إجهاض طبيعي
يحدث الإجهاض الطبيعي أو التلقائي في حوالي ثلث حالات الحمل، وحوالي 35% من النساء يتعرضن للإجهاض الطبيعي خلال سنوات إنجابهن. في كثير من الحالات، لا تعرف النساء أنهن حوامل بسبب سقوطه من تلقاء نفسه، وسيشعرن بما يشبه تأخر طفيف في الدورة الشهرية أو نزيف أكثر قليلًا من المعتاد. وتسمى هذه الحالة أيضًا بالحمل الكيميائي.
من المهم أن تعرفوا
من المهم أن تعرفوا
أن الإجهاض يحدث في أغلب الأحيان لأسباب لا يمكننا التحكم بها. بحيث أن النشاط البدني، العمل، الإجهاد، النقاشات، ممارسة الجنس، وغيرها - لا تسبب الإجهاض، ويجب ألا تشعري بالذنب عند حدوثه.
يتم تعريف الإجهاض على أنه فقدان الحمل حتى الأسبوع 22 (قبل المرحلة التي يصبح الجنين فيها قادرًا على الحياة، والمعروفة أيضًا باسم "حد الحياة")، وتحدث معظم حالات الإجهاض في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. غالبًا، يتبع الإجهاض الطبيعي حمل سليم، لذلك في مثل هذه الحالات لا حاجة لمعرفة سبب الإجهاض. إذا تعرضتِ لإجهاضين طبيعيين متتاليين أو إذا كانت حالة توقف نبض الجنين بعد الأسبوع العاشر، يوصى بالتوجه لفحص الأمر والمشورة الطبية بشأن علاج حالات الإجهاض المتكررة.
أسباب الإجهاض الطبيعي
عندما يتعلق الأمر بالأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، غالبًا ما يكون السبب مشكلة كروموسومات لدى الجنين وتوقف عن النمو. وهناك عوامل أخرى قد يكون لها تأثير، مثل عمر الأم، عمر الأب، الوزن الزائد، التدخين، تعاطي المخدرات، الإفراط في تناول الكافيين والكحول.
عندما يتعلق الأمر بالإجهاض في الثلث الثاني من الحمل، فإن الظروف الصحية التي تعاني منها المرأة مثل مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم، مرض الذئبة، أمراض الكلى أو خلل الغدة الدرقية - يمكن أن تشكل أيضًا أسباب للإجهاض.
في حالات نادرة، يمكن أن تسبب العدوى والأمراض مثل الحميراء وفيروسات معينة أيضًا الإجهاض. إلى جانب ذلك، فإن بنية الرحم أو الندبات الموجودة على بطانة الرحم أو الأورام الحميدة قد تسبب أيضًا الإجهاض في الثلث الثاني من الحمل.
ظهور نزيف في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل
في معظم الحالات، سيكون النزيف هو العلامة الأولى للحمل الذي لا يتطور بشكل طبيعي، ولكن من المهم أن تتذكري أن النزيف هو أيضًا ظاهرة شائعة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل ويمكن أن يتطور الحمل بشكل سليم، حتى لو حدث نزيف. لذلك، في أي حالة من حالات النزيف، الألم، الشعور بالضغط أو الانقباض في أسفل البطن، توجهي لتلقي مشورة طبية.
الاجهاض المنسي
الإجهاض المنسي هو حالة يتوقف فيها الحمل عن التطور. في معظم الأحيان، خلال فحص الاولتراساوند الروتيني، نرى محتويات الحمل في تجويف الرحم، لكن الجنين دون نبض. قد لا تشعرين بأن الحمل لم يستمر في التطور وقد تكون هناك دلائل مثل النزيف الخفيف، الإحساس بالتشنج في أسفل البطن أو بالأحرى تخفيف أعراض الحمل (على سبيل المثال، سيتوقف الغثيان والقيء فجأة).
يمكن علاج الإجهاض بإحدى الطرق الثلاث، ولكل منها مزايا وعيوب. سيوصونك بطريقة علاج وفقًا لحالتك النفسية والطبية:
- انتظار الإجهاض الطبيعي. عادة لا ينصح بالانتظار لفترة طويلة، لأن الانتظار لفترة طويلة يمكن أن يسبب تطور عدوى في الرحم. إذا قررت انتظار الإجهاض الطبيعي، فمن المهم التأكد من عدم وجود أي علامات للعدوى. بعد الإجهاض، سيكون من الضروري التأكد من إفراغ الرحم بالفعل. إذا كان النزيف حادًا وطويلًا أو كنتِ تعانين من ألم شديد جدًا، توجهي إلى غرفة طوارئ النساء. إذا بقي محتوى الحمل في الرحم بعد الإجهاض الطبيعي أو لم يتوقف النزيف، فمن المحتمل أن يتطلب الأمر إكمال العملية بالكشط. قد تستمر مدة انتظار التفريغ الطبيعي للرحم وعملية التفريغ لمدة تصل إلى عدة أسابيع. هناك نساء يجدن صعوبة في الشعور بوجود جنين لا ينمو في رحمهن، هذا اختيار شرعي عدم انتظار الإجهاض الطبيعي.
- العلاج الدوائي عن طريق دواء يسمى سيتوتك. يسبب سيتوتك انقباضات في الرحم حتى يقذف محتويات الحمل. ينجح هذا العلاج في حوالي 80% من الحالات، وتكون فرصة نجاحه أكبر كلما تم إنهاء الحمل مبكرًا. إذا لم يكن العلاج الدوائي ناجحا تماما، فيجب إتمام عملية تنظيف الرحم بالكشط.
- الكشط هو إجراء طبي يتم تحت التخدير الكامل. في عملية الكشط، تتم إزالة محتويات الحمل وهذه عملية جراحية قصيرة نسبيًا، وبعدها يتأكد الطبيب أو الطبيبة من عدم بقاء أي محتويات حمل في الرحم. تستغرق العملية برمتها بضع دقائق، وبعد ذلك سوف تستريحي لمدة 2-4 ساعات في الإقامة النهارية. قد يوصون بأن تستريحي لمدة يومين أو ثلاثة أيام. يعتبر الكشط عملية طبية آمنة مع احتمالية منخفضة جدًا لحدوث مضاعفات.
على إثر التخدير، قد تشعرين بالغثيان أو تعاني من القيء. قد تشعرين بألم أو انقباضات في منطقة الرحم أو المهبل ومن الطبيعي أن يكون لديك نزيف خفيف إلى متوسط لمدة أسبوعين تقريبًا.
العودة إلى الروتين بعد الإجهاض
إذا لم تحصلي على توصية مختلفة من أخصائي طبي، يمكنك العودة إلى روتينك بعد يومين أو ثلاثة أيام من الإجهاض الطبيعي. قد تستمرين في رؤية نزيف خفيف وتشعرين بانقباضات خفيفة، والتي يجب أن تختفي تدريجيًا. بعد بضعة أيام يمكنك العودة إلى النشاط البدني والروتين. اطلبي من الجهة الطبية التي عالجتك أيام مرضية مقابل يوم الاقامة وللراحة والتعافي قبل العودة إلى العمل.
الجنس والحمل بعد الإجهاض
لمدة أسبوع على الأقل بعد الكشط، يوصى بتجنب الاتصال الجنسي. إذا لم يتوقف النزيف بعد، عليك الانتظار لفترة أطول من ذلك. وللعودة إلى الجماع الكامل، يجب الانتباه إلى عدم وجود نزيف لمدة يومين على الأقل.
عادة ما تحدث الإباضة الأولى بعد الإجهاض بعد 2 إلى 4 أسابيع. يُنصح عادةً بالانتظار حتى الدورة الشهرية الأولى بعد الإجهاض، قبل محاولة الحمل مرة أخرى.
التأثير النفسي للإجهاض عليكِ
الإجهاض، مهما كانت الطريقة، له آثار نفسية بالإضافة إلى الآثار الجسدية على جسمك. تشير الدراسات إلى أن العديد من النساء يعانين من الاكتئاب بعد الإجهاض. من المهم أن تعرفي أن هذا أمر طبيعي وشائع. يحدث اكتئاب ما بعد الإجهاض بسبب العديد من التغيرات الهرمونية خلال فترة زمنية قصيرة، وقد تشعرين بمشاعر صعبة مثل الحزن، الأسى، القلق، الشعور بالذنب، الخوف والخجل. إذا شعرت بالحاجة إلى التحدث مع شخص ما أو الحصول على مساعدة - فلا تنتظري، توجهي واحصلي على مساعدة نفسية مهنية، حتى قبل عملية إنهاء الحمل وخاصة بعدها.
بالإضافة إلى ذلك، من المهم أن تتذكري أن زوجك أو زوجتك أيضًا عانوا من فقدان الحمل معك، لذلك من المهم الانتباه إلى حالتهم النفسية أيضًا وعلاجها عند ظهور صعوبة.