الإسعافات الأولية النفسية للأطفال
يمكن للأطفال من جميع الأعمار أن يتعرضوا لضيق نفسي يتطلب إسعافات أولية نفسية. قد يحدث هذا بسبب التنمر أو المقاطعة في المدرسة، أزمة شخصية، التعرض لأحداث طارئة (حتى لو عبر وسائل الإعلام)، وأحيانًا بدون أي حدث معين، بل نتيجة لصعوبات في التنظيم العاطفي.
كآباء وأمهات، يمكننا مساعدة أطفالنا على الفور عندما يظهرون علامات الضيق وتقديم الإسعافات الأولية النفسية لهم. يمكن أن يخفف هذا التدخل من الضيق الذي يعاني منه الطفل أو الطفلة بسرعة ويعيدهم إلى حالتهم الطبيعية. بالإضافة إلى ذلك، في حالات الأحداث الصعبة مثل الحرب، يمكن أن تساعد الإسعافات الأولية النفسية في تقليل خطر التأثيرات طويلة المدى.
كيف نعرف أن الطفل أو الطفلة في حالة ضيق نفسي
يمكن للأطفال التعبير عن ضيقهم بطرق مختلفة، بناءً على أعمارهم، شخصياتهم، وظروف الحالة. بعض الأطفال قد يكونون قادرين على التعبير اللفظي المباشر، على سبيل المثال، يقولون: "أنا حزين جدًا، غاضب، مجروح...". كما يمكن أن يظهر الضيق في سلوك غير معتاد، مثل زيادة القلق أو على العكس، الانعزال، البكاء، العصبية، الغضب، أو الضحك المفرط وغير المناسب للوضع، أو تجنب الدخول إلى الصف الدراسي، وما إلى ذلك. في حالات أخرى، قد يظهر الضيق في استجابات جسدية نفسية مثل الشكاوى من آلام البطن أو الرأس، دون أن يكون السبب مرضًا.
ماذا نفعل إذا كان الطفل أو الطفلة في حالة ضيق نفسي
هناك بعض المبادئ الأساسية التي يمكن أن تساعد في تعزيز القدرة على التعامل مع حالات الضيق المختلفة، بما في ذلك حالات الطوارئ. كل طفل فريد من نوعه، لذلك من الأفضل التفكير في كيفية تطبيق هذه المبادئ بطريقة تتناسب مع عمر الطفل وقدراته الشخصية.
-
1الحفاظ على الروتين
من المهم التأكد من أن الطفل في مكان آمن ومريح ومعروف، والحفاظ على روتين يومي ثابت قدر الإمكان. يساعد الحفاظ على الروتين في إضفاء شعور بالأمان.
-
2وجود شخصية مهمة
شخصية مهمة مثل أحد أفراد الأسرة أو صديق مقرب تكون ضرورية جدًا في الأوقات الصعبة. يمكن أن تكون هذه الشخصية حاضرة من خلال عناق، محادثة، أو حتى الجلوس بجانب الطفل في صمت، وكلها خطوات مفيدة. من المهم ألا يُترك الطفل وحده لمواجهة الموقف.
-
3تطبيع المشاعر وإضفاء الشرعية على الشعور بالضيق
اسمحوا للطفل بالتعبير عن مشاعره وساعدوه على فهمها. من المهم مساعدتهم على التمييز بين الحقائق وبين الأفكار والمشاعر. يمكن القيام بذلك من خلال طلب وصف الحقائق ومساعدتهم في التفريق بينها وبين الأفكار والمشاعر التي قد تظهر. أسئلة يمكن طرحها في حالات الضيق النفسي تشمل:
- أين كنت عندما حدث ذلك؟ ماذا فعلت؟
- ما هو أول شيء فكرت فيه؟
- ماذا شعرت عندما حدث ذلك؟
- ما الذي ساعدك على الشعور بألم أقل؟
-
4الحفاظ على النشاط والقيام بالنشاط البدني
شجعوا الطفل على القيام بالأنشطة اليومية والمهام حسب قدراته. عززوا النشاط البدني مثل المشي، اللعب بالكرة، أو الرقص، بمشاركتكم.
-
5خلق بيئة هادئة بعيدًا عن المؤثرات
التعامل المشترك مع الأطفال ضمن مجموعة غالبًا ما يكون مفيدًا، لكن في حالات قصوى مثل نوبة القلق أو السلوك غير المعتاد، يُفضل إبعاد الطفل عن الآخرين ثم تنفيذ التدخلات التي تساعده على العودة إلى حالته الطبيعية.
انتبهوا
انتبهوا
من المهم أن تكونوا متيقظين لاحتياجاتكم أيضًا، واستعينوا بمصادر القوة والدعم حتى تتمكنوا من مساعدة الطفل والتعامل معه بشكل أفضل أثناء مواجهته للضيق النفسي.
معلومات إضافية لأفراد عائلات المتسابقين.
نماذج عملية للدعم النفسي للأطفال والمراهقين
هناك عدة طرق للتعامل مع الضيق النفسي، وكل منها يناسب موقفًا مختلفًا. يُفضل أن يتعرف كل والد على الخيارات المتاحة حتى يتمكن من تقديمها لطفله أو طفلته وممارسة هذه الطرق معهم. في حالات الضيق النفسي المفاجئة، من المهم التحدث مع الطفل بلغة ومفاهيم مألوفة له وتدريبه على تنفيذ إجراءات سبق أن جربها في الماضي. القيام بإجراءات مألوفة أثناء الطوارئ يكون أكثر فعالية من تعريفهم بمفاهيم أو إجراءات جديدة خلال الأزمة نفسها.
نوصي بنموذجين للدعم النفسي:
نموذج معسيه(اختصار للكلمات بالعبرية): التشجيع، أسئلة وهيكلة الاستمرارية مناسب للاستجابة في حالات الطوارئ التي تظهر من خلالها ردود فعل مثل الانعزال، الانفصال، الانطواء، أو القلق، العصبية، أو الارتباك ونموذج قف، عضلات، تنفس، التحدث وتقدم نموذج معروف وممارس في النظام التعليمي كأداة للتعامل الذاتي في حالات الضيق النفسي.
نموذج " معسيه" للإسعافات النفسية الأولية - مخصص للأطفال والمراهقين
م- مَوضع التركيز والتعبير عن الالتزام: لطمأنة الطفل، إمنعوا شعور الوحدة، واظهروا التزامكم واطلبوا من الطفل ألا يشعر بأنه وحيد وأنكم معه ولن تتركوه. إذا لم يكن الطفل مع أسرته، ابذلوا كل جهد ممكن لربطه بالوالدين أو بشخص مهم له.
ع- التشجيع على القيام بأفعال مفيدة: شجعوا الطفل على القيام بأفعال بسيطة مثل جمع المعدات المبعثرة ووضعها في الحقيبة، ترتيب الصف، أو الذهاب معًا إلى مكان آمن.
س- طرح أسئلة بسيطة: اطرحوا أسئلة بسيطة، تحتوي على كلمات قليلة، حول الحدث الذي تسبب في الضيق النفسي. يُفضل اختيار أسئلة تشجع على التفكير، مثل: "أين كنت عندما حدث ذلك؟" أو "من أين أتيت إلى هنا؟"، أو أسئلة تكون إجاباتها واضحة جدًا، مثل: "أين تسكن؟" أو "أين توجد والدتك الآن؟".
ه - هيكلة الاستمرارية: ساعدوا الطفل على بناء تسلسل للأحداث يسهل عليه فهمه واستيعابه، من البداية إلى النهاية. صفوا الحدث الذي حدث وانتهى، وأشيروا إلى أن الطفل الآن في مكان آمن.
راجعوا أمثلة في مقاطع الفيديو التوضيحية على الرابط:
نموذج معسيه - إرشادات لتقديم الإسعافات الأولية النفسية في مواقف مختلفة
https://www.youtube.com/watch?v=kEJ353s1_U4
نموذج قف، عضلات، تنفس، التحدث وتقدم
عرض هذا النموذج للأطفال في النظام التعليمي ويتم تدريبه كأداة للتعامل الذاتي عندما يشعرون بضيق نفسي شديد. اسم النموذج هو اختصار لمجموعة من الخطوات السريعة التي يمكن تنفيذها في حالات الضيق النفسي لمنع تفاقمها:
ق - قف! توقف، خذ وقتًا مستقطعًا، وبذلك توقف أفكارك الحالية.
ع - عضلات: انقل تركيزك من التفكير في الدماغ إلى الجسم والعضلات. للقيام بذلك، يمكن شد قبضتي اليدين أثناء أخذ نفس عميق وبطيء، ثم تحرير العضلات أثناء إخراج الهواء ببطء مع إصدار الصوت "سسس...". إذا كان مناسبًا، يمكن وضع إحدى اليدين على البطن.
ت - تنفس: خذ نفسًا عميقًا، ثم نفسًا بطيئًا آخر أو حتى اثنين.
ت – التحدث: استخدم حديثًا داخليًا مهدئًا، وقل لنفسك عبارة مثل: "عندما أكون داخل المأوى، أنا بأمان." أو "يمكنني التعامل مع هذا."
ق – قدماً: الآن يمكن المضي قدمًا ومواجهة الموقف بشكل أفضل، أو التوقف عن التعامل معه والعودة للمحاولة لاحقًا.
إذا استمر الضيق النفسي لدى الطفل، يمكن اللجوء إلى مساعدة مهنية مثل المستشارين التربويين، أو طبيب أو طبيبة الأطفال، أو خدمات الصحة النفسية من خلال العيادة الصحية التي تتبعونها.
نشرات معلومات وفيديوهات ارشادية
معلومات إضافية وأدوات للأهل للتعامل مع القلق لدى الأطفال والمراهقين في حالات الضغط