التعامل مع القلق لدى الأطفال في المواقف العصيبة
تختلف استجابة الأطفال للمواقف العصيبة. هنالك أطفال قد تكون ردة فعلهم الهدوء والانغلاق، وهنالك أطفال قد يُخرجون توترهم وخوفهم إلى الخارج عن طريق البكاء مثلًا. يتعلق هذا الأمر بشخصية الطفل أكثر من تعلقه بالعمر، أفراد العائلة والعلاقات بينهم.
طرق أخرى قد يعبر فيها الأطفال عن تعرضهم لضائقة: اليقظة الزائدة، الشكوى بشأن التفكير بشكل متكرر بما حدث، الحساسية المفرطة، ردود فعل شديدة، كالالتصاق بالوالدين، التعبير عن الحزن والانغلاق، أو البكاء، العصبية ونوبات الغضب. هنالك أطفال قد يظهر عليهم التعرض لضائقة من خلال صعوبات في النوم، وهنالك من يتجنبون القيام بأمور قد تذكرهم بالخوف والقلق.
ربما لن نكون قادرين على منع أطفالنا من الشعور بالخوف أو التوتر، ولكن يمكننا أن نرفع من شعورهم بالحماية والثقة بالنفس. كآباء علينا أن نتوسط لأطفالنا المواقف العصيبة وحالات الطوارئ، لكي نحميهم ونقلل من ظهور أعراض كالقلق والتوتر بجميع الأعمار.
أولًا، من المهم أن نهتم بأنفسنا. كما تقول القاعدة الأولى في الرحلات الجوية - في حالة الطوارئ يجب وضع قناع الأكسجين لأنفسنا أولًا، وفقط بعد ذلك نضعها للأطفال. هذا يعني بأننا كي نستطيع الاهتمام بأطفالنا ونشعرهم بالهدوء والأمان، يجب أن نكون هادئين وأن نشعر بالسيطرة ونحافظ على برود الأعصاب.
من المهم التأكيد على
من المهم التأكيد على
إذا استمرت ردود فعل الطفل لفترة طويلة أو إذا تفاقمت الأعراض، يُنصح بالتوجه إلى طبيب العائلة أو إلى الاستشارة النفسية.
نصائح للتخفيف وللتعامل مع التوتر والقلق لدى الأطفال
- التذكر بأن ردة فعل الأطفال للمواقف العصيبة تختلف: لا يمكن أن نتوقع نفس ردة الفعل من الجميع. كآباء نحن عادة نعرف أطفالنا على أفضل نحو، بحيث يمكننا التعرف على التعبيرات العاطفية التي تميزهم. النصيحة هي ببساطة أن نكون متواجدين من أجلهم.
- إظهار التفهم والتسامح في حالات التراجع والعودة الى السلوكيات السابقة: في المواقف العصيبة، هنالك أطفال يعودون إلى تبليل الفراش، استخدام اللهاية أو غرض من الفترة الانتقالية، هنالك أطفال يواجهون صعوبة في الخلود للنوم بمفردهم وما شابه.
- الإصغاء والتشجيع على المشاركة: تخصيص وقت مشترك للحديث هو أمر مهم ويبعث على الهدوء. يُنصح بالسماح للأطفال مشاركة أفكارهم ومشاعرهم - يتم إيصال هذه الرسالة مثلًا عن طريق طرح الأسئلة عليهم ومنحهم الشعور برغبتنا بمعرفة ما يمرون به. طريقة أخرى تساعد في فتح حديث حول الموضوع وتشجيعهم على المشاركة، هي إخبارهم بما تمرون به. من المهم التذكر بأنه لا بأس إذا أرادوا الحديث على فترات متباعدة.
- السماح للأطفال بقيادة الحديث والتحدث عن مواضيع من اختيارهم: يمكن الحديث عن أحداث من الحياة اليومية عن "السخافات" وبالتأكيد عن الوضع الذي يزعجهم. يُنصح بعدم التوقف عن طرح الأسئلة وإبداء الاهتمام، حتى عند الحصول على إجابات "مغلقة"" مثل "جيد" أو "حسنًا" وحتى عندما يشتكي الطفل بأن هذا "مزعج". هذا الأمر يستحق الاهتمام.
- الحرص على مشاركة معلومات دقيقة، ولكن ملائمة للعمر: محاولة مشاركة معلومات دقيقة، ولكن تناسب عمر الطفل وتلبي احتياجاته. يُستحسن عدم مشاركة حقائق لا يرغبون بمعرفتها، وعدم التهرب من الرد على الأسئلة التي يطرحونها. إذا وجدتم صعوبة بذلك، يمكن الإجابة بأنكم مسرورون لتوجههم إليكم، ولكن عليكم التفكير أكثر في الموضوع وتعدوهم بأنكم سوف تجيبوهم على تساؤلاتهم. إذا وقعت كارثة أو إذا كان الحديث يدور حول حالة طوارئ كوقوع حرب، من المهم إخبار الأطفال بالوضع، ومع ذلك، من المهم أيضًا أن تشرحوا لهم بأنهم محميين حاليًا. يمكن الاستعانة بجهات رسمية يمكن أن تعزز من الشعور بالأمان، مثلًا: يوجد هنا رجال شرطة أو جنود يهتمون بجميع الأمور ويهتمون بنا الآن.
- محاولة الحفاظ على الروتين والجداول الزمنية المألوفة: في لحظات التوتر والقلق، يساعد الحفاظ على الروتين والأنشطة اليومية في البقاء منشغلين والحفاظ على الرأس "خالي" من القلق. يساعد الحفاظ على جدول يومي أيضًا في خلق الشعور بالأمان والهدوء. إذا كان طفلكم قلق بشكل كبير، يمكن أن تدرجوا في الجدول اليومي "وقت المخاوف"، وتخصيصه لطرح أسئلة حول مواضيع مقلقة. بالتأكيد القصد هنا هو عدم إسكات الطفل لبقية اليوم، ولكن هنالك أطفال قد يساعدهم تخصيص الوقت لهذا على الأداء بشكل أفضل بقية اليوم.
- تعزيز شعور الأطفال بالسيطرة في البيت: يُنصح بالسماح لهم باتخاذ القرارات بأنفسهم، كالتخطيط لوجبة العشاء أو أنشطة ما بعد الظهيرة.
كيفية التصرف عند ظهور علامات القلق على الأطفال
لقد جمعنا لك عدة مواقف شائعة ونصائح - ماذا يُنصح أن تفعلوا وماذا لا يُنصح أن تفعلوا في هذه المواقف.