السكرى
يُعرَّف داء السكري على أنه خلل في توازن السكريات في الدم بآليات مختلفة تتعلق بهورمون الإنسولين. يتم إنتاج هذا الهورمون وإفرازه من غدة البنكرياس. يتم إفراز الإنسولين الى الدم كرد فعل لارتفاع مستوى السكر في الدم الذي مصدره التغذية، وهو يقوم بإدخال السكر الى خلايا الجسم المختلفة كمصدر متاح للطاقة لتؤدي عملها. عند وجود نقص جزئي أو كامل بهورمون الإنسولين أو أن أنسجة الجسم مثل العضلات غير قادرة على استخدام هورمون الإنسولين (هذه العملية تُسمى "مقاومة الإنسولين") عندها لا يتم استخدام السكر وتبقى نسبته في الدم مرتفعة.
مدى انتشار مرض السكري
داء السُّكري هو مرض مزمن شائع آخذ بالازدياد باستمرار في إسرائيل والعالم. يُعتبر داء السُّكري سبب الوفاة الرابع في إسرائيل، بعد السرطان، أمراض القلب والجلطة الدماغية. ابتداءً من عمر 64 سنة، شخص واحد من بين كل أربعة أشخاص مصاب بالسكري.
وفقًا للتقديرات، هنالك 347 مليون شخص مصاب بداء السكري في أنحاء العالم، 90% منهم مصابين بداء السكري من النوع الثاني، وهو النوع الأكثر شيوعًا في سن الشيخوخة. وفقًا للتقديرات، في إسرائيل هنالك حوالي 400،000 مصاب بداء السكري.
علامات مرض السكري وتشخيص المرض
هنالك عدة أعراض قد تشير الى إصابتك بداء السكري وعلى رأسها كثرة التبول الليلي والشعور بالعطش وجفاف الفم. إذا شعرتم بهذه الأعراض، فإن هذا هو الوقت المناسب للتوجه الى طبيب العائلة وطلب الخضوع لفحوصات تشخيصية بتعمق (فحص السكر).
وضعت الجمعية الأمريكية للسُّكري معايير للتشخيص وتم تبنيها في إسرائيل. إذا ظهر من فحوصات تشخيص السُّكري بأن الإجابة عن واحد من البنود التالية أو أكثر إيجابية، فمن المرجح أنكم مصابون بالسكري وهي:
أعراض مرض السكري
- نسبة الهيموغلوبين السكري في الدم مساوية أو أكثر من 6.5%.
- مستوى السكر في الدم بعد الصيام لمدة 8 ساعات مساوي أو أكبر من 126 ملغ/ 10 ملل.
- الخضوع لاختبار تحميل 75 غرام من السكر في العيادة، وبعد مرور ساعتين يكون مستوى السكر في الدم مساوي أو أكثر من 200 ملغ/ 10 ملل.
- مريض يعاني من أعراض ارتفاع سكر الدم أو من أزمة ارتفاع نسبة السكر في الدم، عند قياس مستوى السكر عشوائيًا فإن النتيجة تكون مساوية أو أكثر من 200 ملغ/ 10 ملل.
مضاعفات داء السكري من النوع الثاني
المصابين بداء السكري من النوع الثاني أكثر عُرضة للإصابة بالعديد من المضاعفات والأمراض المزمنة. يضر داء السكري بجودة الحياة وبمتوسط العمر وقد يؤدي لزيادة خطر الإصابة بمضاعفات صعبة لأمراض موجودة والإصابة بأمراض صعبة مثل:
- أمراض القلب التاجية.
- الجلطة الدماغية.
- مرض في الأوعية الدموية المحيطية.
- أضرار في العينين قد تُسبب العمى.
- مرض كلوي في المراحل النهائية.
- القروح صعبة الشفاء.
- بتر الأعضاء نتيجة تضرر الأوعية الدموية.
- ضرر للأعصاب.
- القدم السكرية.
هل يمكن الوقاية من داء السكري مُسبقًا
يتعلق داء السكري من النوع الثاني بنمط الحياة الخامل، الذي يتميز بالجلوس لفترات طويلة، ويكون مصحوبًا بالسمنة وبعدم ممارسة الرياضة.
الحرص على المحافظة على نمط حياة صحي وفعّال قد يؤخر من ظهور السكري لسنوات وقد يُقلل من مضاعفاته. نمط حياة من هذا النوع يشمل:
- ممارسة الرياضة بشكل دائم، خمس مرات في الأسبوع، 150 دقيقة أسبوعيًا على الأقل.
- استهلاك الكحول بكميات قليلة جدًا.
- نظام غذائي متوازن، غني بالألياف الغذائية ومنخفض السكريات، الكوليسترول والدهون المُشبعة مع تقييد عدد السعرات الحرارية.
- موازنة ال- BMI.
-
النشاط البدني المنتظم
-
تجنب الكحول
-
قائمة طعام متوازنة
-
مؤشر كتلة الجسم طبيعي
عوامل الخطر لمرض السكري
هنالك عدة عوامل لخطر الإصابة بالسكري. من المهم الإشارة أولًا الى أن الإنسان قد يعاني من حالة ما قبل السكري لسنوات وأحيانًا بدون أن يشعر بذلك بتاتًا. في هذه الحالة تكون مستويات السكر في الدم أعلى من المعدل الطبيعي ولكنها ليست مرتفعة بالقدر الكافي لتشخيص الإصابة بالسكري. هذه الحالة هي إحدى عوامل الخطر للإصابة بالسكري من النوع الثاني، أمراض القلب والجلطة الدماغية.
التاريخ العائلي: إذا كان أحد والديك يعاني من مرض السكري فإن احتمال إصابتك بالسكري يكون أكبر بضعفين الى ثلاثة أضعاف بالمقارنة مع بقية السكان. يتضاعف هذا الاحتمال عندما يكون كلا الوالدين مصابًا بالسكري. أي أنه إذا كان الوالدان مصابان بالسكري، فإن احتمال إصابتك بالسكري يتضعاف ب- 4-6 مرات من بقية السكان ولذلك عليك أن تكون واعيًا جدًا وأن تحافظ على نمط حياة لمساعدتك على تقليل احتمال إصابتك بالمرض.
الوزن: الوزن الزائد هو عامل خطر شديد للإصابة بداء السكري.
نمط الحياة: نمط الحياة الجلوسي، الإفراط في استهلاك الكحول، التدخين وعدم ممارسة الرياضة بشكل كافي هي أيضًا عوامل خطر للإصابة بداء السكري.
النوم: أظهرت أبحاث مختلفة بأن قلة النوم وتردي جودة النوم تساهمان في الإصابة بداء السكري.
العِرق: أظهرت أبحاث مختلفة تم إجراؤها في الولايات المتحدة بأن خطر الإصابة بداء السكري مرتفع أكثر لدى النساء من أصل آسيوي أو من أصل إسباني.
علاج السُّكري
يتضمن علاج مريض السكري عدة جوانب وعلى رأسها التغذية الملائمة والعلاج الدوائي الملائم. إذا لزم الأمر، من المهم متابعة الوضع الجسدي بشكل مستمر وإجراء فحوصات خاصة للكشف عن المضاعفات التي قد تحدث نتيجة المرض. على سبيل المثال، الخضوع لفحص القدم السكرية بشكل دوري.
هل يمكن إيقاف تطور المرض وتدهوره
عند تشخيص الإصابة بالسكري مهم جدًا الخضوع للمتابعة لدى عدة جهات طبية:
- طبيب مختص بالغدد الصماء – للقيام بالمتابعة الطبية.
- ممرض أو ممرضة – لإجراء فحوصات للأقدام بشكل دوري. تشمل الفحوصات فحص جسدي وفحص للإحساس الذي قد يشير الى تدهور حالة السُّكري، سيقوم الممرضين والممرضات أيضًا بتقديم إرشادات بخصوص حماية الجلد في الأقدام على المدى الطويل ومنع الإصابة بالفطريات عن طريق الغسل والتجفيف بطريقة صحيحة وسيُشددون على أهمية الحرص على ذلك.
- طبيب عينين – لإجراء فحص لوجود ترسبات في قاع العين.
- أخصائي تغذية – لملاءَمة قائمة الطعام للمحافظة على توازن السكر في الدم وتقديم توصيات لممارسة الرياضة.
تجدر الإشارة الى أن أبحاث مختلفة أظهرت بأن المرضى الذين يعانون من السُّمنة الزائدة والسُّكري وخضعوا لعملية جراحية لعلاج السمنة، انخفضت أوزانهم وأصبحت مستويات السكر في الدم لديهم أكثر توازنًا لدرجة التمكُّن من الاستغناء عن بعض الأدوية.