على التشخيص. إذا كنت أنت أو أي شخص في عائلتك تعاني من صعوبات تواصل مختلفة ومزعجة على مر السنين ولم يتم تشخيصها وعلاجها مطلقًا، فلا يوجد سبب لعدم إجراء التشخيص في أي عمر من أجل الحصول على الاعتراف المناسب.
علامات مشبوهة لوجود مرض التوحد لدى البالغين
على الرغم من صعوبة ملاحظة علامات التوحد عندما يتعلق الأمر بكبار السن، إلا أن هناك بعض السلوكيات والأنماط التي يمكن أن تثير الشك:
- صعوبة في فهم ما يفكر فيه الآخرون أو يشعرون به.
- الهلع والقلق بشأن مواقف اجتماعية.
- الفظاظة أو التعبير عن عدم الاهتمام بالآخرين دون قصد.
- صعوبة في التعبير عن المشاعر والعواطف.
- فهم الأشياء لفظياً فقط، وصعوبة فهم السخرية أو التلميحات.
- الحفاظ على الروتين بشكل متشدد والقلق الشديد في حالة التعامل مع التغييرات.
- صعوبة في فهم الآداب الاجتماعية.
- تجنب الاتصال بالعين.
- الاقتراب جسديًا جدًا من الأشخاص الآخرين، أو على العكس - شعور مزعج عندما يلمسك شخص آخر أو يقترب منك أكثر من اللازم.
- تمييز عالي بين التفاصيل الصغيرة، الأنماط، الروائح أو الأصوات - بمستوى أعلى من الأشخاص الآخرين.
- التخطيط الدقيق للعمليات المستقبلية.
عملية التشخيص
يتضمن تشخيص مرض التوحد في مرحلة البلوغ إجراء مقابلة، جمع معلومات حول التاريخ الطبي والتطوري واختبارات نفسية مختلفة، وعادة ما يتم إجراؤه بواسطة اثنين من أخصائيي التشخيص الحاصلين على التأهيل والخبرة في هذا المجال (يقوم كل منهم بإجراء تقييم منفصل)
-
طبيب أو طبيبة لديهم إحدى المؤهلات التالية:
- الطب النفسي للكبار.
- خبرة في علم الأعصاب والتطور.
- الطب التنموي (بما في ذلك خبرة لا تقل عن 3 سنوات من قبل معهد معترف به).
-
أخصائي أو أخصائية نفسية لديهم أحد المؤهلات التالية:
- الخبرة في علم النفس السريري مع تأهيل في المجال السريري للبالغين.
- خبرة في الطب النفسي التنموي.
- خبرة في الطب النفسي التأهيلي أو التربوي، بما في ذلك تأهيل في مجال تشخيص مرض التوحد.
معظم المعلومات في تشخيص البالغين تأتي من الشخص نفسه، ولكن في بعض الأحيان يتم الاستعانة بالشركاء أو أفراد الأسرة، ولا يتم التركيز فقط على السلوك داخل الأسرة، ولكن أيضًا على السلوك في مكان العمل وفي العلاقات العاطفية والاجتماعية.
يمكن أن تكون أدوات التشخيص المستخدمة لتشخيص البالغين مماثلة لتلك الخاصة بالأطفال (على سبيل المثال، الاستبيانات)، ولكن يتم ملائمتها لجمهور البالغين.
مكان التشخيص
يتم تشخيص مرض التوحد للبالغين فوق سن 18 عامًا (يُسمى تشخيص التواصل) في مكان خاص فقط، حيث لا يوجد تمويل عام أو دعم له. يمكنك إجراء التشخيص:
- في صناديق المرضى.
- في معاهد تشخيص خاصة (قسم منها كوجود داخل المستشفيات).
- لدى معالجين مستقلين.
من المهم التأكد من أن التشخيص يتوافق مع شروط وزارة الصحة لتشخيص البالغين، لكي يتم التحقق من صلاحيته والاعتراف به من قبل مؤسسات وسلطات الدولة.
العلاج والمساعدة ما بعد التشخيص
بعد التشخيص، سيتم إعطاء المريض او المريضة اقتراحات مختلفة للعلاج والمساعدة وفقًا لاحتياجاتهم الخاصة. سيركز العلاج على تحسين الأداء الاجتماعي، التواصلي، السلوكي والعاطفي.
للمزيد من المعلومات حول الموضوع في مقالة علاج طيف التوحد
في الختام، من المهم بالنسبة لنا التأكيد على أن التشخيص هو أداة هدفها المساعدة في التعامل مع الصعوبات القائمة وتمكين التعرف على أولئك الذين يحتاجون إلى المساعدة. على الرغم من التحديات المختلفة التي يواجهها النظام الصحي، فقد حدث في السنوات الأخيرة تقدم كبير في المعرفة والأدوات اللازمة لتحديد، تشخيص وعلاج مرض التوحد لدى البالغين. الأمل هو أنه حتى أولئك الذين لم يتم تشخيصهم في مرحلة الطفولة والذين كانوا يعانون من صعوبات في التواصل لسنوات عديدة، لن يترددوا ويبحثوا عن التشخيص المناسب وسوف يحصلون على المساعدة التي يستحقونها ويحسنوا من نوعية حياتهم.
ساعد في إعداد المقال: عيدو ميخائيلي-عاشور، معالج للنطق واللغة، قسم التوحد في وزارة الصحة ومدير مركز "شافيم" في القدس.