مراكز الحصانة النفسيّة والمجتمعيّة في الأوضاع العادية وفي حالات الطوارئ
تتكوّن الحصانة النفسيّة والمجتمعيّة من عدة مجالات مترابطة ارتباطًا وثيقًا فيما بينها، وهي: الحصانة النفسيّة، الحصانة المجتمعيّة، وحصانة السلطة المحلية أو التجمع الإقليمي الذي يقيم فيه الفرد. إن تعزيز الروابط داخل المجتمع من خلال المشاركة في الدورات التدريبية، ورشات العمل التي تعزز مهارات التعامل مع الأزمات، والانخراط في العمل التطوعي، إلى جانب قدرة السلطات المحلية على تقديم الدعم في أوقات الروتين والطوارئ، يساهم في تعزيز الحصانة النفسيّة لكل فرد.
إن الحصول على الدعم العاطفي في أقرب وقت ممكن خلال الأزمات وفي أوقات الطوارئ يساعد في تقليل الضيق النفسي ويساهم في العودة السريعة إلى الأداء الطبيعي. كما أن التدخل المبكر بوسائل علاجية مختلفة قد يساعد أحيانًا في منع تطور أعراض ما بعد الصدمة.
إقامة مراكز الحصانة النفسيّة والمجتمعيّة وخدماتها
انطلاقًا من فهم جميع هذه الامور، تم إنشاء مراكز الحصانة النفسيّة والمجتمعيّة التي تعمل تحت إشراف وزارة الصحة، وبالتعاون مع وزارات حكومية أخرى، منها: مكتب رئيس الحكومة، التأمين الوطني، وزارة المالية، وزارة الأمن، وزارة الرفاه، وزارة التربية والتعليم، وزارة الهجرة، وزارة الداخلية ووزارة الأمن الداخلي. تعمل هذه المراكز بالتنسيق الوثيق مع السلطات المحلية، حيث تقدم استجابة على المستوى المجتمعي، المحلي والعلاجي.
من المهم معرفة أن العلاج في مراكز الصمود يُقدَّم مجانًا، من قِبل مختصين ومختصات مرخَّصين، يتمتعون بخبرة في تقديم العلاج المركّز للصدمات، للأشخاص الذين يعانون من القلق نتيجة الأوضاع الأمنية.
أهداف مراكز الحصانة النفسيّة والمجتمعيّة
-
تعزيز الحصانة النفسيّة لكل فرد
-
تعزيز الحصانة المجتمعية والاستعداد لحالات الطوارئ
-
تعزيز الحصانة لدى السلطة المحلية
ما يميّز مراكز الحصانة النفسيّة والمجتمعيّة هو الدمج في مجالات نشاطها الثلاثة، والتفاعل بين الاستنتاجات المختلفة التي تنشأ من هذه المجالات. على سبيل المثال، يمكن أن تساهم الدروس المستخلصة من جلسات العلاج الفردي في تعزيز المجتمع المحلي، وتقوية قدرات ودعم السلطات المحلية. بناءً على هذه الاستنتاجات، يتم تصميم الحلول المناسبة لكل منطقة أو سلطة محلية، وفقًا لاحتياجاتها الخاصة. نجاح وظيفة المركز يُقاس عندما يتمكن الأفراد، العائلات والمجتمعات من تطوير قدرتهم على العودة للعمل بشكل كامل، والتعامل مع حالات الضغط والأزمات، وينجحون في تقوية أنفسهم ودعم محيطهم بشكل أفضل في مواجهة الأزمات.
مساهمة مراكز الحصانة النفسيّة والمجتمعيّة في أوقات الأزمات
منذ إنشائها، قادت مراكز الحصانة النفسيّة والمجتمعيّة سلسلة من المبادرات لدعم السكان، ومنها:
-
المساعدة المباشرة لضحايا الأزمات
- إنشاء خطوط دعم لتقديم المساعدة الأولية.
- تقديم دعم عاطفي أولي لعشرات الآلاف من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم أو تضرروا في أحداث ال- 7 من أكتوبر.
- تشغيل مراكز متعددة الأبعاد للناجين، تشمل علاجات نفسية – جسدية.
- إنشاء وإتاحة مئات الفروع العلاجية للنازحين من الجنوب والشمال.
- تقديم علاج متخصص في الصدمات النفسية لآلاف النازحين والمتضررين في جميع أنحاء البلاد.
-
تعزيز الحصانة المجتمعيّة
- ورشات عمل لتعزيز آليات التكيف لمجموعات متنوعة، بما في ذلك ضحايا أحداث ال- 7 من أكتوبر، آباء لأطفال ومراهقين، العائلات الثكلى، زوجات جنود الاحتياط، ومجموعات المهاجرين.
- نشر مواد داعمة ومعززة للحصانة النفسية والمجتمعية لمختلف فئات المجتمع.
-
استجابات متخصصة للصدمات المعقدة
- دمج العلاج النفسي في مساحات فنية مفتوحة.
- تقديم علاجات نفسية – جسدية.
- دعم نفسي من خلال رياضة ركوب الأمواج.
- العلاج بالببليوثيرابيا (العلاج بالقراءة والكتابة).
-
التدريب والمرافقة المهنية
- تدريب المعالجين على التعامل مع ضحايا الصدمات النفسية.
- تأهيل مرشدين مهنيين للعمل مع مجموعات الحصانة النفسيّة والمجتمعيّة.
- تقديم دعم نفسي لمتطوعي "زاكا"، فرق الطوارئ المحلية، وحدات الاستجابة السريعة، وغيرها.
- إنشاء، تأهيل، وتدريب فرق الطوارئ والحصانة النفسيّة والمجتمعيّة المحلية .
مراكز الحصانة النفسيّة والمجتمعيّة في أوقات السلم – الاستعداد لحالات الطوارئ
تعمل مراكز الحصانة النفسيّة والمجتمعيّة على مدار السنة، حيث تقدم استجابة علاجية طارئة في حالات الطوارئ من خلال خط ساخن وجلسات علاجية وجاهية على مدار الساعة (7/24). في الأوقات العادية، تركز المراكز على تعزيز قدرة الجبهة الداخلية والاستعداد لحالات الطوارئ من خلال الوسائل التالية:
-
1تعزيز الجاهزية لحالات الطوارئ
تعزيز استعداد السكان، المجتمعات، والسلطات المحلية للتعامل مع الأزمات، في ا لتعاون مع الأقسام ذات الصلة مثل الرفاه الاجتماعي، التعليم، الأمن، الأمن المجتمعي، المهاجرين والشباب. هذه الأقسام ومراكز الحصانة النفسيّة والمجتمعيّة تقوم بإجراء عمليات مسح للاحتياجات، وتقديم تدريبات، ورشات عمل، وتوفير أدوات عملية بناءً على النتائج.
-
2استجابة علاجية متخصصة بالصدمات النفسية المرتبطة بالوضع الأمني
مراكز الحصانة النفسيّة والمجتمعيّة تقدم علاج وفقًا لإجراءات "الهلع" التي حددها التأمين الوطني ووزارة الصحة. يشمل العلاج جلسات فردية، أسرية، وجماعية بحد أقصى 36 جلسة. يتخصص المعالجون والمعالجات في مراكز الحصانة النفسيّة والمجتمعيّة في مجال الصدمات النفسية وفقًا لمعايير وزارة الصحة. في كل مركز تتوفر استشارات ومتابعة نفسية (طب نفسي) عند الحاجة.
-
3تعزيز قدرة السلطات المحلية وموظفيها على منع الإنهاك والاستنزاف في حالات الطوارئ:
تعزيز موارد التكيف وتقديم المساعدة للناطقين باسم السلطة المحلية في نقل المعلومات والرسائل بصياغة تعزز الحصانة النفسيّة والمجتمعيّة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل مراكز الحصانة النفسيّة والمجتمعيّة على تقييم صورة وضع الحصانة النفسيّة والمجتمعيّة السكان ونقل المعلومات إلى الجهات ذات الصلة، مثل رئيس السلطة المحليّة، وحدة شؤون السكان وغيرها.
من يمكنه تلقي الخدمة في مراكز الحصانة النفسيّة والمجتمعيّة
تُقدَّم خدمات مراكز الحصانة النفسيّة والمجتمعيّة للأطفال، المراهقين والبالغين الذين تعرضوا بشكل مباشر لحدث أمني، مثل إطلاق الصواريخ، هجوم إرهابي، صافرات الإنذار والاعتداءات. المراكز ليست مخصصة لمن تعرضوا للأحداث عبر وسائل الإعلام أو من خلال شخص آخر.
خيارات تلقي الخدمة
علاج فردي، جماعي، زوجي أو عائلي
يمكن التوجه بشكل مستقل إلى مراكز الحصانة النفسيّة والمجتمعيّة أو الحصول على إحالة من جهات خارجية مثل قسم الرفاه الاجتماعي، التربية، صندوق المرضى وغيرها. بعد تلقي الإحالة، سيرسل مركز الحصانة النفسيّة والمجتمعيّة دعوة لجلسة تقييم أولية (إنتيك)، يتم خلالها تحديد مسار العلاج المناسب لاحتياجاتك: علاج فردي، عائلي، زوجي أو جماعي، بالإضافة إلى تحديد أسلوب العلاج.
استجابة مجتمعية
تُقدَّم بناءً على طلب من مجتمعات أو مؤسسات. بالإضافة إلى ذلك، يتم تلبية الاحتياجات التي تظهر في الميدان من خلال برامج ومبادرات تطورها مراكز الحصانة النفسيّة والمجتمعيّة، مثل برنامج "العودة إلى المنزل"، الذي يركز على التعامل الفردي والجماعي مع المخاوف المتعلقة بالعودة إلى البيت.
دعم عاطفي للمهنيين
يمكن للجهات المهنية من السلطة المحلية، المنطقة أو التجمع، التوجه إلى مراكز الصمود للحصول على دعم مهني.
المهنيون والمهنيات في مراكز الصمود
تتضمن الطواقم موظفين مهنيين مؤهلين وحاصلين على تراخيص في علاج الصدمات النفسية، والذين يلتزمون بمعايير وزارة الصحة ومؤسسة التأمين الوطني: طبيبات وأطباء نفسيون، أخصائيات وأخصائيون نفسيون متخصصون، عاملون وعاملات اجتماعيون سريريون يحملون اللقب الثاني، معالجات ومعالجون بالفنون يحملون اللقب الثاني، وجميعهم يستوفون متطلبات منشور المدير العام لوزارة الصحة. بالإضافة إلى ذلك، يعمل في مراكز الحصانة النفسيّة والمجتمعيّة موظفات وموظفون مجتمعيون ذوو خبرة في العمل مع المجتمعات والجماعات، ومُدربات ومدربون مهنيون متخصصون في مجال العمل المجتمعي، الصدمات والطوارئ، حيث يقومون بتقديم تدريبات وورشات عمل.
تعد طواقم مراكز الحصانة النفسيّة والمجتمعيّة فرقاً متخصصة في مجال الحصانة النفسيّة والمجتمعيّة لصالح رؤساء السلطات المحلية والمديرين في السلطات، حيث يقدمون تدريباً وأدوات لإدارة حالات الطوارئ والفقدان. في أوقات الطوارئ، على سبيل المثال، يتم تنظيم منتديات مهنية لعمال اجتماعيين من سلطات مختلفة، تهدف إلى تدريبهم وتزويدهم بالأدوات في مواضيع مثل: كيفية إبلاغ الخبر السيئ، التعامل مع الفقدان، دعم وتعزيز القدرة على الأداء في حالات الطوارئ، وكذلك تعزيز القيادة واستشارات لقسم الإعلام.
كيفية التوجه إلى مركز الحصانة النفسيّة والمجتمعيّة
توجد معظم مراكز الحصانة النفسيّة والمجتمعيّة في مناطق تم تحديدها من قبل الدولة كمناطق صراع، باستثناء المركز الوطني للحصانة النفسيّة والمجتمعيّة الذي يقدم استجابة علاجية فقط في المناطق التي لا توجد فيها مراكز حصانة نفسيّة ومجتمعيّة محلية أو مجتمعية.
في الوقت الحالي، تعمل في إسرائيل 15 مركز حصانة نفسيّة ومجتمعيّة تقع في أماكن مختلفة في جميع أنحاء البلاد، من الشمال إلى الجنوب. يتم تشغيل هذه المراكز من خلال كيانات مشغلة فازت في المناقصات وتتعاون مع وزارة الصحة، التي تقود مراكز الحصانة النفسيّة والمجتمعيّة نيابة عن اللجنة بين الوزارية التي تضم العديد من الوزارات الحكومية التي تتعاون لتحقيق هذا الهدف.
مراكز الحصانة النفسيّة والمجتمعيّة تقدم الخدمة بناءً على مكان الإقامة الثابت، ولذلك يجب التوجه إلى مركز الحصانة النفسيّة والمجتمعيّة المناسب حسب العنوان المسجل في مكتب الداخلية. من وقع في أحداث أمنية ولا يوجد مركز حصانة نفسيّة ومجتمعيّة في منطقة سكنه، يمكنه التوجه إلى مركز العلاج القطري للحصانة النفسيّة والمجتمعيّة، حيث يتم تقديم الاستجابة العلاجية فقط، وهي علاج موجه للأشخاص الذين تعرضوا للصدمات.
مراكز الحصانة النفسيّة والمجتمعيّة
لقائمة مراكز الحصانة النفسيّة والمجتمعيّة، البلدات التي تنتمي لكل واحد منها، وأرقام الهواتف للتواصل، يمكنكم الدخول إلى موقع "السيوف الحديديّة".