يقولون أنه مع ولادة طفل أو طفلة، يولد أيضًا شعور جديد بالذنب. يمكن أن يرافق الشعور بالذنب الوالدين طوال مسار تربية الأطفال. تظهر أحيانًا بحدة منخفضة، وأحيانًا نشعر بها أكثر من المعتاد، على سبيل المثال عند حدوث تغييرات في الحياة مثل ولادة أخ أو أخت أو العودة إلى العمل بعد إجازة الأمومة، أو عندما تكون هناك صعوبات مالية وعائلية أو عندما نكون متعبون أو عاجزون عن التعامل مع المواقف الصعبة كما نرغب.
ما يساهم في الشعور بالذنب هو التصور بأن الأهل الصالحين هم الأهل المثاليين. بعد كل شيء، من لا يريد أن يكون لديه الوقت للقيام بكل شيء؟ الحفاظ دائمًا على المنزل مرتبًا، التأكد من رعاية الأطفال وبذل المجهود في سبيلهم والصبر الذي لا نهاية له على التواجد مع الأطفال واللعب معهم؟ بسبب الصورة الموجودة في ذهن المرء عن الأب المثالي أو الأم المثالية، في كل مرة يفشل فيها المرء في الارتقاء إلى مستوى هذه الصورة، يتم إطلاق النقد الذاتي مما يخلق التوتر ويضر بسلامة الفرد العقلية وشعوره بالكفاءة الأبوية. مثل هذا النقد يضر بالقدرة على التعلم، وبمتعة الحياة، وفي النهاية - يبعدنا عن الأهداف التي تهمنا كأهل.
تغيير الصورة: والد جيد بما فيه الكفاية
الأهل الجيدون هم ليس الأهل المثاليون. الأهل الجيدون بما فيه الكفاية هم الأهل الذين يتكيفون مع الأطفال من حيث التوفر، الحساسية، التفاعلية، الكفاءة والدفء والمتعة. لن ينجح الأمر دائمًا... يمكن للأهل الصالحين أن يرتكبوا خطأً ويمكنهم أيضًا تصحيحه. إنهم يسمحون لطفلهم او لطفتهم بتجربة الإحباط ويفهمون أنه فقط من خلال التعامل مع الإحباط سوف ينمون ويتطورن. كيف سيتعلم الطفل الزحف إذا تم تقديم كل ما يريده له على الفور؟ كيف ستتعلم الطفلة تحمل الشعور بالإحباط؟ الاهل الذين يخطئون ويصلحون الخطأ، الذين يتعاملون مع الإحباط، البكاء أو المشاعر السلبية، يمنحون طفلهم أو طفلتهم تجربة التعلم والنمو. الأهل الذين يأخذون أنفسهم أيضًا في عين الاعتبار ويدركون أن طفلهم أو طفلتهم يحتاجون إليهم ممتلئين بالبطاريات ويتمتعون بحياة سعيدة يمنحونهم والدًا جيدًا بما فيه الكفاية.
كيفية التعامل مع الشعور بالذنب: إصدار أحكام أقل، المزيد من التعاطف
من المهم أن نلاحظ الشعور بالذنب الذي ينشأ، وما نقوله لأنفسنا في هذه اللحظات. نسأل أنفسنا: هل يعلمنا الشعور بالذنب شيئًا نوده، ومن الممكن أيضًا، أن نفعله بشكل مختلف؟ إذا كان الأمر كذلك، فيمكن التغيير. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فسنحاول أن نتبنى موقفًا أكثر ليونة وأقل حكمًا وأكثر تعاطفًا تجاه أنفسنا.
ماذا نقول لشخص آخر في وضعنا ويلوم نفسه؟ سنحاول أن نقول هذا لأنفسنا أيضًا - "أعلم أنه من المهم بالنسبة لك أن يكون المنزل مرتبًا، ولكن اليوم كان الأمر يفوق طاقتك حقًا"، أو "أعلم أنك تريد أن تكون أبًا مرحًا وصبورًا، ولكن اليوم لم يكن هناك الوقت والظروف لذلك". الأمر ليس سهلاً، ولكن إذا تمكنا من الاستماع إلى مشاعر الذنب بطريقة ودية وغير مصدرة للأحكام، فسوف يساعدنا ذلك على اتخاذ قرارات من شأنها أن تساعد في النهاية على تخفيف المشاعر الصعبة وتساعدنا نحن وأولادنا وبناتنا على أن نكون أكثر سعادة.