ما هو القلق؟
اضطرابات القلق مصطلح شامل لمجموعة متنوعة من الحالات التي يعاني فيها الأشخاص من مشاعر خوف لا تتناسب مع الوضع الفعلي الذي هم فيه. القلق هو شعور بالخوف أو القلق بشأن المستقبل، والذي يمكن أن يتجلى في مشاعر التوتر وعدم الراحة، العصبية، أحاسيس جسدية مثل آلام العضلات، الصداع والمغص، وسلوكيات مثل التجنب أو الاستعداد للأحداث السلبية. يعاني الأشخاص المصابون باضطرابات القلق من مشاعر خوف وقلق مفرطة لا يمكن السيطرة عليها وغالبًا ما تكون مزمنة. في معظم الحالات، تكون مشاعر الخوف والقلق غير متناسبة مع الوضع الفعلي، وعندما يتم اختبارها بشدة عالية ولفترة طويلة، يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والأداء اليومي.
اضطرابات القلق هي أكثر اضطرابات الصحة النفسية شيوعًا لدى البالغين والأطفال، وهي أكثر شيوعًا لدى النساء. في أي وقت من الأوقات في العالم الغربي، يعاني حوالي 19% من السكان من نوع من أنواع اضطرابات القلق.
الأعراض الشائعة للقلق
غالبًا ما تكون الأعراض الشائعة عاطفية، جسدية وسلوكية. أحيانًا، يعتقد المصابون باضطرابات القلق أنهم يعانون من مشكلة جسدية بسبب الأعراض الجسدية، فيزورون الطبيب باستمرار. وعادةً ما يعانون من هذه الأعراض لفترة طويلة.
الأعراض العاطفية والإدراكية
عدم الهدوء، التوتر، الشعور بالضيق وعدم الراحة، إلى جانب الأفكار المتكررة والمتطفلة حول الشيء أو الموقف.
الأعراض الجسدية
توتر العضلات، زيادة معدل ضربات القلب، التعرق أو الارتعاش، وقد يكون هناك آلام في المعدة، العضلات والصداع، إلى جانب صعوبة النوم والتعب مع مرور الوقت.
الأعراض السلوكية
وخاصة تجنب بعض المواقف أو الإفراط في الاستعداد للأحداث السلبية.
أنواع اضطرابات القلق
يعاني الأشخاص المصابون باضطرابات القلق من خوف أو قلق مفرط بشأن موقف معين (مثل رهاب الكلاب أو المواقف الاجتماعية). في حالات أخرى، مثل نوبات القلق أو اضطراب الهلع، يمكن القول إن القلق ينبع من تجربة نوبة القلق نفسها أو من الخوف من التعرض لنوبة أخرى. في المقابل، يتميز اضطراب القلق العام بالقلق المفرط والانزعاج اليومي المستمر تجاه جوانب حياتية مختلفة ومواقف معينة. يزيد التعامل مع اضطراب القلق من خطر الإصابة بالاكتئاب، تعاطي المخدرات والأفكار والسلوكيات الانتحارية.
هناك عدة أنواع من اضطرابات القلق، والتي تتميز بأعراض تستمر لمدة 6 أشهر على الأقل:
العوامل التي تزيد من خطر اضطرابات القلق
كما هو الحال مع الاضطرابات النفسية الأخرى، تنشأ اضطرابات القلق أيضًا نتيجةً لمجموعة من العوامل البيولوجية – الوراثية، الاجتماعية والنفسية. إلى جانب هذه العوامل، هناك أيضًا التعامل مع المواقف العصيبة، وأزمات الحياة والتعرض لتجارب صعبة، مثل الأحداث المؤلمة، بالإضافة إلى تعاطي المواد المؤثرة نفسيًا، مما يزيد من خطر الإصابة باضطرابات القلق.
ترتبط اضطرابات القلق ارتباطًا وثيقًا بالصحة الجسدية وتتأثر بها. تشمل الآثار الجسدية للقلق فرط تحفيز الجهاز الودي، على سبيل المثال، توتر العضلات، زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم، إلى جانب انخفاض الجهاز نظير الودي المسؤول عن تهدئة الجسم، راحته والحفاظ عليه. إلى جانب الآثار المباشرة للنشاط العصبي والضغط النفسي على الصحة الجسدية، نشهد في كثير من الحالات استخدام المواد الإدمانية والمؤثرات العقلية مثل السجائر، المخدرات والكحول. ونتيجة لذلك، فإن التعامل مع اضطراب القلق يزيد من خطر الإصابة بأمراض جسدية مثل أمراض القلب ، الجلد والجهاز المناعي. بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني الأشخاص الذين يعانون من أمراض جسدية من اضطرابات القلق بسبب عواقب المرض على جودة حياتهم ومتوسط أعمارهم المتوقع، وانخفاض أدائهم، والتعامل مع خسائر كبيرة أخرى.
الإحالة للتشخيص والعلاج
إذا كنت أنت أو أحد أقاربك يعاني من أعراض القلق، فمن المهم استشارة طبيب العائلة أو أخصائي الصحة النفسية - حيث سيتمكنون من إجراء تشخيص وتقييم سريري وفقًا للمعايير والأعراض الموصوفة لكل نوع من أنواع اضطرابات القلق. ويعتمد التشخيص والعلاج، من بين أمور أخرى، على ما يلي:
- الأعراض المبلغ عنها، شدتها ومدة استمرارها.
- كيف تؤثر الأعراض على الأداء في مختلف مجالات الحياة.
فحص شامل للحالة العقلية ووجود أمراض جسدية مصاحبة. - تقييم الوضع الاجتماعي، بما في ذلك التعامل مع المواقف العصيبة، عوامل الحصانة وعوامل الدعم.
- مسار تطور المرض والتاريخ العائلي لاضطراب القلق أو الاكتئاب.
بعد التقييم، يمكنك مناقشة خيارات العلاج المناسبة مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بك. تجدر الإشارة إلى أن علاجات اضطرابات القلق تُعتبر فعّالة ومعدلات نجاحها عالية.
ساعد في كتابة المقال: ليؤور جوري، طالبة ماجستير في علم النفس، قسم الصحة النفسية، وزارة الصحة