الانتحار: عوامل الخطر والحصانة النفسية
الانتحار ظاهرة معقدة لها عوامل عديدة. في بعض الحالات، يكون الانتحار غير متوقع، لكن الأبحاث السريرية تشير إلى العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على احتمالية ارتكاب الفعل. ومن المهم الإشارة إلى أن الأمر لا يتعلق أبدًا لسبب خاص واحد سبق الفعل، بل هو مزيج معقد من عوامل متنوعة، بعضها غير معروف لنا، على الرغم من البحث المكثف.
عوامل الخطر هي العوامل التي تزيد من فرصة حدوث ظاهرة سلبية. إن الإلمام بعوامل الخطر الشائعة التي تميز الانتحار وتؤدي إليه، بالإضافة إلى العلامات التحذيرية والمجموعات المعرضة للخطر، يمكن أن يساعد في منع الانتحار وإنقاذ الأرواح. إذا عرفنا عوامل الخطر، يمكننا تحديد الشدة في الوقت الحقيقي وبالتالي تقديم المساعدة المناسبة في الوقت المناسب.
انتبهوا
انتبهوا
نحن جميعًا "حراس البوابة". إن انتباهنا إلى مزاج وسلوك الأشخاص المقربين منا، أو أولئك الذين يعملون معنا أو حتى أولئك الذين نلتقي بهم بالصدفة، يمكن أن يكون في كثير من الحالات منقذًا للحياة. لذلك، إذا لاحظنا أن سلوك شخص قريب منا قد تغير، فمن المفيد والمرغوب أن نتصرف على الفور. من المهم التصرف بحساسية: السؤال، الاهتمام وعرض المساعدة، لكن قبل كل شيء، نحاول تشخيص وجود الخطر.
عوامل الخطر للانتحار
هناك أنواع مختلفة من عوامل الخطر. وسنذكر هنا أهمها وخصائصها.
من المهم التأكيد على: أن هذه العوامل مرتبطة بزيادة خطر الانتحار، لكن وجودها لا يتطلب تفكيرا أو سلوكا انتحاريا. وفي الوقت نفسه، هناك الكثير من الأشخاص الذين يتميزون بالعديد من عوامل الخطر ولا يعانون من الانتحار على الإطلاق.
عوامل الحصانة النفسية
-
التفاؤل والأمل
-
وظيفة روتينية
-
الشعور بالانتماء
-
الشعور بالمعنى
-
القدرة على تبادل المشاعر
من أجل التشخيص وإعطاء العلاج المناسب، من المهم أيضًا معرفة عوامل الدعم والحصانة النفسية. هذه يمكن أن تمنع تطور الانتحار وتساعد حتى أولئك الذين يعانون من الاضطراب العقلي والميول الانتحارية على التعامل مع الصعوبة. بعض عوامل الحصانة النفسية هي عكس عوامل الخطر وبعضها عوامل تضيف معنى للحياة والأمل، ويمكن أن تمنع الانتحار.
عندما يكون لدينا قلق ونعرف عوامل الخطر، فمن المهم الانتباه إلى ما إذا كانت هناك أيضًا عوامل الحصانة النفسية قد يؤدي تأثيرها إلى تقليل خطر الانتحار. أمثلة لعوامل الحصانة النفسية يمكن أن تكون:
- ميل أقل إلى العدوانية والاندفاع.
- الأداء المعياري، الروتيني للشخص.
- شعور عال بالانتماء إلى البيئة، الأسرة والمجتمع.
- الشعور بالمعنى في الحياة.
- المشاركة الأيديولوجية، الاجتماعية أو الروحية.
- عندما يشعر الشخص أنه يستطيع تبادل تجاربه ومشاعره مع شخص آخر بطريقة صادقة ومنفتحة.
- القدرة على حل المشاكل.
- الشعور بالتفاؤل والأمل.
- الشعور بالمسؤولية تجاه الأسرة أو الأقارب.
- الخوف من الموت أو الألم الذي يمكن أن تسببه محاولة الانتحار.
- الالتزام بالعمل أو الدراسة.
- التعاون أثناء العلاج النفسي.
زيادة تأثير عوامل الحصانة النفسية
وكما ذكرنا، فإن بعض عوامل الحصانة النفسية هي عكس عوامل الخطر. ولذلك، فكما أنه من الممكن العمل على الحد من تأثير عوامل الخطر من أجل منع الانتحار، فمن الممكن والموصى به أيضًا اختيار تدخلات مستهدفة لتطوير أو تعزيز وجود عوامل الحصانة النفسية. تنتمي بعض التدخلات إلى مجال مسؤولية المهنيين وعوامل الدعم المجتمعي الأخرى، ولكن البيئة المباشرة أيضًا - الأسرة المقربة والأصدقاء والزملاء - لها دور مهم في تعزيز عوامل القدرة على تعزيز عوامل الحصانة النفسية ضد الانتحار. على سبيل المثال:
- بيئة داعمة: زيادة حضور ومشاركة الأسرة، الأصدقاء والمجتمع.
- المشاركة: ربط وتشجيع المشاركة الأيديولوجية أو الاجتماعية، للمعتقدات الدينية أو الروحية.
- الأداء المعياري والروتين: تعزيز الالتزام بالأنشطة الروتينية، حتى الأساسية منها، مثل الوصول إلى العمل أو المدرسة، الاستيقاظ في الصباح في وقت محدد، والمشاركة في الروتين المنزلي.
- اكتساب القدرة والاستعداد للمشاركة العاطفية.
- تحديد الأنشطة، الأدوار والمسؤوليات التي يمكن أن توفر تجربة ذات معنى.
جهات الدعم والمساعدة
معلومات شاملة عن الموارد والعوامل لدعم ومساعدة الأشخاص الذين يعانون من ضائقة انتحارية على الموقع الإلكتروني للبرنامج الوطني لمنع الانتحار.
تمت كتابة المقال بالتعاون مع طاقم البرنامج الوطني لمنع الانتحار.
ساعد في الكتابة: د. شيرا برزيلاي، طبيبة نفسية سريري، محاضرة أولى في قسم الصحة النفسية المجتمعية، جامعة حيفا، ونداف هورفيتس، أخصائي نفسي سريري.