تشخيص مرض التوحد لدى الأطفال
في السنوات الأخيرة، طرأ ارتفاع ملحوظ في عدد الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بطيف التوحد في إسرائيل، ومعظمهم في مرحلة الطفولة. وفقًا لبيانات "الوت" (الجمعية الوطنية للأطفال والبالغين المصابين بالتوحد)، هناك زيادة سنوية في عدد الأفراد الذين تم تشخيصهم بالتوحد بنسبة %23 تقريبًا في المتوسط، وحتى عام 2023 تم تشخيص ما يقرب من 37,000 من الأطفال والشباب في إسرائيل بالإصابة بطيف التوحد.
من المهم الإشارة إلى أن هذه الزيادة في نسبة الأشخاص الذين تم تشخيصهم لا تنتج عن ارتفاع نسبة الأشخاص في طيف التوحد، بل بسبب تحسن في مسألة الكشف والتشخيص برمتها في جهاز الصحة في إسرائيل وأيضاً في زيادة الوعي حول أهمية التشخيص. ويجب أيضًا أن يؤخذ في عين الاعتبار أن هذا الاتجاه سيستمر في النمو في المستقبل، وبالتالي فإن الأنظمة العامة المختلفة تتحمل مسؤولية كبيرة في الجهوزيّة المناسبة.
إذا كان طفلك أو طفلتك يواجهون أيضًا صعوبات في التواصل والتفاعل الاجتماعي، وتشك أنت أو أي شخص من دائرة الأسرة المباشرة أو الطاقم التعليمي (في روضة الأطفال أو في المدرسة) في أن هذه صعوبة تتعلق باضطراب طيف التوحد، فمن المستحسن أن تتوجه إلى تشخيص منظم يقوم به طاقم محترف.
أهمية التشخيص المبكر
كلما قمت بتشخيص وعلاج الأطفال المصابين بالتوحد مبكرًا، زادت احتمالية تحقيق فائدة كبيرة في سياق التطور ومستوى الأداء. يتيح التشخيص والاعتراف إمكانية الحصول على الحقوق والمساعدة التي تأتي من الدولة، مثل التعليم الخاص، الخدمات المجتمعية، نقاط الاستحقاق الضريبية والمزيد.
علامات مشبوهة لمرض التوحد عند الأطفال
يبدأ الطريق لتشخيص اضطرابات طيف التوحد بين الأولاد والبنات عندما يلاحظ الوالدان، أفراد الأسرة أو المهنيون المحيطون بالطفل او لطفلة أن لديهم مشكلة أو تأخر في النمو بالإضافة إلى علامات أخرى.
هذه هي الأضواء الحمراء التي يجب الانتباه إليها في مرحلة الرضاعة والطفولة:
-
عدم القدرة على الحفاظ على التواصل البصري لفترة طويلة
-
عدم الاهتمام بالتفاعل الاجتماعي
-
تأخر في تطور اللغة
-
صعوبة في إقامة علاقات اجتماعية
-
فرط الحساسية للمحفزات الحسية
-
السلوكيات المتكررة
-
الاهتمام المفرط بموضوعات محدودة
الحصول على إحالة للتشخيص
هناك عدة خطوات مطلوبة للحصول على الإحالة إلى معهد للتشخيص:
- يجب على الوالدين التوجه إلى طبيب أو طبيبة الأطفال لإجراء التشخيص الأولي والحصول على إحالة للتشخيص في معهد تطور الطفل.
- يجب على الوالدين والكادر التعليمي تعبئة استمارات طلب التشخيص.
- يجب إرسال الاستمارات إلى معهد تطور الطفل.
- في وقت لاحق، سيتم إرسال استدعاء للوالدين لحضور لقاء تشخيصي للطفل أو الطفلة.
عملية التشخيص
إن تشخيص مرض التوحد لدى الأطفال هو عملية تتم غالبًا في سن مبكرة وتتضمن فريقًا متعدد التخصصات. حالياً، يتم تنفيذ العملية وفقًا لمعايير DSM-5 (كتاب التشخيص الأمريكي للطب النفسي) وتتضمن فحصًا جسديًا، عصبيًا، تطورياً وعاطفيًا. الهدف هو التحقق من مستوى الأداء في عدة جوانب: الطبية، التواصلية، الاجتماعية والمعرفية.
قبل بدء التشخيص، سيتم إجراء محادثة مع الوالدين لجمع المعلومات الأولية، ومن ثم سيتم فحص أداء الطفل أو الطفلة على مستويين في نفس الوقت:
معاهد التشخيص
بموجب قانون التأمين الصحي الحكومي، يتم تشخيص الأطفال ضمن سلة الخدمات الصحية ويتم تحت مسؤولية صناديق المرضى. يتم التشخيص في معاهد لتطوّر الطفل التابعة لصناديق المرضى ، والتي تعتبر مؤسسات معترف بها من قبل وزارة الصحة. التشخيص من قبل مؤسسة معترف بها هو شرط ضروري لتلقي الخدمات وممارسة الحقوق في مجالات التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية والتأمين الوطني. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون التشخيص مطابقًا لشروط وزارة الصحة لتشخيص الأطفال.
العلاج ما بعد التشخيص
بعد أن يتم تشخيص إصابة طفل أو طفلة بطيف التوحد، تبدأ مرحلة مهمة من التدخل والعلاج. يقوم فريق متخصص بصياغة خطة علاج شخصية، بناءً على الاحتياجات الفريدة للطفل أو للطفلة. العلاج متعدد التخصصات ويركز على تحسين الأداء الاجتماعي، التواصلي، السلوكي والعاطفي.
يمكن أن تشمل طرق العلاج، العلاج السلوكي، علاج النطق واللغة، العلاج الوظيفي، والعلاجات العاطفية. من المهم البدء بالعلاج في أقرب وقت ممكن لزيادة الفائدة قدر الامكان.
وفي الوقت نفسه، يتم تقديم التوجيه للوالدين لدعم نمو الطفل في المنزل. تعتبر المرافقة المستمرة للعائلة والطفل جزءًا لا يتجزأ من عملية العلاج، مع ملائمة البرنامج باستمرار ليتوافق مع احتياجات الطفل المتغيرة مع مرور الوقت.
معلومات إضافية حول الموضوع في مقالة علاج طيف التوحد
في الختام، من المهم بالنسبة لنا التأكيد والتوضيح أنه لا داعي للخوف من التشخيص - فهذه أداة تأتي للمساعدة في التعامل مع الصعوبات ولتمكين الاعتراف والمساعدة لأولئك الذين يحتاجون إلى المساعدة. على الرغم من التحديات، فقد حدث في السنوات الأخيرة تقدم كبير في المعرفة والأدوات اللازمة لتحديد، تشخيص وعلاج مرض التوحد. توصيتنا هي عدم الانتظار. إذا كانت هناك أية شكوك، فمن المستحسن البحث عن التشخيص في أقرب وقت ممكن (مع الأخذ في عين الاعتبار أن الأدوار التشخيص لمعاهد تطوّر الطفل طويلة)، من أجل الحصول على المساعدة والتوجيه اللازمين.
ساعد في إعداد المقال: عيدو ميخائيلي-عاشور، معالج للنطق واللغة، قسم التوحد في وزارة الصحة ومدير مركز "شافيم" في القدس.