النشاط والتوظيف لمن يعانون من الخَرَف البسيط
قد تستمر المرحلة الأولى من الخَرَف، وهي المرحلة الخفيفة من سنتين الى أربع سنوات بالمعدل. في هذه المرحلة يكون الأداء مستقل الى حد كبير. الأدوات التي سيتم اكتسابها في بداية الطريق والتي سيتم ترسيخها في الحياة اليومية لمريض الخَرَف يمكن أن تساعد في تحسين جودة الحياة – سواءً بالنسبة للمريض، وأيضًا لأفراد العائلة ومقدمي الرعاية.
التشجيع على الاستقلالية في الحياة اليومية
كلما وجد المصاب بالخَرَف أو الزهايمر صعوبة في أداء المهام اليومية، كلما زاد ميل مقدمي الرعاية لتقديم المساعدة والتسهيل عليه، ولكن في هذه المرحلة يجب التذكر بأن هدف أفراد العائلة ومقدمي الرعاية هو مساعدة المريض على أن يكون فعالًا ومستقلًا لأطول فترة ممكنة بناءً على قدراته. لذلك، عندما يواجه المريض صعوبة في أداء المهام اليومية، يجب محاولة التخفيف عنه وإيجاد طرق لمساعدته، ولكن عدم القيام بالمهام بالنيابة عنه.
على سبيل المثال، إذا أراد المريض تحضير القهوة ووجد صعوبة في ذلك، هنالك عدة طرق يمكن مساعدته من خلالها
-
الانضمام إليه في المطبخ واقتراح تحضير القهوة معًا
-
إخراج المكونات اللازمة لتحضير القهوة ووضعها في مكان متاح
-
إرشاده حول مراحل تحضير القهوة
-
إرشاده الى الأغراض اللازمة، في الخزانة وفي الثلاجة
-
المساعدة في رفع إبريق الماء الساخن وفي سكب الماء
الخروج من المنزل لدى المصابين بالخَرَف الخفيف
في المراحل الأولى من المرض، يوصى بالتحقق من الأماكن التي اعتاد المصاب بالخَرَف على زيارتها ومرافقته في مسارات المشي إليها. أثناء المشي معًا من الجيد الإشارة الى علامات في الطريق لتسهيل التعرف على المكان (مثلًا أشجار، متاجر، مقاعد وما إلى ذلك)، وحتى تدوين موقعها في دفتر.
التدخلات السلوكية في المراحل الباكرة من المرض
يُنصح باستشارة معالجين وظيفيين بشأن التدخلات السلوكية والفعاليات التي قد تساعد. من المهم أن تتم هذه الفعاليات بطريقة محترمة ولطيفة تجاه المريض وأن تتلاءَم مع احتياجاته، قدراته ومحدوديته الشخصية.
التدخلات الذهنية
مثلًا:
- من الجيد الاستعانة بوسائل لكتابة الملاحظات مثل رزنامة كبيرة، بطاقات لكتابة الملاحظات وما شابه.
- من المهم الحرص على وضع الأغراض الضرورية في أماكن ثابتة مثل المفاتيح، النظارات والمحفظة وذلك ليشعر المريض باليقين.
- يُنصح بتعليق بطاقة في مكان بارز في المنزل تحتوي على أرقام هواتف أفراد العائلة والأشخاص المهمين بالنسبة للمريض.
- من الجيد تعليق ملاحظات للتذكير بالأمور المهمة في أنحاء المنزل ومن ضمنها: "التأكد من أن الغاز مغلق"، "التأكد من أن الباب مقفل" وما شابه.
- يُنصح بإدخال أنشطة لتدريب مهارات التفكير الى الجدول اليومي، مثل قراءة الصحيفة والتحدث عن قضايا الساعة.
أنشطة لحفظ الذاكرة للمدى البعيد
تتضرر الذاكرة بعيدة المدى لدى المصاب بالخَرَف أقل من الذاكرة قصيرة المدى. من المهم استخدام القدرة على التذكر بعيد المدى لمساعدة المريض على تذكر أحداث من ماضيه.
أمثلة على الأنشطة:
- إجراء محادثة عن الماضي: طرح ذكريات لأحداث حدثت في الماضي، أشخاص كانوا جزء من الحياة في مراحل مختلفة.
- كتابة الذكريات: وسيلة ناجعة للحفاظ على الذاكرة ويمكن أن تكون تذكارًا رائعًا للأبناء والأحفاد. يُنصح بمساعدة المريض على كتابة ذكرياته في الدفتر أو طباعتها لهم.
- ترتيب الصور في ألبومات: يمكن النظر الى الصور معًا واستذكار الأحداث التي تم تصويرها والأشخاص الذين تم تصويرهم في هذه الصور. يُنصح بتدوين التفاصيل التي يقولها المريض بالخَرَف، ستكون هذه المعلومات مفيدة في المراحل الأكثر تقدمًا من المرض.
- البحث عن معلومات في الإنترنت: معلومات عن أحداث من الماضي الذي يتذكره المريض، مثلًا زفاف ملكي أو حدث سياسي مشهور.
- الاستماع للموسيقى ومشاهدة أفلام سينمائية.
نصائح لأفراد العائلة ومقدمي الرعاية
- الاستقلالية: من أجل المحافظة على استقلالية المريض ومنحه الثقة، يجب مساعدته على تطوير المهارات المطلوبة لكي يسهل عليه عيش حياة مستقلة قدر الإمكان.
- التواصل: مهم جدًا الحرص على تطوير مهارات تواصل محترمة وحساسة.
- الحساسية: من المهم جدًا تجنب التوبيخ وردود الفعل المذعورة (مثلًا: "أوه، لقد نسيت مجددًا!").
- الاحترام: يُنصح كثيرًا بتجنب إحراج المريض ووضعه في مواضع الاختبار (مثلًا: "هل تذكر من أكون؟") سواءً كنتم بمفردكم وكم بالحري عند التواجد بصحبة أشخاص آخرين.
- المعلومات: يُنصح بتقديم المعلومات التي قد تساعد المريض في تنظيم ذاكرته.
- جدول يومي: لخلق الثقة والروتين، من المهم الالتزام بجدول يومي برواسخ ثابتة. مثلًا إجراء محادثات هاتفية في ساعات ثابتة.
- التعزيزات الإيجابية: من المهم جدًا بث رسائل إيجابية وتقدير القدرات والمهارات المتبقية، بدلًا من التركيز على القدرات المفقودة.
إذا ساورتكم أية شكوك، وبشكل عام، في أي موضوع يظهر أثناء رعاية مريض مصاب بالخَرَف، فمن المستحسن استشارة الطواقم المختصة بعلاج المسنين في العيادات الجماهيرية، بما في ذلك المعالجين الوظيفيين.