المشاكل السلوكية لدى المصابين بالخَرَف

بسبب تضرُّر الذاكرة قصيرة المدى، يمكن أن ينسى المصابين بالخَرَف ما قالوه أو فعلوه قبل لحظة. النتيجة هي تكرار نفس الأسئلة أو الفعاليات.

أيضًا الشعور بالملل، الانزعاج، القلق أو الشعور بفقدان السيطرة يمكن أن تسبب التكرار.

نصائح للتعامل

• الفتوا انتباه المريض من خلال محادثة أو فعالية.
• إذا كان الرد على السؤال المتكرر يُهدّئ المريض أو يمنحه شعور بالسيطرة على الوضع، يمكن كتابة الإجابة وعرضها في مكان بارز ومتاح.

يمكن أن يطور المصابين بالخَرَف تعلقًا بمقدمي الرعاية الأساسي لهم، غالباً هم أقرباء للعائلة أو مقدمي الرعاية التمريضية.

الأسباب لذلك هي انعدام الأمان الذي ينبع من المرض ومن الشعور بفقدان السيطرة بشكل عام.

هذا السلوك ممكن أن يُصعّب الأمور على مقدمي الرعاية وإلحاق الضرر بجودة حياتهم.

نصائح للتعامل

• حاولوا إشغال المريض المصاب بالخَرَف قبل الخروج من البيت.
• قوموا بملاءَمة أوقات الخروج من البيت للساعات التي يكون فيها المريض هادئًا نسبيًا أو نائم.
• يوصى بالتفكير في إمكانيات تشغيل ثابتة خارج البيت، مثل مراكز الرعاية النهارية للمسنين.

رفض الاستحمام

يعتبر النفور من الاستحمام وتنظيف الجسم ظواهر نموذجية للأشخاص المصابين بالخرف، ويرفض الكثير منهم الاستحمام أو تغيير الملابس لأسباب مختلفة. لا جدوى من البحث عن المنطق ولكن سبب التردد الذي يشعرون به من فعل الاستحمام. بمجرد أن تجد السبب، يمكنك محاولة التعامل معه بنجاح. في بعض الأحيان لن تتمكن من العثور على السبب، لذلك سيكون عليك تجربة عدة خيارات حتى تجد الحل الأنسب والأكثر فاعلية بالنسبة لك.

نصائح للتعامل:

• النفور من العري – في حالة كهذه يمكن تمكين المريض من الاستحمام بالملابس الداخلية، وفي نهاية الحمام تمكينه من أن يقوم بنفسه بغسل الأعضاء الحساسة.
• معارضة الاستحمام بمساعدة مقدم الرعاية – يُفضّل أن يتم الاستحمام بمساعدة شخص معروف أو من نفس الجنس.
• الخوف من الماء أو من فرك الرأس – استخدام قبعة للحمام.
• إذا كان المريض يعتقد بأنه قد سبق له الاستحمام – بدلًا من المجادلة، الشرح له لماذا يجب الاستحمام الآن (مثلًا، لأنه يجب الذهاب الى الطبيب).
• إذا كانت هنالك معارضة قاطعة لدخول الحمام، يمكن غسل المريض باستخدام قطعة اسفنج ووعاء ماء أو محارم مبلولة، في غرفة أخرى غير الحمام.
• تلطيف عملية الاستحمام : من خلال الموسيقى، مستحضرات استحمام برائحة عطرة وما شابه.
• بدون ضغط: إذا كان الاستحمام مرهقًا للشخص المصاب بالخرف الذي تقوم برعايته، عندما تكون تحت ضغط الوقت، توقف عن الاستحمام. تذكر أنك تحتاج أيضًا إلى أن تكون هادئًا قدر الإمكان عند مواجهة مهمة صعبة. فكرة أخرى يمكن أن تقلل من التوتر هي اختيار وقت الاستحمام وفقًا للوقت الذي يكون فيه الشخص أكثر استرخاءً وهدوءًا، أو الوقت الذي اعتاد فيه على الاستحمام.
• السلامة: يجب استخدام كرسي الاستحمام الذي يتم وضعه داخل الدش أو مقابض الإمساك (الدرابزين) أو أي أدوات مساعدة أخرى لمنع الانزلاق.

 لمعلومات أخرى حول السلامة في بيئة المنزل

رفض تبديل الملابس أو ارتداء ملابس غير مناسبة

قد يواجه الشخص المصاب بالخرف صعوبة في اختيار الملابس وتغييرها. يرتبط فعل ارتداء الملابس أيضًا بالنشاط المعرفي والحسي وخاصة التنظيم الحسي ويمكن أن يؤذيهم كما لو كان شيئًا شديد الحرارة أو شديد البرودة ولاذعًا أو غير سار. بالإضافة إلى ذلك، فهو فقدان السيطرة لأن الأوقات تصبح مرتبكة ولا يعرفون ترتيب الإجراءات. قد ينظر مرضى الخرف إلى فعل الانتشار على أنه فقدان السيطرة.

نصائح للتعامل

• اعرضوا عددًا محدودًا من الخيارات لتغيير الملابس. يجب أن تختاروا من الملابس المريحة المفضلة لديهم.
• يمكنكم ترك الملابس، عندما يتم ترتيبها في مجموعة - قميص مع بنطلون، فستان مع بلوزة متناسقة، إلخ.
• بعد أن يخلع الشخص الملابس المتسخة، عليكم أخذها وتخبئها عنه (ربما في الغسالة) حتى لا يلبسها مرة أخرى.
• إذا كان الشخص يواجه صعوبة في الوصول إلى الحمام في الوقت المحدد، فمن المستحسن أن تقدم له الملابس التي يمكن تغييرها مسبقًا، مثل السراويل المرنة عند الخصر.

أحيانًا يكون العناد هو الطريقة الوحيدة التي تبقّت لدى المريض الذي يعاني من الخَرَف للتعبير عن رغباته. ربما بسبب صعوبة التعبير عن التجربة التي مر بها. ينسى الشخص المصاب بالخَرَف الكلمات التي تستخدم لوصفها، وكلما زادت صعوبة التعبير عن نفسه، زاد رفضه ببساطة حتى لا يتعامل مع الوصف. على سبيل المثال: بدلاً من "أعطني النظارات الموجودة على الخزانة" ، سيقول "الشيئ الذي يحتوي على دوائر زجاجية" وفي النهاية لن يرغب في القراءة أو مشاهدة التلفزيون إذا نسينا إعطاء النظارات، لأنه يجد صعوبة في تحديد ما يحتاجه لذلك.

نصائح للتعامل

• اسألوا أنفسكم: هل ما يرفضه المريض هو أمر ضروري؟
• في كل الأحوال، تجنبوا اللغة الحتمية والقسرية واللغة المتعالية تجاه الشخص الذي تعالجه.
• تحققوا مما إذا كانت هناك عوامل بيئية تؤثر على إعراض الشخص. على سبيل المثال: إذا رفض الشخص تناول الطعام، فتحقق مما إذا كان لديه بيئة أكل مريحة له، وإذا لم يكن كذلك، فمن المهم أن توفر له بيئة طعام هادئة وممتعة، ويوصى بشدة أن تجلسوا معهم. وتأكلوا معهم.
• قدموا مساعدة محترمة في تنفيذ مهامهم وحاولوا التفكير مسبقًا في كل التفاصيل. على سبيل المثال: تقديم النظارات في وقت مبكر استعدادًا للقراءة أو المساعدة في أدوات فريدة للتغذية إذا كانت هناك صعوبة.

ما الذي يجب فعله إذا كان المريض يرفض تناول الأدوية

يُعد الطعام والشراب والملابس مسألة مهمة جدًا ولكن الدواء يمكن أن يكون حاسمًا بالنسبة للإنسان. لذلك، يُنصح قبل البحث عن حلول لإقناعه بتناول الدواء، عليك مراجعة طبيبه لمعرفة ما إذا كانت هذه الأدوية ضرورية له وما إذا كان من الممكن استبدال الدواء بالشراب.

من المهم أن تشاركوا الطبيب حقيقة أن الشخص يرفض تناول الدواء ويفكر معًا في الحلول. على سبيل المثال، اسألوا الطبيب في أي الأوقات يجب على الشخص تناول الدواء وما إذا كان من الممكن تغيير الساعات بحيث يأخذها في الأوقات التي يميل فيها إلى التعاون.

في بعض الأحيان ، يميل الأشخاص المصابون بالخرف إلى المعاناة من الهلوسة، وبالتالي إذا كان الشخص يشك في أن الأدوية تسبب تسممه. في مثل هذه الحالة، يمكنكم محاولة شرح كل دواء له أو تنسيق محادثة مع الطبيب الذي سيشرح له الغرض من كل دواء ولماذا من المهم تناوله.

أحيانًا يخجل الشخص من السؤال عن مكان الحمام أو يشعر بالحاجة إلى زيارة الحمام في وقت متأخر أو لا يكفي خلع ملابسه في الوقت المناسب. والنتيجة أنه يبلل ملابسه ويشعر بعدم الراحة جسديًا (لانه بلل ملابسه) ومن حيث الإحراج الذي يشعر به، لأنه فقد السيطرة على نفسه.

نصائح للتعامل

• ابحثوا عن طرق تسهل على الأشخاص التنقل في المكان، على سبيل المثال: تحديد باب الحمام بوضوح، وإضاءة الطريق إلى الحمام حتى في الليل.
• لائِموا الملابس واختاروا الملابس التي يسهل خلعها بسرعة، مثل السراويل مع مطاط أو الفستان (للمرأة).
• تأكدوا من اصطحاب الشخص إلى الحمام في أوقات منتظمة. حتى لو لم يسأل، بادروا انتم بسؤاله في الحاجة للذهاب إلى الحمام بين الحين والآخر.
• استشيروا فريق الرعاية وفكر في استخدام منتجات ماصة مثل الملابس الداخلية وحفاضات الكبار، خاصة في الليل.

المشي في الواقع هو نشاط صحي وجزء من الحفاظ على الوظيفة الطبيعية يشجع على استقلال الشخص. ولكن عندما يكون الشخص مستقلاً في المشي ويعاني في نفس الوقت من القلق أو الميل للتجول مصحوبًا بالارتباك في الزمان والمكان - ينشأ موقف قد يعرضه للخطر.  

يمكن للتجول أن يشير إلى الألم أو عدم الراحة في الجلوس أو الملل.

نصائح للتعامل

• يمكن أن يحدث التململ بسبب العديد من الأشياء غير المريحة للشخص أو تفاقم الخرف ومن المهم معرفة الفرق بين الاثنين. إذا كان هناك شيء غير مريح، فنحن نرغب في معرفة السبب وعلاجه - الإمساك، احتباس البول، الألم، الجوع، العطش، الملابس غير المريحة، شيء يسبب الحكة.
• تحقق من سبب الشرود: يمكن أن ينبع القلق من حالة عدم الراحة التي يمكن علاجها. إذا كان السبب هو الملل - ابحث عن عمل هادف ويفضل أن يكون متكررًا، على سبيل المثال إنشاء الفن - القص واللصق والحياكة والغناء والرقص والمحادثة.
• إذا كان السبب هو البحث عن الحمام - حدد الطريق إلى الحمام، وقم بإخلاءه من أي عائق قد يؤخره أو يتسبب في سقوطه وتأكد من وجود إضاءة كافية في الطريق إليه.
• استشر طبيبك بشأن العلاج الدوائي للقلق. عادة ما يكون العلاج الدوائي للأرق المصحوب باضطراب السلوك من عائلة مضادات الذهان غير التقليدية بجرعات منخفضة، وفقًا بالطبع للأدوية العادية الأخرى.

عندما يغادر الشخص المنزل بشكل مستقل

• منع الخروج بدون رقابة عن طريق إقفال الأبواب، إزالة المفاتيح أو استخدام وسائل تكنولوجية تقوم بتشغيل صافرة إنذار.
• ربطه بوسائل اتصال مثل هاتف أو ساعة ذكية، وبالطبع أيضًا وسائل بسيطة مثل بطاقات تحمل أرقام هواتف مهمة (مثلًا، أرقام مقدمي الرعاية الأساسيين).
• التزود بصورة محدثة للمريض لاستخدامها في حال ضياعه لا قدر الله.

في حالة ضياع الشخص

• أبلغوا الشرطة على الفور.
• قوموا بالبحث عنه في محل إقامته السابق أو في مناطق طفولته.
• من الممكن أيضًا نشر صورته على شبكات التواصل الاجتماعي أو مجموعات واتساب المجاورة.
• لا ينبغي ترك الشخص الذي يميل إلى التجول بمفرده، في مثل هذه المواقف يجب أن تفكر في المرافقة والعناية عن كثب على مدار الساعة.

 الانخفاض في الذاكرة، من الممكن أن يفقد المرضى الذين يعانون من الخَرَف الأغراض واتهام الآخرين بسرقتها. لهذا السبب، يمكن أيضًا أن يقوموا بإخفاء أغراضهم الثمينة أو تغليفها.

نصائح للتعامل

• قوموا بعرض الأغراض المهمة بالنسبة للمريض في مكان متاح. على سبيل المثال، إذا كان لديه ساعة قريبة من قلبه أو خاتم لها قيمة عاطفية، فضعهما على طاولة السرير.
• قوموا بإعداد نسخ إضافية مسبقًا للأشياء المهمة مثل المفاتيح والنظارات وما إلى ذلك.
• إذا توتر المريض أثناء البحث عن غرض ضائع، انضموا للبحث معه ولكن حاولوا إلهاءَه بالعثور على أغراض أخرى. على سبيل المثال، إذا كنتم تبحثون عن الساعة وفي طريقكم عثرتم على مصباح ليلي، فأشيروا لهم بذلك.
• يمكن للمنزل المنظم الذي يعرف الشخص ترتيبه أن يقلل من هذه الظاهرة، كما يمكن وضع الأشياء الثمينة في مكان آمن مثل الخزنة.
• لتكونوا آمنين، تحققوا من علب القمامة قبل التخلص من القمامة.
•  ممنوع مناقشة المريض في الاتهامات بالسرقة. من باب الاحتياط من المستحسن الفحص فيما إذا تمت سرقة أغراض من البيت فعلًا.

قد يعاني الأشخاص المصابون بالخرف من الهلوسة والارتباك في الوقت المناسب وقلة الحكم. في بعض الأحيان، يتخيلون مشاهد أو يسمعون أصواتًا غير حقيقية. لذلك، على سبيل المثال، ستراهم يتحدثون إلى أناس من ماضيهم أو أشخاص ماتوا بالفعل. طالما أن مثل هذه المواقف لا تزعج الشخص ووظائفه الطبيعية، فمن المستحسن عدم إصلاحها.

نصائح للتأقلم

• تحققوا مما إذا كان السبب هو الأدوية أو العوامل البيئية مثل ضوضاء الخلفية.
• يجب عليكم استشارة الطبيب المعالج حول تغيير الدواء.
• من المهم تقليل المحفزات مثل أصوات الخلفية من التلفزيون والمكالمات الهاتفية في بيئة الشخص وما شابه.
• يجب عليكم تغيير الجو: تشغيل موسيقى ممتعة، وتغيير الإضاءة، وتوفير فرص العمل.

من ممكن أن يفقد المرضى الذين يعانون من الخَرَف الرغبة الجنسية أو أن يفقدوا الضوابط وإبداء إثارة كبيرة أيضًا في الأماكن العامة.

نصائح للتعامل

• تحققوا مما إذا كان سبب ملامسة الشخص للمناطق الحميمة من جسده هو الألم أو الالتهاب أو الانزعاج الجسدي. بالإضافة إلى ذلك، أثناء الاستحمام، من المهم أن تسمح للشخص بتنظيف أعضائه الخاصة بنفسه.
• إذا كان السلوك الجنسي المفرط يحرج البيئة، فمن المستحسن تشتيت انتباه الشخص وإبقائه مشغولاً. يجب أن تتحدثوا مع الشخص بحزم أو بروح الدعابة وأن توضحوا له أن مثل هذا السلوك غير مقبول.
• في الحالات القصوى، يمكنك التفكير في العلاج الدوائي، بالتشاور مع الفريق الطبي بالطبع.

قد يتصرف الأشخاص المصابون بالخرف تجاه البيئة بشكل سلبي وغير مبالٍ. في بعض الأحيان قد يستمر هذا السلوك لعدة ساعات من اليوم.

نصائح للتأقلم

• من المهم استشارة الطبيب لاستبعاد عامل طبي مثل الأمراض المعدية أو الألم أو اضطرابات الأمعاء أو التبول. قد يؤدي الارتباك الذي يحدث بعد تغيير البيئة المألوفة، على سبيل المثال بعد إجراء طبي أو مرض حاد، إلى سلوك سلبي أو غير مبال. أيضًا، من المهم جدًا في هذه المرحلة تشخيص الاكتئاب.
• يوصى بتشجيع الشخص على المشاركة في الأنشطة اليومية وفقًا لقدراته الشخصية وتفضيلاته.
• يُنصح بالالتزام بروتين يومي منتظم ونشط إن أمكن. على سبيل المثال، إذا كان الشخص يشارك في مركز نهاري، يجب أن تستمر في القدوم إلى المركز. إذا احتاج إلى مساعدة للوصول إلى هناك، ساعده.
• من المهم أن تستمر في توخي الحذر بشأن الحفاظ على العلاقات الاجتماعية والمشاركة في المحادثات والأنشطة الاجتماعية.