الرعاية النهارية النفسية في المجتمع
الرعاية النهارية النفسية هي خدمة علاجية مكثفة مخصصة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية خطيرة وحالات نفسية معقدة، والغرض منها هو المساعدة في استقرار الحالة النفسية وتعزيز التعافي ومنع الحاجة إلى العلاج النفسي في المستشفى.
في نطاق الرعاية النهارية، يتم توفير مجموعة متنوعة من العلاجات الفردية والجماعية من قبل فريق متعدد التخصصات يضم أطباء نفسيين، أخصائيين نفسيين، ممرضين، عاملين اجتماعيين ومعالجين آخرين. يتم تقديم العلاج في مجمع مخصص يخلق بيئة علاجية للأشخاص الذين يأتون من 3 إلى 5 مرات في الأسبوع، لمدة 6 ساعات تقريبًا في كل مرة. يوفر الإطار وجبة ساخنة واحدة على الأقل كل يوم علاج. تنشط معظم مرافق الرعاية النهارية في ساعات الصباح، لكن بعضها ينشط في ساعات ما بعد الظهر وبعد الظهر، للسماح للمرضى بالحفاظ على التسلسل المهني أو التعليمي، حتى لو جزئيًا.
من المفضل ان تعلموا
من المفضل ان تعلموا
في السنوات الأخيرة، تزايد الاتجاه نحو إنشاء علاجات نهارية مع تخصصات في علاج حالات معينة مثل اضطرابات الأكل، متلازمات ما بعد الصدمة المعقدة، النساء المصابات باكتئاب ما بعد الولادة، وغيرها.
-
لمن تلائم الرعاية النهارية
الرعاية النهارية النفسية مخصصة للأشخاص الذين يعانون من أزمة نفسية حادة لا يمكن موازنتها في العيادة، والذين يوجد خوف من أنهم بدون رعاية نفسية مكثفة سيحتاجون إلى دخول مستشفى للأمراض النفسية.
-
لمن لا تلائم الرعاية النهارية
- لأولئك الذين هم في حالة نفسيّة تهدد حياتهم، التي تتطلب الإشراف والعلاج الطبي المستمر في المستشفى، مثل خطر الانتحار الفوري أو إيذاء النفس الشديد.
- لأولئك الذين يعانون من مرض جسدي غير متوازن يتطلب المراقبة المستمرة والاستشفاء في المستشفى.
- لأولئك الذين يعانون من سلوك معادي للمجتمع، عنيف، جنسي أو عدواني خطير قد يؤدي إلى الاضرار بأنشطة الإطار.
- لأولئك الذين تم تشخيص إصابتهم بالإدمان النشط الذي يتطلب إعادة التأهيل
خدمات العلاج النهاري
في إطار العلاج النهاري النفسي، يمكن الحصول على مجموعة واسعة من العلاجات ضمن سلة خدمات الصحة النفسية.
يُقدَّم العلاج من قبل طاقم متعدد التخصصات يشمل خبراء من مجالات مختلفة، منها: الطب النفسي، التمريض، العمل الاجتماعي، علم النفس، التغذية، العلاج الوظيفي، العلاج بالفنون وغيرها.
تشمل هذه الخدمات:
- تحديد خطة علاجيّة: في بداية العلاج، يتم إعداد خطة علاجية متعددة التخصصات ومخصصة لكل متعالج أو متعالجة.
- تنسيق العلاج: يُعيَّن لكل متعالج أو متعالجة عضو طاقم مهني يكون مسؤولًا عن إدارة وتنسيق مجمل العملية العلاجية.
- علاج ومتابعة طبية نفسية: يشمل تشخيصًا نفسيًا، إدارة ومراقبة أعراض المرض والتعامل معها، ملاءمة العلاج الدوائي، ومتابعة الآثار الجانبية المحتملة.
- علاج نفسي فردي: يُقدَّم من قبل مختصين في علم النفس أو العلاج النفسي، وفق توجهات علاجية مختلفة، مثل: العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، العلاج الدينامي، أو علاج يجمع بين عدة توجهات.
- العلاج الوظيفي: علاجات تهدف إلى تطوير والمحافظة على القدرات الوظيفية، المعرفية والبدنية.
- العلاج بواسطة الفنون: يشمل الفنون البصرية، العلاج بالقراءة (بيبليوتيرابيا)، الدراما، الموسيقى، السايكودراما، الحركة والرقص.
- علاجات جماعية: إلى جانب العلاج الفردي، توجد مجموعات علاجية يقودها مهنيون من مجالات مختلفة، وغالبًا ما تكون بقيادة مشتركة من أكثر من اختصاص. تشمل هذه المجموعات مجالات متعددة، مثل: العلاج النفسي (بسيخولتراپيا)، إدارة المرض والتعافي، تعزيز الصحة، العلاج بواسطة الفنون كالحركة أو التصوير وغير ذلك.
- العلاج الغذائي: في إطار العلاج اليومي لاضطرابات الأكل، يُعتبر العلاج الغذائي مجالًا مركزيًا ضمن الخطة العلاجية الشاملة، وفي أنواع علاج نهاريّة أخرى تُقدَّم حسب الحاجة.
- إرشاد العائلة: النهج العلاجي المتّبع اليوم يرى المريض أو المريضة كجزء من الأنظمة التي يعيشون فيها – وفي مقدّمتها النظام العائلي القريب. من هنا، غالبًا ما يشمل العلاج معالجة الصراعات والعمليات العائلية، إلى جانب تجنيد العائلة للمشاركة في المسار العلاجي والتأهيلي.
- تعزيز الأداء اليومي: تساعد هذه الخدمة في تحسين القدرات والمهارات في الأداء اليومي، الاجتماعي والمهني. في مراحل علاجية متقدمة، يمكن أن يشمل هذا الدعم العودة التدريجية إلى الأداء في المجتمع، وفي مكان العمل أو الدراسة.
- استمرارية العلاج والتأهيل: تقديم الدعم في ملاءمة إطار علاجي متواصل، والاستفادة من الحقوق في مؤسسة التأمين الوطني، والاستحقاق لسلة التأهيل، وتفعيل خدمات سلة التأهيل بما يتناسب مع المريض أو المريضة.
بالإضافة إلى هذه الخدمات، يشارك المتعالجون في مجموعة متنوعة من الورشات والأنشطة التي تُقدَّم ضمن إطار العلاج النهاري، مثل: ورشات لاكتساب مهارات حياتية، بستنة علاجية، مستجدات وأحداث جارية، حركه وغيرها.
تشمل الخدمات المقدّمة في إطار العلاج النهاري تواصلاً وتنسيقًا مع جهات خارجية، مثل صناديق المرضى (تنفيذ وصفات طبية، الحصول على استشارات من مختصين، وإجراء فحوصات)، وكذلك خدمات التأهيل، والتعليم والرفاه الاجتماعي، حسب الحاجة.
إطار النشاط
- تُقام العلاجات النهارية 5 مرات في الأسبوع، في ساعات الصباح أو بعد الظهر، وتستمر من 6 إلى 8 ساعات يوميًا – مع إلزامية حضور المرضى على الأقل 3 مرات في الأسبوع.
- في إطار العلاج، تُقدَّم وجبتان في اليوم، إحداهما وجبة ساخنة.
- برنامج اليوم ثابت ومنظَّم، ويشمل جميع الخدمات، العلاجات، الورشات والأنشطة المذكورة أعلاه.
- نظرًا لأن العلاج يتطلب الحضور والمشاركة الفعالة في العملية العلاجية، من المهم معرفة أنه في حال كان الشخص غير قادر على الوصول لأيام العلاج والمشاركة فيها بسبب حالته النفسية، فإن الطاقم العلاجي سيأخذ بعين الاعتبار تحويله إلى إطار علاجي بديل، مثل بديل عن الاستشفاء (بيوت داعمة أو استشفاء منزلي) أو استشفاء في مستشفى.
أين يمكنك الحصول على خدمة الرعاية النهارية؟
يتم توفير الرعاية النهارية النفسية في أماكن مخصصة في المجتمع، من خلال صناديق المرضى، الخدمة المتنقلة (السريرية) في مستشفيات الامراض النفسية والمستشفيات العامة ومن قبل الجمعيات والمبادرين الذين يقومون بتشغيل الخدمات المتنقلة في مجال الصحة النفسية.
التوجه والقبول للرعاية النهارية - خطوة بخطوة
-
1التوجه الى الجهة المعالجة
من أجل الحصول على الخدمة، تحتاج إلى التوجه الى الجهة المعالجة، طبيب نفسي، أخصائي نفسي أو معالج في الصحة النفسية، حتى يتمكنوا من إنتاج خطاب إحالة مفصل ومعلل للرعاية النهارية.
-
2الموافقة والتمويل من قبل صندوق المرضى
إذا لم يتم توفير الرعاية النهارية مباشرة من قبل صندوق المرضى، فيجب الحصول على موافقة صندوق المرضى وإستخراج نموذج التزام (نموذج 17). الاستيعاب في إطار الرعاية النهارية يخضع لموافقة مسبقة من قبل صندوق المرضى.
-
3فحص وتحديث الإطار اليومي
ند استلام الإحالة، سيتم تحديث الإطار فيما يتعلق بإجراءات الاستقبال، تاريخ اجتماع التقييم (القبول) ووقت الانتظار المقدر.
جدير بالمعرفة:
جدير بالمعرفة:
توجد خدمة مشابهة تُسمى "الاستشفاء النهاري النفسي"، وهو علاج مكثف يُقدَّم في أطر استشفائية ولكن دون مبيت. الهدف من الاستشفاء النهاري النفسي هو الحفاظ على استمرارية العلاج بعد الخروج من القسم، مع تقليل تدريجي في كثافة العلاج ومرافقة المريض أو المريضة في العودة التدريجية إلى حياتهم داخل المجتمع.
شكرًا لطاقم التمريض في المركز الطبي "ليف هشَرون" على المساعدة في كتابة هذا المقال.