الولاة الطبيعية
تعتبر الولادة من أقوى التجارب في حياة النساء. كل امرأة لديها "رؤية" بشأن كيف ستكون ولادتها. إذا كنت تحلمين بولادة طبيعية، عليك أن تعلمي أنه تستطيعين القيام بذلك في مركز ولادة طبيعية أو في غرفة ولادة طبيعية المتواجد في بعض المراكز الطبية في البلاد أو في أي غرفة ولادة. كما يمكن أن تتم الولادة الطبيعية في المنزل (الولادة المنزلية – الموضوع قيد المناقشة والتنظيم).
ولا تتضمن الولادة الطبيعية استخدام الأدوية لتحفيز الولادة أو تخدير الأبيدورال، ولكنها تتضمن مراقبة متقطعة للجنين وفقًا للتوجيهات. بالإضافة إلى ذلك، في الولادة الطبيعية هناك تقليص للتدخلات الطبية بعد الولادة.
تمت صياغة مصطلح "الولادة الطبيعية" من قبل الطبيب النسائي جرانتلي ديك ريد في كتابه "الولادة الطبيعية" الذي نشر عام 1933. ادعى ديك ريد في كتابه أن الخوف من عملية الولادة هو السبب في إطالة الولادة والألم الشديد أثناء العملية. فالخوف حسب تصوره هو الذي يغذي صعوبة عملية الولادة ويجعلها أكثر إيلاما. ويزعم في كتابه "الولادة بلا خوف" (الصادر عام 1942) أن الولادة الطبيعية هي أبسط وأسهل طريقة للولادة.
على مر السنين، تم تطوير أساليب ومناهج مختلفة لإدارة الولادة الطبيعية، واليوم يشير معنى الولادة الطبيعية إلى ولادة دون تدخلات طبية، بما في ذلك التخدير الأبيدورالي، إعطاء أدوية أثناء الولادة التي تسرع عملية الولادة ودون أي تدخل طبي إضافي.
مزايا اختيار الولادة الطبيعية
- عملية تمكينية: ترى العديد من النساء أن عملية الولادة الطبيعية هي تجربة تمكينية.
- الحركة أثناء الولادة: تتيح لك الولادة الطبيعية أن تكوني في أقصى قدر من الحركة أثناء الولادة وتعزيز الولادة عن طريق الحركة، على سبيل المثال، أثناء الاستحمام أو الجلوس على كرة الفيزيو والمزيد.
- هناك نساء لا يستطعن إجراء تخدير الأبيدورال (على سبيل المثال بسبب مشكلة هيكلية في العمود الفقري) وقد يرغبن في اختيار الولادة الطبيعية والاستعداد للتعامل مع آلام الولادة بطريقة طبيعية.
الاستعدادات للولادة الطبيعية
- اختيار غرفة الولادة: إذا قررت الولادة في المستشفى، عليك اجراء جولة في غرف الولادة والتحقق من الخيارات التي توفرها للولادة الطبيعية وما إذا كانت تدعم رغباتك. على سبيل المثال، إذا كنت معنية في الولادة المائية، عليك معرفة ما إذا كان هناك مركز طبي في منطقتك يسمح بالولادة المائية. حددي موعدًا للقيام بجولة في غرف الولادة التي قررت فحصها بشكل متعمق واطرحي الأسئلة التي تهمك. بالإضافة إلى توجيهات وزارة الصحة (تظهر في نهاية الصفحة)، لدى كل مركز طبي سياسة بشأن إدارة الولادة الطبيعية: يوصى بالتحقق من الظروف البيئية التي يقدمها المستشفى ومدى ملاءمتها لرغباتك: الخصوصية، العلاقة الحميمة، دعم من قابلة، الإضاءة الخافتة والهادئة، المعدات الموجودة في غرفة الولادة والمزيد، كل الظروف التي تتيح لك بإدارة ولادة طبيعية كما تتصورينها.
- مرافقو الولادة: اختاري مرافق أو مرافقين الذين يمكنهم المساهمة في شعورك بالأمان أثناء الولادة، والذين يمكنهم الاستعداد معك للولادة والذين يمكنهم دعمك حين يحين الوقت.
- دورة استعداد للولادة: اختيار دورة استعداد للولادة التي تدعم النهج الطبيعي وتوفر الأدوات والممارسات الجيدة.
- خطة ولادة: قومي بإعداد خطة ولادة مفصلة، والتي سوف تشاركينها مع القابلة التي ستعتني بك والطاقم الطبي. تأكدي من أن المرافق شريك في الخطة ويعرف ما الذي يجب طلبه عند شعورك بالألم.
التعامل مع الألم أثناء الولادة الطبيعية
هناك أساليب عديدة للتعامل مع الألم أثناء الولادة الطبيعية. يقدم كل مركز طبي تختارينه للولادة أساليب معينة. يجب أن تكتشفي أثناء الجولة في غرفة الولادة التي اخترتها، ما هي الخيارات المتاحة أمامك للتعامل مع الألم. من بين الخيارات:
- العلاجات التكاملية: توجد غرف ولادة حيث يكون واحد أو أكثر من أعضاء الطاقم معالجين في الطب البديل والذين يقدمون علاجات مثل الوخز بالإبر، علم المنعكسات، التدليك والمزيد. كما ذكرنا، يوجد في كل مركز طبي خيارات مختلفة.
- ولادة مائية.
- الاستحمام، الماء الدافئ أو المكوث في حوض الاستحمام. من المهم الانتباه إلى درجة حرارة الماء: فالماء الساخن جدًا يمكن أن يسبب انخفاضًا في ضغط الدم والشعور بالإغماء.
- الحركة: الحركة تعزز عملية الولادة بشكل عام وبالأخص حركة الحوض، على سبيل المثال بمساعدة كرة فيزيو. تعتبر حركة الحوض أثناء الولادة مهمة لكل من الأم والمولود، فهي تخفف الألم وتساعد على تثبيت رأس الجنين في الحوض.
- تقنيات مختلفة مثل التصور الموجه، تمارين التنفس، الاسترخاء، التدليك والدعم النفسي.
الحركة أثناء الولادة
تعتقد العديد من القابلات أن الحركة تحرك الولادة. يمكن التحرك أثناء الولادة الطبيعية ولكن أيضًا تحت التخدير الأبيدورالي أو باستخدام غاز الضحك (النيتروز) في سرير غرفة الولادة واستخدام وضعيات مختلفة تعزز الولادة.
تسمح الحركة للأم بالتعامل بشكل أفضل مع آلام الانقباضات والولادة، وتساعد الجنين في الرحم على الاستقرار، الالتواء والنزول في قناة الولادة وكذلك، تسمح للأم بأن تكون نشطة خلال الولادة وبالتالي التواصل مع جسمها.
في المرحلة الأولى من الولادة، يوصى بالقيام بحركات الحوض في وضعيات مختلفة: الوقوف مع الاتكاء على سرير غرفة الولادة/ في الحمام، الجلوس على كرة الفيزيو وتحريك الحوض في حركات مختلفة، الجلوس بشكل منتصب أيضًا على سرير غرفة الولادة، الركوع مع حوض مفتوح، والوقوف على ستة، الاستلقاء على الجانب، وكذلك التواجد في حوض الاستحمام أو بركة.
في المرحلة الثانية من الولادة، عندما يكون رأس الجنين لا يزال مرتفعًا، هناك وضعيات تساعد على خفضه، على سبيل المثال الاستلقاء على الجانب مع وضع الساق المحررة خارج حدود السرير. أي وضعية يكون فيه الحوض مفتوحًا تزيد من المساحة وتسمح للجنين بالنزول في الحوض. بعد أن يكون رأس الجنين في المكان المناسب لمرحلة الدفع، يمكن تجربة وضعيات عديدة.
خلال الولادة، يتمكن الجميع من العثور على أفضل وضعية للدفع: الاستلقاء على الظهر، الركوع مع الإمساك بالوسائل المساعدة المتوفرة في غرفة الولادة (توجد غرف ولادة مجهزة بقضبان/حبال تسمح لك بالإمساك أو التعلق)، والوقوف على ستة مع الإمساك بمسند السرير المرفوع، والاستلقاء على الجانب مع ثني الساق الحرة نحو الصدر.
تقييد الحركة: هناك حالات طبية للجنين أو الأم التي يتم فيها تقييد للحركة عند الولادة. على سبيل المثال، إذا كانت هناك حاجة لمراقبة متواصلة التي لا تكون ممكنة إلا أثناء الاستلقاء في السرير بسبب الاشتباه في وجود ضائقة جنين أو صعوبة في قراءة جهاز مراقبة الجنين أثناء الحركة. قد يكون هناك حالة خلال مرحلة الدفع حيث تختار القابلة تفكيك الجزء السفلي من السرير (من باب الرغبة في الحفاظ على سلامة الأم والجنين مثل في حال تقييم وزن عالي حيث يكون هناك حاجة إلى حد أقصى من السيطرة على مرحلة خروج الطفل) ولن تتمكني من تنفيذ هذه الوضعيات خلال المرحلة الثانية من الولادة.
خلال فترة الحمل، يوصى بالتدرب على الوضعيات والحركات بحيث، عند الولادة نفسها، يمكنك تجربة الحركات التي "يعرفها" جسمك بالفعل ومعتاد عليها، ويمكنك بسهولة التحقق مما تشعرين بأنه صحيح وجيد بالنسبة لك.
أمثلة على الولادات الطبيعية مع خيارات مرنة:
الحركة
المرأة التي تلد طفلها الأول بولادة التي تمتد أطول من المتوقع وتقرر إجراء حقن أبيدورالي للراحة والاستعداد للمرحلة الثانية من الولادة، غالبًا ما تكون قادرة على التحرك في السرير في وضعيات معينة بمساعدة وتوجيهات القابلة. تستطيع الوالدة الجلوس بانتصاب أو الاستلقاء على جانبها بالتناوب (أحيانًا على الجانب الأيمن وأحيانًا على الجانب الأيسر).
مراقبة لاسلكية
يمكن للوالدة والتي تحتاج إلى مراقبة مستمرة للجنين أن تحصل على جهاز مراقبة لاسلكي في معظم غرف الولادة حيث يمكنها أن تكون متنقلة وحتى أن تدخل الحمام وتكون تحت الماء الجاري، إذا رغبت بذلك الطبع.
تخدير
يمكن للوالدة التي تشعر بألم شديد وترغب في تخفيفه، ولكنها لا ترغب في إجراء تخدير أبيدورالي أن تكون في السرير والاستعانة بغاز الضحك (نيتروز). اقرئي المزيد هنا عن خيارات تخفيف الألم خلال الولادة لكي تصلي مستعدة قدر الإمكان، يجب عليك القراءة وتعميق معرفتك بالموضوع، واستشارة طبيب أو طبيبة النساء الخاصة بك، أو ممرضة متابعة الحمل أو القابلة التي ترافقك.
لتصلي مستعدة قدر الإمكان، يجب عليك قراءة المعلومات حول هذا الموضوع وتعميقها، واستشارة طبيبك أو طبيب أمراض النساء، أو ممرضة مراقبة الحمل أو القابلة التي ترافقك.
الطاقم الطبي خلال الولادة الطبيعية
ستساعدك القابلة في أي طريقة تختارينها للولادة، لتكوني في حالة حركة ووضعية تعزز الولادة ووفقًا لرغبتك. سيساعدك الطاقم الطبي في غرفة الولادة قدر الإمكان حتى تحصلي على تجربة ولادة جيدة. يجب عليك إشراك الطاقم في رغباتك، وإخبارهم بما هو مهم بالنسبة لك، وحتى إذا كانت الولادة الطبيعية غير ممكنة، فسيتمكن الفريق من محاولة تحقيق رغباتك قدر الإمكان خلال الولادة.
على الرغم من التعريف الواضح للولادة الطبيعية، إلا أن الكثير من القابلات يفضلن في كثير من الأحيان رؤية الولادة الطبيعية على أنها تسلسل تتوافر فيه جميع الخيارات، معتقدين أن احتياجات الأم والجنين يمكن أن تتغير خلال الولادة ويمكن القيام ببعض الأشياء حتى عندما يطرأ تغيير.
يمكن القراءة هنا بتوسع عن الفريق الطبي خلال الولادة
في الختام، خلال فترة الحمل من المنطقي بالنسبة لك أن تنسجي الأحلام وتشكلي التوقعات، ولكن عندما تصلين إلى لحظة الولادة التي طال انتظارها عليك أن تتذكري الحفاظ على مرونة فكرية بأن عملية الولادة ديناميكية وقد تطرأ تغييرات غير متوقعة. حتى لو كنت تحلمين بالولادة بطريقة طبيعية قدر الإمكان، من المهم أن تكوني مصغية لاحتياجاتك المتغيرة خلال الولادة، وأن تكوني منفتحة على الخيارات التي ربما لم تأخذيها في الاعتبار عند التخطيط للولادة، وتذكري أن هدفك هو ولادة آمنة تحافظ على صحتك أنت وطفلك.
ملخص توجيهات وزارة الصحة لإدارة ولادة طبيعية
شروط الولادة الطبيعية في المستشفيات:
- حمل في الأسابيع 37-42.
- حمل منخفض الخطورة.
- جنين واحد، بوضعية رأسية.
- المراقبة الطبيعية للجنين عند الدخول إلى غرفة الولادة (طوارئ الولادة).
- دون عوامل خطر على الأم (سكري حمل أو سكري ما قبل الحمل، أم بصحة جيدة).
- دون عملية قيصرية سابقة أو أي جراحة أخرى في الرحم.
- دون عوامل خطر على الجنين بما في ذلك: تأخر النمو داخل الرحم (IUGR)، الاشتباه في العملقة (تقييم وزن مرتفع)، والخداجة تحت 36 أسبوعًا، وحمل متعدد الأجنة.
- حالات طبية خلال الولادة التي تتطلب تغيير ومراقبة متواصلة وربما حتى تدخلات إضافية: نزول الماء العقي، نزيف - الاشتباه في انفصال المشيمة، وزيادة / نقص السائل الأمنيوسي.
- سوف تنتقل الوالدة التي طرأ تغيير في حالة ولادة الجنين أو الوالدة المعنية بتخدير أبيدورالي إلى مسار ولادة عادي.
- خدمة الولادة الطبيعية في أحد المراكز الطبية العامة دون دفع أي مبلغ من قبل من الأم أو من ينوب عنها.
- أرفق إلى التعميم ملحق الذي يشير إلى توصيات المجلس القومي لطب النساء، حديثي الولادة وعلم الوراثة، وتشير التوصيات إلى طريقة المراقبة في كل مرحلة بدءًا من الاستقبال في طوارئ الولادة ولاحقًا حسب مراحل الولادة، تمزق الأغشية الاستباقي أو التلقائي، مع الإشارة إلى إدارة كل مرحلة من مراحل الولادة من خلال نهج الولادة الطبيعية.
- لكل مركز طبي سياسته وإجراءات عمل الخاصة به. يمكنك الاستفسار حول كيفية إدارة الولادة الطبيعية عند حضورك لجولة في غرفة الولادة.