الرعاية والحقوق للناجين من أحداث 7 أكتوبر
أحدثت أحداث السابع من أكتوبر صدمةً عميقةً في المجتمع الإسرائيلي. فالأذى الجسيم الذي لحق بالمدنيين العزل، الأطفال الصغار، والجنود الشباب، القتل والخطف والخسارة الفادحة، غيّر حياتنا تمامًا. وإلى جانب الندبة العميقة التي حُفرت في قلوبنا جميعًا، هناك من عايشوا أهوالها بأنفسهم - سكان غلاف قطاع غزة ومناطق أخرى، المشاركون في الحفلات المختلفة التي أقيمت في المنطقة في ذلك اليوم، أفراد عائلات المخطوفين والقتلى، وكل من تأثر مباشرةً بذلك اليوم المروع.
من المهم أن نتذكر أن معظم الناس، حتى عند مواجهتهم لأحداث صعبة وصادمة، لا يُصابون بالضرورة بأعراض ما بعد الصدمة، وهم قادرون على التعامل مع هذه الأحداث الصعبة ومعالجتها، مع تلقي المساعدة والدعم من الأصدقاء، العائلة والمجتمع. لدوائر الدعم ولمن حولنا قوة وأهمية كبيرتين في قدرتنا على التعافي والعودة إلى الحياة الطبيعية، بل والنمو منها. في الوقت نفسه، في الحالات التي لا تختفي فيها الأعراض العاطفية، مثل الأفكار والصور المُزعجة وصعوبات النوم، بعد بضعة أسابيع، بل وتزداد - هناك طرق عديدة لتلقي المساعدة، الدعم والتوجيه المهني.
كل شعور تشعر به هو شعور مشروع، وكل أسلوب تأقلم هو صحيح - إنه سلوك طبيعي في موقف غير طبيعي. لكل شخص طريقته الخاصة في التأقلم والتعافي. تحتوي هذه الصفحة على معلومات حول جميع خيارات الدعم والمساعدة المتاحة لك من خلال خدمات الصحة النفسية العامة
آثار الحدث الصادم
قد تتجلى آثار الحدث الصادم بطرق متنوعة، ويختلف رد فعل كل شخص. أحيانًا تظهر الآثار فورًا، وأحيانًا تتطور مع مرور الوقت. ردة الفعل للتجربة الصادمة فردية ولا يمكن التنبؤ بها. في كثير من الأحيان، تزول هذه الآثار من تلقاء نفسها، ولكن هناك حالات تستمر فيها، وتتطلب مساعدة مهنية لتخفيف وطأتها. تشمل ردود الفعل الفورية الشائعة ما يلي:
- صعوبة النوم والكوابيس الليلية.
- التفكير المستمر بالحادثة.
- زيادة القلق.
- صعوبات في التركيز.
- الشعور بالانفصال.
- تغييرات في الحالة المزاجية.
- ردود فعل جسدية، كتسارع النبض أو ضيق التنفس.
اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
أحيانًا تتطور ردود الفعل تجاه الصدمة إلى استجابة دائمة تُعرف باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، أو باسمها المهني – اضطراب الكرب التالي للصدمة. تشمل الأعراض المحتملة، بعضها جسدي وبعضها نفسي، ما يلي:
- أفكار متكررة حول الحدث.
- استذكار الحدث من خلال الأحلام والذكريات.
- صعوبات في النوم والتركيز.
- الشعور بالذنب والعار.
- سوء الحالة المزاجية وصعوبة الشعور بالمشاعر الإيجابية.
- الميل إلى تجنب المحفزات المرتبطة بالحدث.
هذه كلها ردود فعل طبيعية ولا تدل على ضعف، ولا حرج في طلب المساعدة المناسبة. من المهم التعرف على الأعراض الفريدة، طلب التشخيص المهني، والحصول على الدعم.
مراكز الصدمات
في أعقاب أحداث السابع من أكتوبر، تم إنشاء 16 مركزاً للتدخل والتعامل مع الصدمات في جميع أنحاء البلاد، وتديرها مراكز الصحة النفسية الجماهيرية.
تشمل الخدمات ما يلي:
- عيادات مهنية متخصصة في علاج الصدمات.
- علاج الصدمات الحادة.
- الاستجابة العائلية والفردية.
- الاستجابة للأطفال والشباب.
- عيادات للنازحين.
- التدريب المهني.
كيفية تلقي العلاج
- الاتصال بمركز الاستعلامات التابع لصندوق المرضى لتنسيق العلاج.
- يجب استخراج نموذج تعهد (نموذج 17) من العيادة المركزية لإجراء العلاجات المطلوبة.
- يحق لكل شخص مؤمن في صندوق تأمين صحي الحصول على 24 جلسة علاجية سنويًا (ويمكن زيادة التغطية حسب الحاجة).
- إذا لزم الأمر، يمكنك الاتصال بمراكز المساعدة عبر الهاتف.
بالإضافة إلى مراكز الصدمات، يمكن التوجه إلى مراكز المساعدة المختلفة أو طلب العلاج في أحد مراكز الحصانة أو خدمات علاج الصحة النفسية.
الاعتراف بحقوق ضحايا العمليات العدائية والأسر الثكلى
التأقلم اليومي
بالإضافة إلى العلاج المهني، هناك بعض الأمور الأخرى التي يمكنك القيام بها لتسهيل حياتك اليومية. التعافي عملية تدريجية، وكل خطوة صغيرة على طول الطريق لها أهميتها. حتى في أصعب الأيام، يمكن لأفعال بسيطة أن تساعد في خلق شعور بالاستقرار والسيطرة.
إليك بعض الاقتراحات التي قد تساعدك:
- خذ وقتك، بالوتيرة الشخصية التي تناسبك.
- حاول الحفاظ على روتين معين، حتى لو كان التقدم بخطوات صغيرة.
- اسمح لنفسك أن تشعر وتعبر عن كل المشاعر التي تسيطر عليك.
- البقاء على اتصال مع الأشخاص المقربين، مثل العائلة، الأصدقاء والأشخاص الذين مروا بتجربة مماثلة.
- حاول الحد من التعرض للأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي.
- تذكر أنه يحق لك طلب المساعدة. هذا ليس ضعفًا، وانما قوة لكي تساعد نفسك.
لا توجد كلمات تصف عمق تجربة كل من مرّ بأحداث السابع من أكتوبر. الألم، الخوف والارتباك - كل هذه المشاعر جزء طبيعي من التعامل مع هذه الصدمة العميقة. من المهم أن نتذكر أنه إلى جانب الظلام، هناك نور أيضًا. آلاف المتخصصين على أهبة الاستعداد لمد يد العون لكم ودعمكم، احتضانكم ومساعدتكم في طريقكم نحو العودة إلى الحياة. .
حتى لو كان من الصعب رؤية بصيص الأمل في نهاية النفق الآن، إلا أنه موجود. كثيرٌ ممن عانوا من صدماتٍ نفسيةٍ شديدةٍ استطاعوا، بوتيرتهم الخاصة وبطريقتهم الخاصة، أن يجدوا طريقهم للعودة إلى حياةٍ كاملةٍ وذات معنى. لكل شخص طريقُه الخاص للتعافي، وليس هناك طريقٌ واحدٌ صحيح. وهكذا، خطوةً بخطوة، يمكنك أن تجد طريقك للعودة إلى الحياة. .