إعادة تأهيل القيادة
قد يشعر المسنين والمسنات الذين اعتادوا على القيادة وتعلّقوا بها معظم حياتهم بصعوبة في القدرة على القيادة في سن الشيخوخة. قد تؤثر هذه الصعوبة على قدرتهم على التنقُّل واستقلاليتهم وفي القدرة على الذهاب لأماكن مختلفة، ونتيجةً لذلك التأثير سلبًا على نمط حياتهم الوظيفي، الاجتماعي والعائلي. في العصر الحالي يستمر الرجال والنساء بالعمل حتى بعد سن التقاعد الرسمي، وبالتالي فإن تراجع القدرة على القيادة سيضرهم أيضًا من ناحية اقتصادية.
التغييرات في الوضع الصحي، مثل التغييرات في الرؤية، التغييرات الذهنية، الإصابة الجسدية، الإعاقة النفسية وعمليات الشيخوخة تؤثر على قدرتهم على التنقُّل بشكل عام وعلى القيادة بشكل خاص. الإعاقات والاضطرابات المختلفة التي تؤثر سلبًا على القدرة على القيادة، والتي لم يتم تحديدها أو علاجها، قد تُشكِّل خطرًا حقيقيًا على السائقين وعلى المحيطين بهم أيضًا، على السائقين الآخرين في الشارع وعلى المشاة.
تشمل عملية إعادة تأهيل القيادة تشخيص المشكلة مع التشديد على مصدر الصعوبة في القيادة الآمنة (على سبيل المثال القدرات الحركية، ضعف البصر، صعوبة سلوكية، ذهنية أو إدراكية) وإيجاد حلول ملائمة وإجراء تعديلات وتغييرات مختلفة لتتمكنوا من الاستمرار في القيادة بأمان. على سبيل المثال: تعديلات تتعلق بطريقة الجلوس أثناء القيادة، التنظيم البصري لحيز القيادة وتعلُّم استراتيجيات لتحسين الإصغاء والتركيز أثناء القيادة.
من الجدير بالذكر أن موضوع التقييم والمعالجة بالعلاج الوظيفي في مجال التنقُّل في المجتمع وإعادة تأهيل القيادة آخذ بالتطور في العالم وفي البلاد في إطار العمل العلاجي-التأهيلي وإعادة المريض الى الأداء والمشاركة الفعالة في الحياة الاجتماعية بشكل عام وفي الحياة المستقلة بشكل خاص.
من يحتاج الى التقييم وإعادة تأهيل القيادة
- السائقين أو السائقات الذين يعانون من مشاكل صحية أو أدائية، مكتسبة، مولودة، دائمة أو تفاقمت مع مرور الزمن، التي قد تؤثر على قدرتهم على القيادة.
- السائقين والسائقات الذين تعرّضوا لضرر جسدي أو دماغي قد يؤثر على القدرة على القيادة. على سبيل المثال: جلطة دماغية، إصابات في الرأس، إصابة العمود الفقري وبتر الأعضاء (بسبب داء السّكري مثلًا).
- السائقين والسائقات الذين يعانون من أمراض تفاقمت مع مرور الزمن والتقدم في السن مثل الباركينسون، التصلُّب المتعدد والتهاب المفاصل.
- السائقين والسائقات الذين يعانون من الخَرَف.
- السائقين والسائقات الأصحاء الذي يرغبون هم أو أفراد عائلاتهم بفحص كفاءتهم للاستمرار في القيادة بسبب التغيرات العمرية، على سبيل المثال عند تشخيص مشكلة ما وعدم التأكد مما إذا كان لها تأثير على القيادة.
تتم عملية التقييم وإعادة التأهيل بحساسية كبيرة وذلك لأنه في بعض الأحيان لا يُدرك السائق أو السائقة أصلًا أن هناك مشكلة تؤثر على قدرتهم على القيادة. من المهم التذكر بأنه غالبًا يكون الأشخاص الذين أمامنا قد مارسوا القيادة معظم حياتهم كبالغين ويواجهون صعوبة في تخيُّل الحياة والروتين بدون مركبة لمساعدتهم على إدارة شؤون حياتهم اليومية. لذلك، إذا كنتم أفراد من عائلة السائقين أو تتواجدون في محيطهم القريب ولاحظتم تراجع في القدرة على القيادة بشكل قد يُسبب القيادة بشكل غير آمن، يمكنكم الاستعانة بطبيب العائلة وبأهل الاختصاص لإظهار هذا التراجع وآثاره للسائقين.
وجوب التبليغ وتحديد الأهلية للقيادة
في إسرائيل، وبناءً على قانون المرور البند 12ب – حدوث تغيير في الوضع الصحي قد يؤثر على قيادة الإنسان، يستوجب التبليغ للسلطات. وجوب التبليغ في البلاد، يقع على الإنسان نفسه، أو على الطبيب المعالج الذي يعتقد أن هناك تغيير في الوضع البدني، البصري، الذهني أو النفسي قد يؤثر على القيادة.
أثناء فحص القدرة على القيادة، لا يتم إلغاء رخصة القيادة، ولكن ممنوع القيادة لغاية انتهاء الفحص.
عند انتهاء عملية التقييم يتم تحديد الكفاءة العامة للقيادة. وفقًا للنتائج سيوصي المعهد الطبي للسلامة على الطرق إذا كان السائق مؤهلًا للقيادة أم لا، وإذا لزم الأمر ستتم التوصية على إجراء تعديلات مادية وتقنية (بما في ذلك إضافة كماليات للسيارة).
إذا قررتم الخضوع للفحص في معهد للعلاج الوظيفي مختص في مجال القيادة، سيقوم المعالجين الوظيفيين بكتابة القرار وإرساله الى الجهة المُحيلة. من المهم المعرفة بأنه من واجب الطبيب المعالج، الذي يستلم مُلخّص التقييم من المعالج الوظيفي، تبليغ المعهد الطبي للسلامة على الطرق وهو الهيئة ذات الصلاحية المهنية القانونية، إذا تبيّن أن السائق غير مؤهل للقيادة.
الاستئناف على قرار الكفاءة للقيادة
إذا قرر المعهد الطبي للسلامة على الطرق بأن السائق غير مؤهل للقيادة مما يؤدي الى إلغاء رخصة القيادة يمكن تقديم استئناف. أحيانًا يكون الحديث عن حالات صحية متغيرة، عندما يتعافى السائق من إصابة معينة أدت الى اتخاذ قرار بعدم الكفاءة. يتيح الاستئناف إعادة النظر في الوضع الحالي.
تعرّفوا على المعهد الطبي للسلامة على الطرق
المعهد الطبي للسلامة على الطرق هو الهيئة المخولة بموجب القانون في إسرائيل لتحديد مدى كفاءة المرء على القيادة.
يُحوِّل المعهد الطبي للسلامة على الطرق التوصيات بشأن الحالة الصحية للسائق من حيث القيادة الى وزارة المواصلات والى سلطة الترخيص. يوصي المعهد الطبي للسلامة على الطرق على فحوصات طبية ضرورية لتقييم كفاءة السائقين مثل فحوصات النظر، الأعصاب، الطب النفسي، والأخصائيين النفسيين الذين يقومون بفحص العناصر الذهنية والعناصر العصبية وتلك المتعلقة بالشخصية التي تؤثر على الكفاءة للقيادة أو عدم الكفاءة للقيادة.
تتم قسم من الفحوصات في فروع المعهد الطبي للسلامة على الطرق في تل أبيب أو في حيفا ولكن بسبب الضغط الكبير على المعهد، يتم إحالة قسم من السائقين من طرف المعهد الطبي للسلامة على الطرق الى مُزودين خارجيين لتقييم أداء قدرات القيادة.
ضمن المعهد الطبي للسلامة على الطرق تعمل أيضًا لجنة حجم السيارة التي تُقدِّم الاستشارة بالنسبة لنوع السيارة المناسبة للسائق، وما هي الأدوات اللازمة مثل المقود، الدواسات، الكماليات وما شابه.
عملية تقييم مهارات القيادة
تتم عملية تقييم مهارات القيادة الشاملة بأيدي معالج وظيفي يقوم بالفحوصات في العيادة ويقوم أيضًا بالإشراف على عملية التشخيص والتقييم للقيادة نفسها (التي تتم فعليًا بأيدي معلم قيادة).
في السنوات الأخيرة تُقام دورات لتشخيص وإعادة تأهيل مجال التنقُّل في المجتمع بشكل عام ومهارات القيادة بشكل خاص، في إطار الدراسات التكميلية وأثناء الدراسة لألقاب متقدمة في العلاج الوظيفي التي تسمح بالتخصص في هذا المجال. هنالك مراكز طبية توجد فيها عيادات لتشخيص وإعادة تأهيل قدرات القيادة، التي يتوجه إليها المرضى من تلقاء أنفسهم أو بمبادرة من أفراد عائلاتهم أو بناءً على إحالة من جهات مختصة مثل الأطباء. الخدمة المقدمة في هذه المعاهد منوطة بالدفع.
مع ذلك، من واجب كل معالج وظيفي أن يرى في مجال التنقُّل والقيادة جزء من عملية التدخل المهني، وذلك لأنها مجالات أساسية للتدخل الفعال لكل شخص في المجتمع، في العائلة وفي الحياة الروتينية.
لذلك، عندما تتوجهون للتشخيص وتقييم القيادة، تحققوا مما إذا كان المعالج الوظيفي الذي تتوجهون له قد خضع للتدريب ويمتلك معرفة خاصة في موضوع القيادة.
تشمل عملية تقييم القيادة:
تقييم مبني من قبل معالج وظيفي في العيادة – بوسائل مختلفة وأدوات تقييم وتحليل مهنية لتشخيص القدرات الحركية، الحسية، الذهنية، البصرية، الإدراكية والسلوكية التي تؤثر على القيادة، على سبيل المثال باستخدام جهاز لمحاكاة القيادة. يقوم هذا الجهاز بمحاكاة مواقف مختلفة قد تواجه السائقين في الشارع.
يقوم المعالج الوظيفي بفحص ردة فعل السائقين، القدرة على اتخاذ القرارات والرقابة وما شابه.
يقوم المعالج الوظيفي بتقييم التوافق ما بين القدرة والأداء بالفعل ويفحص إذا ما كان السائق بحاجة الى تدخل علاجي وإذا كان الأمر كذلك، فلأي نوع من العلاج يحتاج.
في هذه المرحلة، يقوم المعالج الوظيفي بجمع معلومات بشأن الماضي الطبي للسائقين، بما في ذلك التشخيصات، المستندات الطبية ونتائج الفحوصات التي تم إجراؤها والتي يمكن أن تكون ذات صلة بالتقييم الشامل للقيادة.
تقييم القيادة فعليًا الذي يتم بصحبة معالج وظيفي ومعلم للقيادة في سيارة معلم القيادة– يقوم معلم القيادة بإرشاد السائق عبر مسار مقياسي مُخطط مسبقًا، بهدف التحقق من وجود مشاكل في المهارات الأساسية التي تُسبب خللًا في القدرة على القيادة بشكل آمن. في هذا الفحص يجلس المعالج الوظيفي في السيارة ويفحص أداء السائق الذي يخضع للفحص. بإمكان السائق أن يختار ما إذا كان يرغب بإجراء الفحص العملي في سيارة ذات غيار عادي أو أوتوماتيكي.
عند انتهاء عملية التقييم، يقوم المعالج الوظيفي بتحليل البيانات والنتائج التي تم الحصول عليها من كِلا قسمَي التقييم لفحص مدى تأثيرها على القيادة فعليًا وبناءً على ذلك سيقوم بالتوصية على الإمكانيات للاستمرار في القيادة، تعديل السيارة وفقًا للاحتياجات التي سيتم تشخيصها أو بدلًا من ذلك التوقف عن القيادة وطرح البدائل الممكنة للقيادة.
عملية تقييم القدرة على القيادة ليست مشمولة في سلة الخدمات الصحية وهي منوطة بالدفع.
عملية إعادة تأهيل مهارات القيادة
بعد تشخيص المشكلة التي أدت الى ضعف أو تراجع القدرة على القيادة، وإذا وُجد بأن المريض قادر على العودة الى القيادة، سيتم تحويل السائقين للبدء بعملية إعادة تأهيل القيادة التي تشمل التدُّخل في جميع مراحل القيادة. تتم العملية بأيدي معالجين وظيفيين مؤهلين. تشمل العملية على سبيل المثال:
- علاج وظيفي للمركبات البشرية القابلة للتحسين، مثلًا: زمن رد الفعل، التركيز البصري، الإصغاء المُتشعِّب، تحسين التوازن.
- التدريب على القيادة كوظيفة شاملة في جهاز لمحاكاة القيادة.
- التدريب على القيادة فعليًا مع معلم للقيادة: يُشدد المعالج الوظيفي لمعلم القيادة على المجالات التي يجب تحدي السائق فيها أثناء دروس القيادة ويُقدِّم إرشادات لمعلم القيادة وللسائق لمتابعة التدريب بشكل مستقل
- ملاءمة نوع السيارة، الأدوات المساعدة وبيئة السيارة (على سبيل المثال الحيز المطلوب لركن السيارة) لاحتياجات السائق.
بعد عملية التدريب وإعادة التأهيل لتحسين مهارات القيادة سيتم إجراء فحص آخر وبعدها سيتم اتخاذ القرار النهائي.
بدائل للقيادة
في الحالات التي تُقرر فيها الجهات المختصة بأن المريض الذي خضع للفحص غير مؤهل للقيادة، سيحصل على استشارة وإرشاد بشأن الإمكانيات المتاحة أمامه بدلًا من السيارة المألوفة والمريحة.
- المواصلات العامة: إرشاد، تدريب وتجربة استخدام وسائل مواصلات عامة متاحة وآمنة.
- المركبة الكهربائية – يتم اللجوء لخيار قيادة مركبة كهربائية بعد فحص بيئة القيادة وتقييم الكفاءة الذهنية للسائق لاستخدامها بشكل آمن.
- سائق ملازم: يمكن أن يكون هذا الشخص مُقدم الرعاية أو سائق تم استئجاره لغرض التنقل وأحيانًا قد يكون أحد أفراد العائلة الذي يتطوع لأداء هذه المهمة.
- خدمات النقل: تقوم العديد من الجمعيات بتفعيل خدمات النقل، لقاء دفع مبلغ رمزي أو بشكل تطوعي. يُنصح بالتوجه الى قسم الرفاه في البلدة التي تقيمون فيها للاستفسار عن التفاصيل الدقيقة.
- التنقُّل الآمن في المجتمع: استشارة شخصية لمعالج وظيفي التي تدمج ما بين الإرشاد، التدريب وتجربة ممارسة عبور الشارع، المشي بشكل آمن في الشارع، بواسطة أجهزة محاكاة والخروج الى المجتمع.
من المهم أن تعرفوا
من المهم أن تعرفوا
عملية تقييم وظيفة القيادة غير مشمولة في سلة الخدمات الصحية وتنطوي على رسوم.