كيف يمكن مساعدة المراهقين؟ أدوات للاهل حول الانتحار
الانتحار هو السبب الثاني الأكثر شيوعًا للوفاة بين المراهقين في إسرائيل. إليكم بعض البيانات حول مدى انتشار هذه الظاهرة:
- حوالي 360 من كل 100,000 (الأعمار 10-17) حاولوا الانتحار، وفقًا لبيانات رسمية من وزارة الصحة.
- تشير الدراسات والمسوح الشاملة إلى أن حوالي 20% من المراهقين واجهوا أفكارًا انتحارية.
- وفقًا لبيانات قسم المعلومات في وزارة الصحة، كان الانتحار السبب الثالث للوفاة بين الفتيات والثاني بين الأولاد في الفئة العمرية 15-24 في إسرائيل.
- عدد محاولات الانتحار مرتفع بين المراهقين: في عام 2019، كانت الفتيات من سن 10-24 نصف (45%) من جميع النساء اللاتي حاولن الانتحار، والأولاد من سن 10-24 كانوا 37% من جميع الرجال الذين حاولوا الانتحار.
- أعلى معدل لمحاولات الانتحار كان في الفئة العمرية 18-21.
- يمثل الانتحار حوالي 1% من جميع حالات الوفاة بين الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 15 عامًا فما فوق.
من المهم التأكيد أن جزءًا من محاولات الانتحار لا يتم الإبلاغ عنها، خاصة تلك التي لا تصل إلى العلاج في المستشفى، وذلك غالبًا بسبب الرغبة في إخفاء الظروف. كذلك، بالنسبة لحالات الانتحار التي تنتهي بالموت، فإن هذه البيانات تعتمد على الحالات التي تم الإبلاغ عنها فقط. المحاولات التي لم تُعالج في المستشفيات أو التي انتهت بالموت ليست مشمولة.
من المهم التوضيح
من المهم التوضيح
الانتحار، في أي عمر، يقع في نطاق يختلف باختلاف مقاييس المخاطر المختلفة. يمكنكم التعرف على العلامات ومنع محاولات الانتحار. يتميز انتحار المراهقين بخصائص فريدة تزيد من الصعوبة والألم في المواقف المختلفة التي تنطوي على خطر الانتحار.
الانتحار في مرحلة المراهقة
مرحلة المراهقة، التي تبدأ أحيانًا من سن 10، هي فترة مليئة بالتغيرات الجسدية، الاجتماعية، والنفسية. في هذه الفترة، يقوم المراهقون بتطوير هويتهم الذاتية ونظام القيم والمعتقدات الخاص بهم. كما يعمقون العلاقات الاجتماعية، وقد يواجهون صعوبات في هذا المجال. بالإضافة إلى ذلك، هي فترة تميز بالنضوج الجنسي والتجارب الأولى في العلاقات الرومانسية. يعيشون في مقارنة مستمرة مع الآخرين، ويواجهون ضغوطًا وتوقعات حول الإنجازات الدراسية، المجتمعية (مثل المشاركة في الحركات الشبابية) وغيرها. في كثير من الأحيان، يواجهون صراعات معقدة حول قضايا مثل الحرية، الحدود، والقيم.
هذه بعض الأمثلة على التحديات التي تجعل هذه الفترة حساسة، مليئة بالتحديات، وأحيانًا خطرة، قد تزيد من احتمالية حدوث أزمة عاطفية حادة أو انفجار لمرض نفسي. عدم وجود بيئة أسرية واجتماعية داعمة إلى جانب التعرض لعوامل الخطر يمكن أن يزيد من تفاقم الوضع.
عوامل الخطر والمحفزات الخاصة بمرحلة المراهقة
-
الاكتئاب والاضطرابات النفسية
-
التنظيم العاطفي
-
تعاطي المخدرات والكحول
-
الأحداث الحياتية المسببة للتوتر
-
لصورة الذاتية المنخفضة
-
التأثير الاجتماعي
-
غياب الدعم الأسري والعاطفي
- الاكتئاب والاضطرابات النفسية: الاكتئاب، القلق، اضطرابات الأكل، والاضطرابات النفسية الأخرى تزيد من خطر الانتحار. من المهم أن تعرف أن الاكتئاب ليس مجرد شعور بالحزن يزول بعد ساعات أو أيام، بل يستمر لأكثر من أسبوعين.
- التنظيم العاطفي: من الناحية التطورية، يعاني المراهقون من صعوبة أكبر مقارنة بالبالغين في تنظيم سلوكهم ومشاعرهم، ويميلون إلى الاستجابة بشدة للأحداث التي تثير مشاعر قوية لديهم. المراهقون الذين تم تشخيصهم باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) قد يعانون بشكل خاص من صعوبات في التنظيم الحسي، وذلك اعتمادًا على المرحلة التطورية التي يمرون بها.
- تعاطي المخدرات والكحول: الإدمان على المخدرات والكحول في مرحلة المراهقة هو عامل خطر رئيسي للانتحار، ويرتبط بالسلوك الاندفاعي وضعف القدرة على التعامل مع المواقف الصعبة أو التكيف معها.
- الأحداث الحياتية المسببة للتوتر: مثل طلاق الوالدين، فقدان شخص مقرب، التنمر والمضايقات، انتهاء علاقة عاطفية، الهوية الجنسية والميل الجنسي، أو التعرض لاعتداء جنسي أو جسدي، كل هذه العوامل قد تكون محفزات للانتحار خلال فترة المراهقة.
- الصورة الذاتية المنخفضة: العديد من المراهقين يعانون من صورة ذاتية منخفضة، وشعور بعدم الانتماء والوحدة، مما يزيد من خطر الانتحار.
- التأثير الاجتماعي: تأثير الأصدقاء المقربين الذين يعانون من أفكار أو سلوكيات انتحارية يمكن أن يؤثر على المراهقين الآخرين في محيطهم. بشكل خاص، قد يؤدي انتحار صديق إلى زيادة خطر الانتحار بين المراهقين الآخرين.
- شبكات التواصل الاجتماعي: التنمر عبر الإنترنت، وكذلك تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصورة الذاتية، هي عوامل ضغط كبيرة خلال فترة المراهقة.
- غياب الدعم الأسري والعاطفي: على الرغم من الميل أحيانًا إلى الابتعاد أو التمرد خلال مرحلة المراهقة، فإن المراهقين بحاجة إلى دعم عاطفي وأسري. في حال غياب هذا الدعم، قد يجدون أنفسهم في حالات أزمة صعبة.
هل طفلي مكتئب؟
إذا كنتم تشكون في أن المراهق لديكم مكتئب، أو على الأقل يمر بشيء ما، من المهم أن تنتبهوا إلى علامات التحذير الشائعة، وأن تعرفوا خصائص الاكتئاب السريري، وخاصة الاختلافات بين تعبيرات الاكتئاب لدى البالغين مقارنة بالمراهقين. على سبيل المثال:
- بينما يعبر البالغون عن الاكتئاب بشكل أساسي بالحزن العميق، قد يظهر الاكتئاب لدى المراهقين على شكل غضب، توتر، قلق، عدائية تجاه العالم بأسره وبشكل خاص تجاه المقربين منهم. يشعرون بالإحباط وخيبة الأمل من العالم، وخاصة من أنفسهم.
- انخفاض الأداء الدراسي وتجنب المشاركة الاجتماعية قد يكونان علامة مقلقة على تطور الاكتئاب.
- التفكير السلبي، التشاؤمي، فاقد الأمل والمليء باليأس.
- السلوكيات التي تعبر عن الضيق، مثل الحساسية المفرطة للنقد، انخفاض مستوى النظافة الشخصية، الانعزال، الإدمان على الشاشات، مشاكل في النوم، والسلوك العنيف.
- أعراض جسدية قد تظهر مثل آلام البطن، آلام الرأس، أو آلام مزمنة غير مفسرة. في بعض الأحيان، قد تكون الشكاوى الجسدية هي وسيلة المراهق لجذب انتباه الوالدين والتعبير عن ضيقه الذي قد لا يتمكن من التعبير عنه بوضوح.
- الهروب من المنزل - هذا شائع بين المراهقين وقد يكون تعبيرًا عن ضيقهم. بشكل عام، من المهم أن نتذكر أن الضيق قد يتجلى بين المراهقين (ولكن ليس فقط) في سلوك تمردي ومخالف، أو سلوكيات خطيرة على الذات. لذلك، من المهم كآباء أن نكون منتبهين للطريقة التي يعبر بها سلوك المراهق عن تجربته، حتى لو لم يصف لنا مشاعره بالكلمات.
- الأفكار الانتحارية.
أفكار عن الموت في مرحلة المراهقة
قد يكون سماع أن ابنك أو ابنتك يفكر في الموت أمرًا مرعبًا، لكن الواقع يظهر أن مثل هذه الأفكار شائعة جدًا في هذه المرحلة العمرية. تأتي الأفكار على شكل موجات، ومن المهم التمييز بين الأفكار العامة والسلبية التي تقتصر على التفكير فقط، وبين الأفكار النشطة حول الانتحار.
انتبهوا
انتبهوا
الأفكار النشطة تتضمن خطة وخطوات للعمل. في بعض الأحيان، تكون هذه الأفكار مصحوبة بتعليقات انتحارية مثل: "لقد تعبت، أريد أن أنهي حياتي." هذه الأفكار النشطة والتعليقات الانتحارية هي علامات تحذير واضحة تتطلب استشارة فورية مع متخصصين في مجال الصحة النفسية.
تقلبات المزاج عند المراهقين
تقلبات المزاج عند المراهقين يمكن أن تجعل من الصعب فهم تعبيرات الانتحار. هذه التقلبات، التي تعتبر شائعة في فترة المراهقة، قد تكون خادعة وتؤدي إلى تفويت العلامات التحذيرية. لذلك، من الضروري، من جهة، الانتباه لنطاق هذه التقلبات وملاحظة ما إذا كان الاكتئاب شديدًا خلال اللحظات "المنخفضة"، وما إذا كانت هناك أفكار عن الموت أو الانتحار. ومن جهة أخرى، من المهم ألا نفترض أن تحسن الحالة بشكل مؤقت يعني اختفاء الأزمة أو حل المشكلة. من الممكن أن تعود الأزمة لاحقًا، ولذلك يجب علينا متابعة الأمر باستمرار.
إخفاء الضائقة العاطفية في سن المراهقة
الكثير من المراهقين قادرون على أداء وظائفهم وإخفاء الضائقة العاطفية التي يمرون بها. أحيانًا يعبرون عن ضيقتهم من خلال الغضب أو المعارضة أو التحدي. قد نفكر أن هذه التصرفات هي جزء طبيعي من سن المراهقة ولا يمكن فعل شيء تجاهها، لكن هذا ليس صحيحًا. إبداء الاهتمام بطريقة دافئة وغير انتقادية، وفتح حوار يسمح بالتعبير عن المشاعر والأفكار، سيساعد في معظم الحالات ابنك أو ابنتك على مشاركة ما يشعرون به بصدق. في كثير من الأحيان، ستكتشف أن تحت هذا الغضب والمعارضة يكمن رغبة قوية في الحصول على الانتباه، وأن شخصًا ما يرى ما يمرون به، يتحدث معهم، يستمع إليهم، ويفهمهم.
سؤال قد ينقذ حياة
قد يكون من الصعب أن تسأل ابنك أو ابنتك ما إذا كانت لديهم أفكار انتحارية، ولكن من الضروري أن تتحدث وتسأل، وقد تبين أن هذا السؤال قد ينقذ حياتهم. في معظم الحالات، سيؤدي السؤال المباشر إلى حوار صادق، والذي بدوره قد يتيح الشعور بالراحة والحصول على المساعدة.
يمكن أن تسأل مثلاً: "لقد لاحظت أنك تبتعد عن الآخرين، هل تفكر في إيذاء نفسك؟" أو "أرى أنك متضايق/ة، هل فكرتِ أنك تفضلين الموت؟". إذا كنت قلقًا بسبب الاعتقاد الخاطئ بأن طرح السؤال قد "يزرع الفكرة في رأسهم"، من المهم أن تعلم أن هذا المفهوم خاطئ علميًا. أظهرت الأبحاث أنه عند سؤال المراهقين بشكل مباشر عن الانتحار، فإن هذا لا يزيد من خطر الانتحار، بل العكس تمامًا! في الواقع، أظهرت الأبحاث أن المراهقين الذين تم سؤالهم مباشرة عن الانتحار كانوا يعانون من ضائقة أقل.
من المهم التحدث، السؤال، وطلب المساعدة
قد يكون الفعل الانتحاري في كثير من الأحيان اندفاعيًا، لذا إذا علمت أن ابنك أو ابنتك يفكرون في الانتحار، من الضروري التحرك فورًا دون تأخير. قد تشعر أن ابنك لا يرغب في التحدث بسبب سلوكيات معينة مثل الغضب أو العزلة في غرفته لساعات، ولكن هذا ليس صحيحًا بالضرورة. في كثير من الأحيان، تكون هذه التصرفات غير الطبيعية محاولة لإخفاء الضائقة، وفي الواقع، هو أو هي بحاجة ماسة لأن يتحدث معه أحد، يستمع إليه ويفهمه.
ماذا تفعلون إذا رفض ابنكم أو ابنتكم التحدث؟
إذا كنتم قلقًون من أن ابنكم يعاني من ضائقة أو أفكار انتحارية ولكنه يرفض التحدث، من المهم ألا تتجاهلوا الأمر أو تؤجلوه. فماذا يمكنكم فعله؟ أولاً، أوضحوا له أنكم قلقون عليه وأهمية سماع حالته ومحاولة مساعدته في التغلب على الأزمة.
إذا لم يكن لديكم القدرة على التحدث معه أو لا تستطيعون القيام بذلك، من المهم أن توجهوا شخصًا آخر للتحدث معه. إذا كنتم تشعرون أن ابنكم لا يشعر بالراحة للتحدث معكم، يمكنكم اقتراح أن يتحدث مع شخص آخر مثل المرشد في حركة الشباب، معلم الصف أو معلم الموسيقى. الأهم هو أن يتحدث. هذا الحوار مهم للغاية لأن الكثير من الأحيان يمكن للأفكار أن تتوقف عند التفكير ولا تتحول إلى فعل.
إذا كان هناك خطر مباشر، فلا يجب تركه بمفرده ومن المهم جدًا إبقاء الوسائل الخطرة بعيدًا عن متناول يده. للمزيد من وسائل المساعدة
توصيات للحديث الوالدي مع المراهقين والمراهقات
الحصول على المساعدة
في العديد من الحالات، من المهم إشراك جهات أخرى لتقديم المساعدة. الطريقة التي ننقل بها الرسالة تؤثر على استعداد المراهق لقبول هذه المساعدة.
ماذا تفعلون إذا كان هناك خطر فوري؟
من المحتمل أنه بعد التوجه إلى الطوارئ أو الشرطة، قد يقرر المحترفون أنه لا يوجد خطر فوري، لكن هذا لا يعني أنه لا توجد حاجة لمتابعة الرعاية والعلاج. لا يزال من المهم الاستمرار في مساعدة ابنك والتحقيق في الضائقة التي يمر بها.
واجب الإبلاغ
إذا قام شخص ما بإخباركم بنيته في الانتحار، فإن واجبكم هو الإبلاغ. قد تشعرون بعدم الراحة بسبب هذا، خاصة إذا كان الشخص الذي شارككم هذه المعلومات قد وثق بكم وطلب منكم عدم إخبار أحد. ولكن عليكم أن تتذكروا أن لديكم مسؤولية. من المهم أن تعرفوا أن الإبلاغ قد يبدو للشخص المعني كخيانة، لكن بعد فترة وبعد أن تُنقذ حياته، سيقدّر ما فعلتوه وسيغفر لكم.
مساعدة للآباء الذين لديهم أبناء أو بنات في ضائقة انتحارية
عندما يتعلق الأمر بالانتحار، يحتاج أيضًا الأشخاص الذين يقدمون المساعدة إلى الدعم. قد تشعر، أثناء قراءة هذه السطور، بالخجل أو حتى بالرغبة في إخفاء الموضوع. ولكن الأفكار الانتحارية، بل وحتى السلوكيات الانتحارية، شائعة بين المراهقين، وكثير من الآباء في محيطك يواجهون الانتحار لدى أبنائهم. عليك أن تجد طريقة للتعامل مع هذه المشاعر، وأن تركز على المهمة العاجلة التي أمامك - وهي إنقاذ حياة ابنك أو ابنتك، وإيجاد المساعدة لهم. من المستحسن ألا تواجه هذه المشاعر وحدك: تحدث إلى شخص آخر، سواء كان متخصصًا أو مرشدًا نفسيًا، أو اتصل بأحد خطوط المساعدة النفسية.
تمت كتابة المقال بالتعاون مع فريق البرنامج الوطني لمنع الانتحار. ساهم في كتابة المقال: د. شيرا برزيلاي، أخصائية نفسية إكلينيكية، محاضرة بارزة في قسم الصحة النفسية المجتمعية بجامعة حيفا، ونداف هورفيتز، أخصائي نفسي في التدريب الإكلينيكي.
خطوط المساعدة النفسية الساخنة
مراكز دعم ومساعدة للحصول على مساعدة في حالات الضائقة النفسية والخطر الانتحاري. يمكن الاتصال بشكل مجهول والحصول على المساعدة مجانًا.