الوصاية

هنالك مواقف في الحياة يجب فيها اتخاذ قرارات تتعلق بأجسادنا أو بممتلكاتنا. أحيانًا قد يفقد كبار السن القدرة على اتخاذ هذه القرارات ولذلك من المهم التحديد واتخاذ القرارات مسبقًا في هذه المجالات. في حال عدم اتخاذ القرارات مسبقًا، قد تكون هناك حاجة الى تعيين وصيّ.   

في شهر نيسان 2016 تم الإعلان عن التعديل رقم 18 لقانون الأهلية القانونية والوصاية. الهدف من هذا التعديل هو دعم الحياة المستقلة وإشراك المريض في اتخاذ القرارات، مع التشديد على احترام وتحقيق رغبات المريض وكرامته. الخيارات متعددة وهدفها تعزيز المريض ليتصرف وفقًا لرغبته: تعيين وصيّ، استخدام خيارات التوكيل الدائم (الطبي، الشخصي وعلى الممتلكات) وتعيين داعم للقرارات.  

الوصاية  

طالما أن الشخص قادر تمامًا على اتخاذ القرارات فيمكنه اختيار الشخص الذي سيقوم بإدارة شؤونه الطبية، الشخصية والأدائية من خلال توكيل. ولكن عندما يصل المريض لوضع يكون فيه غير قادر من ناحية صحية أو أدائية على أن يتخذ قرارات من أي نوع، ويُقرر الطبيب بأنه غير مؤهل لاتخاذ القرارات، يُصبح من الضروري أن يقوم شخص مقرب أو شركة باتخاذ القرارات بالنيابة عنه. 

يجب أن يتم تعيين الوصي من خلال إجراء قانوني فقط. فعليًا، يمكن للعاملة الاجتماعية في صندوق المرضى المساعدة في اختيار الوصي (على سبيل المثال، إذا كانت العائلة كبيرة وهنالك حاجة الى الاختيار من بين جميع أفراد العائلة)، إلا أن التعيين نفسه يتم من قبل المحكمة فقط.   

عند تعيين وصيّ على شخص معين، فهذا يعني بأنه غير قادر على اتخاذ القرارات وبأنه لم يتم تحديد وكيل مسبقًا ليتم توظيفه.  

أنواع الوصيّ  

يمكن اختيار وصيّ واحد لموضوع معين أو لكافة المواضيع. هذه هي المواضيع التي تتطلب وصيّ:  

• وصيّ على الأمور الشخصية (في الماضي كان يسمى "تكليف على الجسد"): وظيفته هي الاهتمام باحتياجات المريض، بالقضايا الطبية والاحتياجات الشخصية. مثلًا إذا كان هنالك حاجة لإجراء جراحة أو أن المريض بحاجة الى مغادرة المستشفى الى المنزل أو الى مؤسسة.   
• وصيّ على الجسد والأملاك: يتخذ القرارات في جميع المسائل المتعلقة بالمريض. من واجب الوصيّ الاهتمام بكافة احتياجات من يقع تحت مسؤوليته، الحفاظ على ممتلكاته، إدارتها كما يجب وتطويرها لمصلحته وتمثيله في أي إجراء قانوني بشكل مطلق.  
• وصيّ على المواضيع الطبية: يتخذ القرارات في المسائل الطبية، على سبيل المثال يمنح موافقته على تنفيذ إجراءات طبية مثل فحوصات الدم أو العمليات الجراحية. يمكن طلب تعيين وصيّ على الشؤون الصحية فقط من أجل اتخاذ قرارات في المواضيع الصحية. إذا كان لدى المريض توكيل أو تعليمات طبية مسبقة قام بالتوقيع عليها عندما كان مؤهلًا، فليس هناك حاجة الى وصيّ على الشؤون الطبية.  
• وصيّ على موضوع محدد: من أجل اتخاذ قرار بشأن تنفيذ إجراء طبي معين. مثلًا،إذا كان المريض بحاجة الى بتر ساقه. الوصاية محدودة بفترة زمنية وكما ذكرنا للإجراء المحدد المطلوب. 

من يمكن تعيينه كوصيّ  

من الأفضل تعيين أحد الأقارب أو شخص آخر يهتم لأمر المريض، على تواصل دائم معه ويمكن أن يتم تعيينه (يجب أن يوافق لأن هذه مسؤولية). في حالات معينة، يمكن تعيين الأصدقاء المقربين أيضًا. في حال عدم وجود شخص مناسب، يمكن التوجه الى جمعية أو الى شركة.   

إذا تم التوصل الى استنتاج مفاده بأن المريض يجد صعوبة في الاهتمام بشؤونه، يتم تقديم طلب للوصاية الى محكمة الأسرة. تقوم المحكمة بإصدار أمر لإجراء استطلاع من قبل عامل اجتماعي للترتيبات القانونية. يقوم العامل الاجتماعي بفحص الحاجة ويقدم توصية للمحكمة. تقرر المحكمة إذا ما كان هناك حاجة لتعيين وصيّ على المريض. يجب أن يقوم العامل الاجتماعي بالفحص قبل التعيين.   

يمكن تعيين وصيّ على كافة مجالات حياة المريض، الشؤون الشخصية والممتلكات، أو قسم منها. يمكن أن يكون شخص واحد وصيًا على جميع المجالات أو أن يتقاسم عدة أشخاص الوظيفة، على سبيل المثال: أحد الاخوة يكون وصيًا على المجال الطبي وإحدى الأخوات تكون مسؤولة عن مجال الممتلكات.  

تستعين المحكمة بتوصيات عوامل الرفاه بالنسبة للحاجة الى التعيين وتحديد هوية الوصيّ أو الأوصياء، والوصيّ العام مسؤول عن الإشراف على أدائهم بعد إصدار أمر التعيين.   

الوصي مسؤول عن القيام بوظيفته بإخلاص وبحساسية، التصرف بناءً على رغبة المريض ولمصلحته، استشارته ومشاركته بالمعلومات وبالقرارات التي تخصه قدر الإمكان.   

المحاكم المُخوَّلة بتعيين وصي هي فقط محكمة شؤون الأسرة والمحكمة الشرعية. قرار تعيين الوصيّ يُمنح كأمر مؤقت أو دائم بناءً على قرار القاضي.

تعيين وصيّ لشخص ليس لديه أقارب  

إذا لم يكن للمريض (في الماضي كان يُسمى المكفول، اليوم يُسمى مريض تم تعيين وصي عليه) أقارب وكان يرقد للعلاج في مؤسسة طبية فعلى مدير المؤسسة والعامل الاجتماعي المشرفين على رعايته المبادرة لطلب تعيين وصيّ خارجي وتقديم الطلب بواسطة المستشار القضائي لوزارة الرفاه.    

تقديم طلب الوصاية  

من أجل الحصول على الوصاية يجب تعبئة استمارة طلب وتصريح (بنسختين) التي يجب المصادقة عليها أمام محامي أو أمام سكرتارية المحكمة في المحكمة وإرفاق المستندات ذات الصلة الى الطلب.  

مزيد من المعلومات حول إجراء طلب تعيين وصيّ على شخص بالغ 

يمكن تقديم طلب تعيين وصيّ (واحد أو أكثر لنفس الشخص) الى المحكمة عن طريق فرد من العائلة الذي يكون معنيًا بأن يتم تعيينه كوصيّ أو من خلال محامي يمثله. إذا كان المريض الذي يرغبون في الوصاية عليه في المستشفى، يمكن الاستعانة بالعامل الاجتماعي في المستشفى لتعبئة استمارة الطلب وتقديم الاستمارة الى المحكمة.  

توكيل دائم  

التوكيل الدائم هو مستند قانوني يستبدل تعيين الوصيّ. يسمح التوكيل الدائم لكل شخص بالغ أن يقرر من سيهتم بشؤونه في المستقبل، في حال وعندما لا يتمكن من الاهتمام بنفسه أكثر.   

حسب القانون، يجوز لكل شخص بعمر 18 سنة فما فوق، سليم أو يعاني من مرض، إلا أنه في وضع يُعتبر مؤهل لاتخاذ القرارات في الشؤون الطبية، المتعلقة بالممتلكات والشخصية، أن يقوم بتحرير مستند التوكيل الدائم. من المهم التشديد: الرغبة الشخصية هي التي تقرر.   

سيكون الوكيل مخولًا للتصرف بالنيابة عن ذلك الشخص في المستقبل إذا وعندما لا يكون مؤهلًا لاتخاذ القرارات المتعلقة بشؤونه الخاصة. يمكن أن يتطرق التوكيل الدائم الى الشؤون الطبية، الشخصية أو المتعلقة بالممتلكات – أو الى قسم منها فقط.  

الفرق بينهما هو أنه يجب التوقيع على التوكيل للشؤون المتعلقة بالممتلكات أمام محامي اجتاز تدريبًا لدى الوصيّ العام، وعلى التوكيل في الشؤون المتعلقة بالجسد (الذي يسمى اليوم وصيًا على شؤون الجسد) يمكن التوقيع أمام ممرضة، طبيب أو عامل اجتماعي وليس من المفروض أن تكون هناك رسوم مقابل ذلك.   

من يمكنه أن يكون وكيلًا 

يمكن اختيار أي شخص بالغ، فوق عمر 18 سنة ليكون وكيلًا. يُنصح باختيار شخص تثقون به، أثبت إخلاصه، يمكن أن تضمنوا بأنه سيحترم اختياراتكم ورغباتكم.  

الشخص الذي سيقوم باختيار الوكيل سيختار أيضًا المجالات التي سيكون مخولًا للتصرف فيها. يمكن أيضًا اختيار وكلاء مختلفين، بحيث يكون كل منهم مسؤولًا عن موضوع مختلف. مثلًا: الابنة الكبرى تكون وكيلة قي الشؤون الطبية في حين يكون الابن الأصغر مسؤولًا عن موضوع الممتلكات.  

يمكن أن يتضمن التوكيل أيضًا "تعليمات مسبقة"، والتي سيوضح الشخص من خلالها كيف يطلبون من الوكيل أن يتصرف في المستقبل.  

لمزيد من المعلومات حول التوكيل الدائم في موقع وزارة القضاء   

الفرق بين الوصاية وبين التوكيل الدائم

الفرق الرئيسي بين تعيين وصيّ وتعيين وكيل هو أنه يتم تعيين الوصيّ عندما يكون المريض غير مؤهل لاتخاذ القرارات والتوكيل الدائم يتم عندما يكون المريض مؤهل، والهدف منه هو السماح للمريض بأن يقرر (عندما يكون ما يزال مؤهلًا)، من سيتخذ القرارات بالنيابة عنه عندما يفقد القدرة على اتخاذ القرارات. يدخل التوكيل الى حيز التنفيذ فقط عندما يصبح المريض غير قادر على اتخاذ القرارات وتدخل الوصاية الى حيز التنفيذ من لحظة التعيين في المحكمة. 

اتخاذ القرارات المدعوم  

ترتيب قانوني يسمح للانسان البالغ الذي يواجه صعوبة في فهم المعلومات واتخاذ القرارات بنفسه، ولكنه قادر على اتخاذها عند الحصول على المساعدة والدعم، الاستعانة بشخص آخر لمساعدته في استقبال المعلومات من طرف ثالث ويرافقه في عملية اتخاذ القرار. في حالات معينة يجوز لداعم القرارات أن يساعد في تنفيذ القرار. 

يتم تعيين داعم القرارات من قبل المحكمة.  

يمكن تعيين داعم لاتخاذ القرارات لمن يفي بالشروط التالية:  

• بالغ أو بالغة تجاوز عمره 18 سنة.  
• يمكنه اتخاذ قرارات بنفسه فيما يتعلق بشؤونه الخاصة، مع تلقي الدعم.  
• يمكنه التعبير عن رغباته، حتى وإن كان هناك حاجة لإجراء تعديلات أو إتاحة المعلومات.  
• يوافق على أن يتم تعيين داعم لاتخاذ القرارات له. 

يمكن تعيين من يفي بالمواصفات التالية في منصب داعم لاتخاذ القرارات:  

• بالغ أو بالغة فوق عمر 18 سنة يسكن في إسرائيل بشكل دائم.  
• متخذ القرارات معني بتعيين داعم القرارات في هذا المنصب.  
• هو موافق على أن يكون داعم لاتخاذ القرارات. 
• لم يتم تعيين وصيّ على داعم القرارات، ولم يدخل لحيز التنفيذ توكيل دائم قام بتحريره لنفسه.  
• داعم القرارات ليس في حالة تضارب مصالح بين هذا المنصب أو مناصب أخرى يشغلها.  

مزيد من المعلومات بشأن اتخاذ القرارات المدعومة في موقع وزارة القضاء  (بالعبرية)