التشجنات
التشنجات هي اضطراب عصبي مفاجئ وعابر، التي تحدث نتيجة تغييرات مفاجئة في النشاط الكهربائي والكيميائي في الدماغ. التشنج يشمل عادةً تقلصات عضلية سريعة وغير إرادية، التي تسبب اهتزازاً غير قابل للتحكم وحركات غير إرادية للأطراف.
للمتفرجين من الخارج، قد تكون نوبة التشنج مُربكة ومرهقة للغاية، لكن من الجيد أن تعرفوا أن معظم التشنجات ليست مهددة للحياة وتزول خلال بضع دقائق. من المهم أن يتعرف كل والد على الظاهرة، الأسباب المحتملة لظهورها، وبالأساس - ما الذي يُنصح بفعله وما الذي لا يُوصى بفعله أثناء التشنج.
انواع التشجنات
يمكن أن تظهر التشنجات في أنواع مختلفة من النوبات. ومن المقبول تقسيمها إلى عدة أنواع:
-
نوبة عامة: تشمل جميع أجزاء الدماغ
يمكن أن يظهر التشنج بدرجات مختلفة:
- نوبة غياب عامة (أبسنس): أكثر شيوعًا لدى الأطفال. التشنج يسبب في الانفصال عن البيئة، العيون مفتوحة وتحدق، ولكن الطفل أو الطفلة غير واعين لما يحدث لهم ولا يتذكرون ما حدث لهم خلال النوبة. في معظم الحالات، النوبة لا تكون مصحوبة بحركات غير إرادية للجسم.
- نوبة "توني-كلوني": تشمل عدة أعراض محتملة، مثل فقدان مفاجئ للوعي، تشنجات في الأطراف الأربعة، الظهر والرأس، تقلصات عضلية، زرقة في الشفاه، إفراز الرغوة من الفم، شخير وعدم السيطرة على العضلات العاصرة. بعد النوبة قد يكون هناك ارتباك، تعب، نعاس وألم. تشنج من هذا النوع يتطلب علاجاً طبياً خاصةً إذا استمرت النوبة لأكثر من 30 دقيقة، أو شملت نوبات متكررة بدون العودة إلى الوعي بينهما.
-
نوبة موضعية: تقتصر على جزء واحد فقط من الدماغ.
النوبات التي تقتصر على جزء واحد فقط من الدماغ، وبالتالي تشمل فقط جزءاً من الأعضاء في الجسم.
التشنج يمكن أن يظهر في درجات مختلفة:
- نوبة موضعية بدون اضطراب في الوعي (بسيطة): عادةً ما تكون نوبة قصيرة نسبيًا، دون فقدان الوعي، والتي تشمل ظواهر تتعلق بالجزء من الدماغ الذي يحدث فيه النشاط الكهربائي غير الطبيعي مثل: الخدر الموضعي لعضو معين، تقلصات عضلية في العضو، حركة غير إرادية، اهتزاز في الرؤية.
- نوبة موضعية مع اضطراب في الوعي (معقدة): يكون التشنج مصحوب بوعي مشوش، لكن يمكن أن تشمل أيضًا اضطرابات في الرؤية (مثل الهالة)، تغييرات سلوكية (مثل العدوانية والارتباك)، حركات تلقائية متكررة، ونقص اليقظة.
العوامل المحتملة
يمكن أن تحدث التشنجات لمرة واحدة بعد حدث مثل إصابة في الرأس، انخفاض حاد في مستوى السكر في الدم (نقص السكر في الدم) أو عند ظهور حمى مرتفعة (مزيد من المعلومات لاحقاً). في حالة التشنجات المتكررة، قد يكون الأمر متعلقًا بمرض الصرع، الذي يمكن أن يحدث نتيجة مرض في الدماغ (مثل الالتهابات والأورام)، أمراض وراثية أو بدون سبب معروف.
الفحوصات والتشخيص
في حالة نوبة واحدة، عادةً ما يكون فحص الدم كافيًا للتأكد مما إذا كانت هناك مشكلة يمكن علاجها، مثل انخفاض مستوى السكر في الدم أو تلوّث حاد. إذا ظهر تشنجان أو أكثر، قد تحصلون على إحالة من طبيب أو طبيبة الأسرة إلى طبيب عصبي أو طبيبة عصبية. بالإضافة إلى ذلك، وقد يطلبون إجراء اختبار EEG (فحص النشاط الكهربائي في الدماغ) لفهم نوع التشنج الذي حدث. عندما يكون هناك تخوّف من أن سبب النوبة هو التهاب، ورم أو نزيف، فسوف يطلبون إجراء تصوير مقطعي (CT) أو تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للدماغ.
الإسعافات الأولية
كما ذكرنا، يمكن أن يكون التشنج تجربة مُربكة، لكن إذا كنتم على معرفة لما تتوقعوه ستكونون قادرين على التحكم في الوضع، للحفاظ على الهدوء والعمل بشكل صحيح. أيضًا، من المهم تحديث البيئة القريبة من الطفل او الطفلة بالتعليمات المناسبة في حالة حدوث نوبة.
ماذا عليك أن تفعل وما لا تفعله في حالة حدوث نوبة صرع؟
قوموا بعمل التالي:
- حاولوا إبعاد الأشياء الخطرة عن الطفل او الطفلة التي قد يتعرضون للإصابة منها.
- يوصى بوضع الطفل او الطفلة على الجانب. يمكن وضع وسادة أو قطعة قماش تحت الرأس لمنع الإصابة.
- إذا حدثت النوبة أثناء السفر في السيارة، من الأفضل أن تتركوا الطفل او الطفلة مربوطًا بحزام الأمان في مقعد الأمان.
- إذا كان من المفترض أن يتلقى الطفل او الطفلة دواءً لإيقاف النوبة، فمن المهم أن تتذكر إعطائه له.
لا تفعلوا:
- امتنعوا عن فتح فم الطفل أو الطفلة الذين يعانون من النوبة.
- احرصوا على عدم إدخال أي شيء في الفم وعدم سحب اللسان.
- لا حاجة لسكب ماء على الطفل أو الطفلة ولا يجب ادخالهم الى حوض الاستحمام.
- لا تحاولوا إيقاظ الطفل أو الطفلة أو إيقاف التشنج.
في كل حال، من المهم أن تتذكروا أن معظم النوبات ستنتهي من تلقاء نفسها ولا تحتاج إلى علاج طبي فوري. إذا كان الأمر يتعلق بتشنج أولي، فمن المهم التوجه فورًا إلى الفحص الطبي في غرفة الطوارئ. بالإضافة إلى ذلك، في حالة التشنجات المتكررة هناك عدة حالات تحتاج إلى مساعدة طبية عاجلة:
- إذا لم يتوقف التشنج خلال 5 دقائق.
- إذا كانت النوبة شديدة بشكل غير عادي، على سبيل المثال تشمل صعوبة في التنفس، اختناق، أو زرقة في الجلد
- إذا كان الطفل او الطفلة قد تلقوا دواءً لإيقاف النوبة، ومع ذلك استمرت التشنجات.
في هذه الحالات، يجب الاتصال بنجمة داوود الحمراء على الفور
التشنجات الحرارية
عند التعامل مع التشنجات من المهم أيضًا أن نأخذ بعين الاعتبار التشنجات الحرارية - وهي ظاهرة شائعة لدى حوالي %3 من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من نصف سنة حتى ست سنوات.
التشنج الحراري يمكن أن يكون مقلقاً جداً، ولكن من المهم معرفة أنها لا تؤثر على صحة الأطفال على المدى الطويل. على غرار العلاج في حالة التشنج "توني-كلوني"، عندما يكون الطفل او الطفلة متواجدين في نوبة، من الأفضل عدم لمسهم ومن المهم الانتباه إلى مدة التشنج:
- إذا حدثت التشنجات لمرة واحدة واستمرت أقل من 5 دقائق، فلا حاجة للقيام بأي شيء خاص، فقط يجب متابعة الحالة. من الأفضل استشارة مركز خدمات صندوق المرضى ومعرفة ما إذا كان من الضروري الذهاب إلى فحص طبي للاستيضاح حول مرض الحمى
- إذا استمرت التشنجات أكثر من 5 دقائق أو إذا كان الصبي أو الفتاة في حالة ارتباك ولا يستعيدون وعيهم بعد انتهاء التشنج – يتوجب الاتصال بنجمة داوود الحمراء فورًا.
في حالة حدوث التشنج للمرة الثانية – يجب التوجه إلى المركز الطبي أو إلى غرفة الطوارئ.
العلاج والتعامل
في حالة التشنجات المتكررة وتشخيص الإصابة بالصرع، ستتلقوا توصية من الطبيب أو الطبيبة بشأن العلاج المناسب لمنع التشنجات. الهدف من العلاج هو تقليل التشنجات والسماح بالعودة إلى الأداء اليومي مع أقل قدر ممكن من الآثار الجانبية. عادةً ما يكون العلاج الأولي هو دواء مضاد للصرع، ولكن إذا تبين أنه غير فعال، توجد خيارات علاجية إضافية، مثل النظام الغذائي الكيتوني أو زراعة جهاز تنبيه العصب الحائر (Vagus nerve stimulator).
بالنسبة لبعض الأطفال المصابين بالصرع فإن المرض سوف يزول بعد فترة معينة من الزمن، وفي بعض الحالات يستمر المرض مدى الحياة. على أي حال، من المهم أن نعرف أن معظم الأطفال الذين يتعاملون مع الصرع، يمكنهم الوصول إلى السيطرة الكاملة على المرض والعيش حياة طبيعية دون أي قيود تقريبًا.
في حال وجود أي أسئلة أو شكوك تتعلق بالتعامل مع المرض من الأفضل الاتصال بالطبيب أو الطبيبة المعالجين. للحصول على مزيد من المعلومات أو إذا كنت بحاجة إلى دعم واستشارة، يمكنك التوجه الى جمعية أيال، الجمعية الإسرائيلية للصرع.