إعادة تأهيل قاع الحوض
الشيخوخة عملية مصحوبة بتراجع الأداء، وبما في ذلك أداء العضلات العاصرة. العضلات العاصرة المسؤولة عن القدرة على التبول وحبس البول هي جزء من مبنى قاع الحوض.
ما هو قاع الحوض؟
قاع الحوض – منظومة من العضلات والأربطة، على شكل أرجوحة شبكية، يقع في الجزء السفلي من الحوض لدى النساء والرجال وهي "تبطنه" من الداخل.
تقع على هذه العضلات أعضاء البطن، وتوجد هنالك ثلاثة منظومات بشكل مباشر:
- المسالك البولية السفلية: المثانة والإحليل.
- الجهاز الجنسي والتناسلي: الرحم، أنابيب فالوب والمبيضين. يتصل عنق الرحم مع المهبل.
- المسالك الهضمية السفلية: المستقيم وفتحة الشرج.
وظائف قاع الحوض
- دعم الأعضاء الداخلية
- السيطرة على العضلات الإرادية (تحيط عضلات قاع الحوض بالمهبل وبفتحة الشرج)
- جزء من الأداء الجنسي.
مع التقدم في السن تنخفض قوة العضلات ومرونتها. وقد يُسبب هذا الأمر عدة مشاكل مثل: صعوبة في حبس البول والبراز، هبوط أعضاء الحوض وتسرب البول.
تسرب البول لدى النساء هي ظاهرة منتشرة، وهو المرض الأكثر انتشارًا من بين جميع الأمراض في قاع الحوض. تزداد هذه الظاهرة مع التقدم في السن.
يضر تسرب البول بجودة الحياة بسبب إلحاق الضرر بالقدرة على التنقل، الإضرار بالأداء الجنسي، الاضطراب العاطفي وارتفاع نسبة الاكتئاب.
تشير الدراسات الوبائية الى وجود علاقة بين تسرب البول وتقييد الأداء الجنسي لدى النساء في سن الشيخوخة. قد يكون تسرب البول أدائيًا(Functional incontinence) – صعوبة في الوصول الى المرحاض في الوقت المناسب، صعوبة في خلع الملابس بالسرعة المطلوبة وصعوبة في الاستعداد للجلوس على المقعد.
يشير ال- NICEإلى أن تسرب البول هو أحد عوامل الخطر للتعرض للسقوط، أو أنه قد يحدث أكثر لدى من يعاني من الظاهرة. العلاقة ذات اتجاهين: يؤثر تراجع الأداء وتسرب البول على بعضهما البعض. يميل النساء والرجال الذين يعانون من تسرب البول (تسرب البول لدى النساء هي ظاهرة شائعة) الى تقييد أنشطتهم من أجل التواجد على مقربة من المرحاض، وتقييد النشاط بحد ذاته يعتبر من عوامل الخطر للسقوط.
في الدراسات التي أجريت على النساء في المؤسسات، في المستشفيات وفي الأطر الجماهيرية، وُجد بأن تسرب البول، وخصوصًا تسرب البول على خلفية الإلحاح (Urge Urinary Incontinence - UUI)، هو أحد عوامل الخطر التي قد تتبأ بالسقوط لدى كبار السن. في هذه الدراسات، تم كذلك وصف علاقة ما بين UUI (تسرب البول بسبب الإلحاح) وبين السقوط المتكرر.(V. Morris, 2007)
قد تكون المشاكل في العضلات العاصرة محرجة، وقد لا يبلغ قسم من المرضى عنها للأسف. قد يؤدي إبلاغ العوامل المعالجة والتعاون بين عدة جهات معالجة الى نتائج جيدة، وتحسين كبير في جودة الحياة.
يُنصح بالعلاج الطبيعي لتسرب البول ولإعادة تأهيل قاع الحوض كخط علاجي أولي في جميع المنظمات المختصة، ويمكن تلقيه في أي عمر.
إذًا ما الذي يمكن عمله؟
- الفحص والتقييم من قبل أخصائي العلاج الطبيعي: والذي سيتضمن تقييمًا وظيفيًا بالإضافة إلى فحص داخلي لتقييم قاع الحوض.
- تمرين قاع الحوض من أجل تقويته وتحسين القدرة على التراجع.
- التدرب على تقنيات مختلفة لتأجيل الذهاب للحمام.
- في حالات تسرب البول بسبب الوظيفة: يبدأ التبول وفقًا لتوازن السوائل وعادات التبول الشخصية.
- من المهم ارتداء ملابس مريحة لخلعها بسرعة (مثل السراويل مع مطاط).
- حان الوقت لتكييف البيئة بحيث يتمكن الشخص البالغ من الوصول إلى الحمام بسرعة وأمان، خاصة في الليل: تعديل ارتفاع السرير، وضبط أدوات المشي/التنقل، والإضاءة الليلية، ولافتات واضحة في الردهة.
- طريقة تعتمد على مقدمي الرعاية (الطاقم المساعد/الممرضين والممرضات/المعالِجين التمريضيين)، الذين سيساعدون المريض على الذهاب من حين لآخر للحمام، بغض النظر عن شعوره بالحاجة.باستخدام هذه الطريقة، يمكن تقليل عدد فقد البول بنسبة 50٪.
- تدريب طاقم الرعاية على الاستجابة السريعة للبالغين فيما يتعلق بطلبات الذهاب للحمام.
- حاولوا تجنب استخدام الحفاضات، وتفضيل عادات الأكل والشرب المنتظمة والذهاب للحمام في أوقات منتظمة.
- تنظيم نشاط الأمعاء، للوقاية من الإمساك.
- في حالة استخدام الحفاضات أو وسائل الامتصاص الأخرى، فمن المهم بشكل خاص مراعاة النظافة لتجنب التهابات المسالك البولية والفرك في المنطقة.
للتلخيص
بما أنه وُجد علاقة بين الحركة وتسرب البول والسقوط، فمن المستحسن التعامل مع هذه المشاكل كجوانب مختلفة لنفس العملة، وليس كمشاكل منفصلة.
تظهر الأبحاث أنه عند القيام بتحسين الحركة وسرعة المشي، بالامكان تقليل عدد التسريبات على أساس وظيفي، خاصة في الحالات التي توجد فيها صعوبة في توفير العلاج الدوائي لـ UUI.
ينبغي للمرء أن يفكر في العلاج المشترك الذي يشمل إعادة تأهيل قاع الحوض وتحسين القدرة على الحركة كأداة أخرى لمنع السقوط لدى كبار السن.