الاكتئاب والقلق في الجيل الذهبي
القلق في سن الشيخوخة
يمر الجميع خلال حياتهم بأحداث قد تُسبب القلق، ولكن إذا أصبح القلق يؤثر على الأداء اليومي بشكل كبير يجب التوجه لتلقي العلاج. يُعتبر المسنين والمسنات أكثر عُرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب، مما يؤثر عليهم ويؤثر أيضًا على حياة أفراد العائلة الذين يعتنون بهم.
هنالك عدة عوامل تُسبب القلق. من أبرزها تجربة الفقدان، خاصةً لشريك الحياة بعد سنوات طويلة من العيش معًا. قد تُسبب الأمراض المزمنة والآلام المزمنة القلق أيضًا. المسنين الذين يسكنون بمفردهم ويعانون من الوحدة، عادةً ما يعانون أكثر من غيرهم من القلق الشديد.
أنواع القلق لدى المسنين
- اضطراب القلق العام: حياة تتضمن روتين يومي مليء بالمخاوف في شتى مجالات الحياة.
- القلق الاجتماعي: إنشغال الإنسان كثيرًا في كيفية نظرة الآخرين له.
- اضطراب الوسواس القهري: اضطراب يظهر على شكل أفكار مزعجة تُسبب القلق. في محاولة للتغلب عليه يقوم المريض بتكرار أفعاله، مثل غسل اليدين بهوس.
- اضطراب الضغط النفسي الحاد: قلق يتطور ويشمل اضطراب سلوكي يحدث بعد حوالي شهر من التعرض لصدمة حادة.
- اضطراب الضغط النفسي ما بعد الصدمة: اضطراب ضغط نفسي حاد يستمر لفترة طويلة.
الإكتئاب في سن الشيخوخة
وفقًا للبيانات الموجودة اليوم في وزارة الصحة حوالي 2% - 5% من المسنين والمسنات يعانون من الاكتئاب بدرجات متفاوتة. إذا لم يتم علاج الاكتئاب فإنه قد يؤدي الى تراجع القدرات الوظيفية والذهنية.
هنالك العديد من عوامل الخطر للاكتئاب التي من المهم معرفتها. على سبيل المثال: إذا عانى المريض من الاكتئاب في الماضي فإنه أكثر عرضة للإصابة به مرة أخرى، أيضًا سوء الحالة الصحية، العجز الوظيفي، اضطرابات النوم، الحزن أو الفقدان، غياب الخدمات الصحية المتاحة وغياب الدعم تساهم في زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب.
كيف يمكنني أن أعلم بأنني مصاب بالاكتئاب
يُعتبر الاكتئاب وضع يستمر فيه تغيُّر المزاج (من مزاج طبيعي الى مزاج سيء) لأكثر من أسبوعين ويصاحبه تغييرات في النوم وفي الشهية.
كيف يتم تشخيص الاكتئاب
في سن الشيخوخة هنالك عدة حالات قد تشير الى الاكتئاب. تتطلب هذه الحالات تشخيص دقيق بأيدي مختص:
- تراجع الذاكرة والتركيز قد يكونان من أعراض الاكتئاب.
- تغييرات في عادات النوم، في الشهية وفي المزاج.
- أحيانًا قد يظهر الاكتئاب على الجسد ويشمل التذمُّر من أحاسيس جسدية مختلفة أو تدهور حالات طبية معرفة لدى المريض.
- تأخر في الأداء اليومي وفي الأداء الاجتماعي والعائلي – تتطلب التشخيص والتفكير في إمكانية الاكتئاب.
- الأدوية – هنالك أدوية يمكن أن تُسبب الاكتئاب كأثر جانبي، مثل الأدوية من مجموعة حاصرات بيتا، الأدوية المضادة للدهون في الدم وغيرها. إذا بدأت بتناول دواء جديد وشعرت بتغيير في المزاج، من المهم تحديد السبب لذلك والنظر في استمرار العلاج مع طبيب العائلة. ممنوع إيقاف الدواء دفعة واحدة على عاتقكم.
أعراض مشتركة بين القلق والاكتئاب في سن الشيخوخة
يعاني المرضى المسنين الذين يعانون من القلق ومن الاكتئاب من أعراض متشابهة وبالأخص عدم الهدوء والشعور بالانزعاج، صعوبة في التركيز، اضطرابات النوم والتعب.
علاج الاكتئاب والقلق في سن الشيخوخة
يشمل علاج القلق والاكتئاب العلاج الدوائي، العلاج الاجتماعي- السلوكي أو الدمج بينهما.
العلاج الاجتماعي- السلوكي: محادثات مع أخصائي نفسي يستخدم أساليب علاجية مختلفة، على سبيل المثال، العلاج الذهني السلوكي الذي يمكن الحصول عليه في إطار صندوق المرضى المؤمن.
يحق للناجين من الكارثة تلقي الخدمة بواسطة صندوق الناجين من الكارثة للحصول على مزيد من العلاجات مثل الارتجاع البيولوجي.
العلاج الدوائي – يحتوي الطب العصري على إمكانيات عديدة من الأدوية، معظمها يتضمن السيرتونين. من المهم الإشارة الى أن معظم هذه الأدوية تحتوي على عنصر مهم مضاد للقلق.
من المهم الانتباه الى الآثار الجانبية لهذه الأدوية. على سبيل المثال، بعض هذه الأدوية تؤثر بشكل جيد على النوم في حين بعضها الآخر يزيد من الشهية. يجب الانتباه بشكل خاص الى اضطرابات الأملاح في الدم التي تتطلب المتابعة، من المهم التحقق من قائمة الأدوية الدائمة والتأكد من عدم وجود تفاعلات بينها، يتم هذا الفحص بأيدي الطبيب. لقسم من هذه الأدوية آثار جانبية تتطلب الاستفسار مسبقًا مثل الميل للانتحار.
تبدأ معظم الأدوية بالتأثير بعد تناولها بشكل متواصل لمدة 4-6 أسابيع. يجب على أفراد العائلة ومقدمي الرعاية الأساسيين مراعاة هذه الحقيقة لأنها تتطلب التفرُّغ تمامًا.
تجدر الإشارة الى أن الأدوية التي تُمنح للتهدئة من عائلة البنزوديازيبينات قد تساعد أثناء القلق، وهنالك مَن يتناولونها لفترات طويلة ويكون لها تأثير جيد جدًا، ولكن من جهة أخرى، من المهم التذكُّر بأن هذه الأدوية قد تزيد من الارتباك والخَرَف لدى المسنين.
ما يتوجب الانتباه إليه عند البالغين المصابين بالخرف والاكتئاب
المسنين المصابين بالخَرَف يُجيبون على الأسئلة ببطء أكثر، ويقدمون إجابات غير محددة.
قد يطلب هؤلاء المرضى طلبات كثيرة من الطبيب ويرغبون في الاستفسار عن حالات صحية ليس لها مبرر بالضرورة. يتخيّل البعض منهم الوضع الصحي أو يبالغون فيه، ليس لديهم سيطرة على هذا. على الطبيب أن يُظهر حساسية خاصة للموقف وأن يقوم بتشخيصهم بعناية لتحديد الحالة الصحية وذلك بسبب ميلهم الى تحريف حالتهم الصحية.
قد يُسبب العلاج الدوائي بعض الآثار جانبية التي يمكن احتمالها مثل المغص في بداية العلاج، ولكن بعضها شديد مثل تغييرات في الأملاح في الدم. لذلك، عند ملاحظة تغيير سلبي في السلوك، الارتباك مثلًا، من المهم إبلاغ الطبيب والتوجه لإجراء فحص، ومن المهم الإشارة فيه الى قائمة الأدوية التي يتم تناولها.
يبدأ تأثير العلاج الدوائي عادة بعد 4-6 أسابيع من بدء العلاج. من المهم الانتباه الى التعبير عن الأفكار الانتحارية والتأكد من عدم امتلاك المريض خطة لتطبيق هذه الأفكار، مراقبته، الاهتمام بأن تكون بيئته آمنة والبقاء معه قدر الإمكان.