الحياة الجنسية في الجيل الثالث
تعتبر الحياة الجنسية، العلاقة الجنسية والعلاقة الحميمة جزء لا يتجزأ من الحياة وعلى الرغم من أن هناك مَن يعتقدون بأنه من جيل معين تتوقف الحياة الجنسية، إلا أن الاهتمام بها لا يتوقف عند بلوغ سن الشيخوخة. الجنس هو أمر طبيعي وشائع تمامًا. حتى وإن اختلفت وتيرة ممارسة الجنس، حتى وإن قلَّ الاهتمام بالجنس أحيانًا، وحتى إن اختلفت طريقة الاهتمام به، إلا أن العلاقة الجنسية والاهتمام بالحياة الجنسية يبقى طوال الحياة.
لكل شخص، سواءً كان رجل أو امرأة، في أي عمر، هنالك ميول واهتمامات شخصية. كأي مجال آخر من مجالات الحياة، أيضًا في مجال الجنس قد تتغير هذه الأمور مع التقدم في السن.
كتب الدكتور أوري فيرنيك، الذي شغل في الماضي منصب المدير السريري لمعهد العلاج الجنسي في تل هشومير، في كتابه بأن "متوسط الحياة الجنسية والشهوة هو كمتوسط الحياة بشكل عام. طبعًا بشرط أن الصحة جيدة، وهنالك رغبة في التمتع بممارسة الجنس". ذكر في كتابه بأنه بناءً على معطيات من سنة 2000 للرابطة الأمريكية للمتقاعدين AARP، 70% من الرجال والنساء بعمر 60 حتى 74 الذين لديهم شركاء حياة ثابتين استمروا بممارسة الجنس بانتظام وقاموا بممارسة الجنس مرتين في الشهر على الأقل. أبلغ ثلثان منهم بأنهم راضين جدًا عن علاقاتهم الجنسية. كما وأظهر البحث بأنه كلما كانت الصحة في سن الشيخوخة أفضل، كلما ازدادت العلاقات الجنسية وكانت أفضل.
أفاد أكثر من نصف الرجال و-85% من النساء، بما في ذلك أبناء وبنات الجنسين فوق 75 سنة، بأن حياتهم الجنسية لم تتأثر بسبب الأمراض.
أظهر البحث معطى آخر مثير للاهتمام وهو أن شركاء الحياة لا يفقدون بالضرورة من جاذبيتهم في عيني الجنس الآخر كلما تقدموا في السن وربما العكس من ذلك: 59% من الرجال و-52% من النساء بعمر 45 حتى 59 منحوا شريك حياتهم أعلى علامة ممكنة على الانجذاب الجسدي. في المقابل، لدى الرجال والنساء بعمر 75 وما فوق ارتفعت النسبة الى 65% لدى الرجال و-57% لدى النساء.
من كل هذا يمكن الاستنتاج بأن طبيعة الحياة الجنسية ومدى الرضا عنها تُحدد جودة العلاقات الزوجية أو العلاقات الشخصية، السلوك الجنسي والعوامل الجسدية.
لذلك، للعلاقة الجنسية بحد ذاتها هنالك أهمية تتعدى العملية نفسها، وجوانب تساهم في صحة الجسد والنفس.
من أجل أن تكتمل المتعة، في سن الشيخوخة أيضًا يُنصح بالإصغاء للجسد، أي أن ذلك يعني، الى الشريك في العلاقة الجنسية، الى الفروق بين الجنسين وأيضًا الى الصعوبات التي قد يواجهها كل واحد وواحدة – وكيف يمكن معالجتها.
كيف يكون الجنس مفيدًا للصحة في سن الشيخوخة
من الجيد المعرفة بأن الجنس مفيد للصحة إضافةً الى المتعة.
تزيد ممارسة الجنس من إفراز الخلايا من نوع T والتي تلعب دورًا هامًا في جهاز المناعة.
بالإضافة لذلك، عند ممارسة الجنس، يُفرز الدماغ الإندورفينات، والتي تلعب دورًا في تسكين الألم وتحسين المزاج.
التجربة الجنسية عالية الجودة في جميع الأعمار وخصوصًا في سن الشيخوخة، تحرر التشنجات العضلية والضغوطات النفسية.
تُحسِّن ممارسة الجنس بانتظام من قدرة الانتصاب، وتعمل على منع جفاف المهبل الذي يكون شائعًا لدى النساء المسنات.
هناك حقيقة أخرى مثيرة للاهتمام وهي أنه عند ممارسة الجنس لمدة عشرين دقيقة متتالية، تزداد قدرة التحمل القلبية الرئوية، تمامًا كما يحدث عند ممارسة الرياضة.
الجنس الآمن في سن الشيخوخة
يعتقد الكثيرون بأنه بسبب عدم القدرة على الحَمل في سن الشيخوخة، فليس هنالك حاجة لاستخدام وسائل لمنع الحمل. هذا خطأ شائع لأن الجنس الآمن لا يتعلق فقط بمنع الحمل الغير مرغوب وانما أيضًا لمنع نقل العدوى بالأمراض الجنسية التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
عند ممارسة الجنس هنالك خطر كبير للإصابة بالأمراض التي تنتقل عن طريق الجنس. تتضمن هذه الأمراض: هيربس الأعضاء التناسلية، التهاب الكبد من النوع بي، السيلان، الزهري (سيفيليس)، الكلاميديا. لمنع الإصابة بهذه الأمراض من المهم استخدام الواقي.
مهم أن تعرفوا: المواد التي تقتل الحيوانات المنوية والمُلينات غير فعالة في الوقاية من الأمراض.
إذا شعرتم بعد ممارسة الجنس أو بشكل عام بأعراض شاذة كالألم، الحكة أو الحساسية من أي نوع في الأعضاء التناسلية، فمن المهم التوجه للفحص لدى الطبيب المناسب،على النساء التوجه الى طبيب الأمراض النسائية والرجال الى طبيب مختص بالمسالك البولية أو الى طبيب مختص بأمراض الجلد والأمراض التناسلية.
الصعوبات المحتملة في العلاقة الجنسية في الجيل الثالث
هنالك ثلاثة أنواع من الصعوبات في مجال الجنس في سن الشيخوخة:
- صعوبات جسدية نابعة من العمر، صعوبة في الأداء.
- صعوبات من الجانب العاطفي، التي لا تختلف كثيرًا في سن الشيخوخة عن أي عمر آخر.
- صعوبات متعلقة بالأمراض أو الآثار الجانبية للأدوية.
مشاكل الانتصاب مثلًا، قد تكون متعلقة بالعواطف وليس بالضرورة بالعلاقة الجنسية، وانما بالحياة نفسها، كالشعور بالملل، الإحباط والغضب. عندما لا يكون السبب للصعوبة الجنسي عاطفيًا، يجب البحث عنه على المستوى الجسدي- الصحي.
أحيانًا، تنبع الصعوبة الجنسية من أسباب عاطفية وجسدية أيضًا، وتؤثر على بعضها البعض.
في بعض الأحيان قد يؤدي العلاج العاطفي الى حل الصعوبة الجسدية.
نتقدم بالشكر الى ايشيل جوينت على المساعدة في كتابة المقال.
يمكنكم قراءة المزيد من المعلومات حول الجنس في سن الشيخوخة في كتاب الدكتور أوري فيرنيك، الحب للمتقدمين: العلاقة الحميمة والجنس في أواخر العمر.