الاستشفاء القسري: ما ينتظرك
في الحالات النفسية الشديدة، عندما يشكل الشخص خطرًا على نفسه أو على بيئته بسبب حالته العقلية ولا يوافق على دخول المستشفى طوعًا أو يكون قادرًا على ذلك، هناك إمكانية تفعيل إجراء طوارئ، يسمى الاستشفاء القسري.
في المقال التالي، سنركز على الجوانب الرئيسية للعلاج القسري: عملية الاستقبال والاستشفاء الفعلية، مدة الاستشفاء بموجب القانون والظروف الجسدية والعلاجية في أجنحة الاستشفاء. هدفنا هو تزويدك بمعلومات شاملة حول هذا الموضوع الحساس، بحيث إذا صدر أمر بإدخالك إلى المستشفى (أو شخص من أقاربك)، فستكون لديك فكرة عن الاجراءات المتوقعة.
الحد من الحرية بهدف إنقاذ الحياة
قبل أن نبدأ في شرح الإجراء، من المهم بالنسبة لنا أن نلاحظ أننا نعلم أنه قد يكون مرهقًا وليس سهلاً على المريض او المريضة، الذي يُطلب منهم التنازل عن حقهم الأساسي في الاستقلالية وحرية الاختيار. وبالتالي، إذا صدر أمر بإدخالكم قسريًا إلى المستشفى، فمن الطبيعي جدًا أن تشعروا بصعوبة وقلق كبيرين، وحتى الخوف من ردة فعل المحيطين بكم ومن العواقب الاجتماعية والوصمات التي قد تظهر بعد الاستشفاء في المستشفى.
في الوقت نفسه، من المهم أن تفهم أنه إذا تم اتخاذ قرار بأنك بحاجة إلى هذا النوع من العلاج في المستشفى، فمن المحتمل أن يكون هذا هو الحل الأفضل بالنسبة لك. يجب أن تعرف الغرض منه وتفهم أن هناك حالات طوارئ نفسيّة لا يوجد فيها خيار، وهذه هي أفضل طريقة لحماية سلامتك وكذلك سلامة الآخرين. على سبيل المثال، في حال كان الشخص في حالة ذهانية مع احتمالية الانتحار، فمن المهم منع إيذاء نفسه وتقديم العلاج النفسي، الطبي والتأهيلي له حتى تتحسن حالته. أي أنه في بعض الأحيان تكون الطريقة الوحيدة لإنقاذ الحياة هي التدخل بشكل كبير في حرية الشخص، مع الحفاظ على احترام العلاج من قبل النظام العلاجي.
الهدف هو أن يحسّن وضعك أنت والمقربين منك، تحسين شعورك وإعادة حياتك إلى المسار الصحيح. نأمل أن تساعدك المعلومات الواردة في المقال في تبديد بعض مخاوفك بشأن الإجراء المتوقع ومساعدتك على فهم أهمية العلاج في المستشفى والإجابة على الأقل على بعض الأسئلة التي تزعجك.
إجراء الاستشفاء الفعلي
إذا تلقى الطبيب النفسي في اللواء أمرًا بإدخالك قسريًا إلى المستشفى، فسيتم تحديد موعد لوصولك وإقامتك في مركز الطب النفسي الذي أمر بإرسالك إليه. الوصول إلى مركز الاستشفاء يتم من منزلك أو مكان إقامتك برفقة فريق من سيارة إسعاف خاصة. لديك أيضًا خيار طلب الحضور بشكل مستقل، ولكن هذا يخضع لموافقة الطبيب النفسي في اللواء. في حالة الاستشفاء الفوري، يكون الوصول إلى المركز الطبي خلال 90 دقيقة. في حالة الاستشفاء القسري الغير فوري، يجب عليك الوصول خلال 24 ساعة.
في المؤسسة الطبية، سيستقبلك طاقم الطب النفسي، من أجل تقييم حالتك وتحديد خطة العلاج المناسبة لك. أثناء عملية الاستقبال، سيتم إعطاؤك شرحاً عن الحاجة إلى علاجك في المستشفى وسيتم عرض دخولك إلى المستشفى بالموافقة - في حالة الرفض، سيتم تنفيذ العلاج في المستشفى بشكل قسري.
مدة الاستشفاء القسري
الفترة الأولية للعلاج القسري في المستشفى تصل إلى 7 أيام. بعد ذلك، إذا رأى الفريق الطبي أنه من الضروري مواصلة مكوثك في المستشفى، فيمكنه التوجه الى الطبيب النفسي في اللواء وطلب تمديد مكوثك في المستشفى لمدة 7 أيام أخرى. قرار تمديد المكوث في المستشفى لأكثر من 14 يومًا هو في يد لجنة الطب النفسي اللوائية. ويمكن استئناف هذا القرار أمام المحكمة المركزية.
عندما يتم اتخاذ قرار العلاج القسري بموجب أمر من المحكمة، يتم تحديد مدة العلاج من قبل المحكمة. خلال فترة مكوثك في المستشفى، سيتم عرض حالتك أمام لجنة الطب النفسي اللوائية كل ستة أشهر، حيث سيتم اتخاذ القرار بشأن خروجك من المستشفى أو تمديد مكوثك في المستشفى حتى جلسة الاستماع التالية.
يمكن لأفراد الأسرة أيضًا الاعتراض على الخروج في نهاية فترة العلاج في المستشفى، ولهذا يجب عليهم التوجه الى الطبيب او الطبيبة النفسيين اللوائيين. إذا تم رفض طلبهم، يمكنهم الاستئناف عليه أمام لجنة الطب النفسي اللوائية.
ظروف الاستشفاء القسري
يتم الاستشفاء القسري في أجنحة مغلقة في مراكز الصحة النفسية، مثل مستشفيات الطب النفسي أو أجنحة الطب النفسي في المستشفيات العامة.
لمساعدتك وإعدادك للعملية المتوقعة منك أثناء العلاج في المستشفى، من المهم معالجة بعض المشاكل الرئيسية:
توضيح بشأن مفهوم المرض النفسي
"قانون علاج المرضى النفسيين" هو قانون يعود تاريخه إلى عام 1991، وينظم حقوق المرضى والمريضات المصابون بأمراض نفسيّة، ويحدد الشروط التي يجوز بموجبها تقييد حرية الاختيار والتدابير التي يمكن اتخاذها لضمان الاحترام السليم العلاج، كما يضع إجراءات الإشراف والرقابة لمنع إساءة استخدام سلطات القانون. من المهم التأكيد على أنه على الرغم من أن تسمية أولئك الذين يعانون من مرض نفسي أقل شيوعًا في الوقت الحاضر بلقب "مريض نفسي"، إلا أنه نظرًا لأنه مصطلح قديم يظهر في قوانين الدولة، فقد تم تقديمه هنا كما هو كان في الأصل.
في الختام، تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من كل الصعوبة، فمن المهم التذكير أن العلاج في المستشفى لفترة محدودة فقط، وهو على الأرجح خطوة ضرورية من أجلك ومن أجل المحيطين بك. من المهم أيضًا التذكر أن الغرض من الإجراء في النهاية هو مساعدتك في العودة إلى حياة طبيعية وصحية.