الإنتقال الى الصف الأول
تعتبر الانفصالات والانتقالات جزءًا لا يتجزأ من حياتنا جميعًا. يستسهل بعض الأشخاص تغيير الإطار أكثر من غيرهم، بينما يعتبره الآخرين حدثًا مرهقًا وحتى مخيفًا. إذا فكرنا في جميع الانتقالات الشائعة في مرحلة الطفولة، فإن الانتقال الذي من المتبع منحه أكبر وزن هو مرحلة الروضة حتى الصف الأول.
يعزو الكثيرون معنى كبير لهذا الانتقال لدرجة أنه يصعب أحيانًا رؤيته كما هو - انتقال طبيعي في التسلسل التطوري الطبيعي. لا شك في أن هذا انتقال مثير، حيث سيسمح لطفلنا أو طفلتنا برؤية العالم وفهمه بشكل مختلف، ولكن هذا هو الحال أيضًا مع انتقال الطفل أو الطفلة من الزحف إلى المشي وبالتأكيد في المرة الأولى التي يندمجون فيها إلى روضة الأطفال أو الحضانة.
ربما يرجع السبب في ذلك إلى التوقعات والمخاوف التي تنشأ حول التعليم في المدرسة، المتطلبات التعليمية والسلوكية والاجتماعية، وبالطبع الاتصال الأول للأطفال مع المهنيين ذوي السلطة الذين لم يلتقوا بهم بعد.
إذا كان طفلكم أو طفلتكم في مرحلة الانتقال إلى الصف الأول، فلا بد أنكم متحمسون جدًا وخائفون أيضًا، وهذا هو الوقت المناسب بالضبط لتفهموا كيف يمكنكم مساعدتهم خلال هذه الفترة؟ كيف تتعاملون مع انفعالاتكم ولا تتركوها تؤثر على ابنك أو بنتك؟ وكيف يمكن أن يساهم دعمكم العاطفي في تحقيق انتقال أسهل وأكثر سلاسة؟
ستوفر المقالة التالية جميع المعلومات التي تحتاجها قبل الانتقال إلى الصف الأول، وستوفر لك الأدوات والأفكار للمساعدة في هذه العملية، وستتناول مجموعة متنوعة من الجوانب العاطفية والعملية.
دخول جديد مع مشاعر مختلطة
عندما يصل طالب أو طالبة إلى الصف الأول، فإنهم عادةً ما يقابلون مبنى المدرسة لأول مرة ويلتقون بأطفال أكبر سنًا - مما قد يجعلهم من ناحية يشعرون بعدم الأمان وربما يشعرون بـ- "الضياع" قليلًا، ومن ناحية أخرى السرور لأنهم تمكنوا أخيرًا من الدخول مبنى الأطفال "الكبار"، والذي كان ينظرون إليه حتى اليوم من الخارج.
تدرك معظم المدارس اليوم الصعوبات المحتملة التي ينطوي عليها هذا الانتقال، وتحاول جاهدة إنشاء تسلسل لأطفال الصف الأول من حيث مدة ونوع الأنشطة المقدمة في رياض الأطفال. الأطفال، من جانبهم، عادة ما يكونون أقل انشغالا بمسألة الهوية والمعاني المختلفة للانتقال إلى الصف الأول، وأكثر تركيزا على حماس البداية الجديدة، الحقيبة المدرسية، المعدات المدرسية، الزي المدرسي والأطفال في الصف.
إذا واصلنا التركيز على الصعوبات التي يواجهها الأطفال، فعادةً ما يكون همهم وخوفهم الرئيسي مما لا يعرفونه. أي أنه يجب عليهم الاعتياد على التجربة المدرسية في جميع النواحي التالية:
- القواعد والمفاهيم التي لا يعرفونها ولا يفهمونها بعد، مثل "الجرس" و"الحصص" و"الاستراحة".
- الأطفال الأكبر سنًا الذين سيلتقون بهم في أروقة المدرسة.
- مبنى المدرسة، والذي عادة ما يكون أكبر من مبنى الروضة، وفي البداية قد يضيعون فيه قليلًا.
- المتطلبات التعليمية والسلوكية لأعضاء هيئة التدريس.
- الرغبة في العثور على صداقات جديدة.
- النجاح الى جانب الفشل في الدراسة.
- فترات الاستراحة بين الحصص، وقبل كل شيء - كيف لا يبقى وحيدا أثناء فترة الاستراحة.
الخوف مقابل الحماس
هناك العديد من العوامل التي ستحدد ما إذا كان طفلك أو طفلتك سيتلقون تجربة إيجابية أم سلبية. أولها الشخصية والمتانة الداخلية. يعرف الأهل طفلهم أو طفلتهم جيدًا ويمكنهم توقع المستقبل: الأطفال الخجولون الذي يستصعبون التكيف مع الأماكن الجديدة سيواجهون غالبًا صعوبة في الانتقال إلى المدرسة، ومن المهم إعدادهم لذلك. الأطفال الأكثر انفتاحًا قد يتماشون مع التغييرات بشكل أسهل، ومن المتوقع أن يتعرفوا على أصدقاء جدد بسرعة كبيرة ويتأقلمون بسهولة أكبر.
الأمر الثاني هو تعامل الأهل مع الانتقال إلى المدرسة. إذا تمكنتم من تحييد توتركم وخوفكم من هذه الخطوة وتقديم المدرسة للطفل أو الطفلة في ضوء إيجابي، فهناك فرصة جيدة لأن ينظروا أيضًا إلى هذه الخطوة على أنها تجربة جيدة وحتى ممتعة. من ناحية أخرى، إذا كان تعاملكم مع الانتقال إلى الصف الأول مرهق، بعبارات مثل: "لقد انتهى اللعب، في المدرسة عليك أن تدرس"، فهذا بالتأكيد سيصعب البداية ويزيد من الخوف بشأن ما هو قادم.
أفضل طريقة لتسهيل دخول الأطفال والطفلات إلى الصف الأول هي تشجيعهم على تخيل ما سيكون في المكان الجديد والتفكير في المهارات التي اكتسبوها في رياض الأطفال أو في المنزل والتي قد تساعدهم في الصف الأول. ينصح بشرح أن المدرسة هي استمرار لما مروا به في رياض الأطفال، وهي المرحلة التالية المناسبة لأعمارهم والتي ستأتي بعدها مراحل إضافية ومتقدمة. الهدف هو منحهم شعورًا بالأمان والهدوء حتى يتمكنوا من الاندماج في الإطار الجديد وأنهم محل ثقة.
تجارب الماضي تطفو
أحيانًا تؤثر تجاربكم المدرسية الشخصية كوالدين وقدرتكم على التكيف مع الأطر الرسمية على رد فعلكم تجاه صعود الطفل أو الطفلة إلى الصف الأول. على سبيل المثال، في لحظات الصعوبة في الدراسة أو التكيف مع الانتقال إلى الصف الأول، هناك أهل يقومون عن غير قصد بإسقاط تجربة الطفل أو الطفلة على تجربتهم الشخصية من الماضي، ويتفاعلون بالشعور بالفشل وحتى بمحنة شخصية.
بالإضافة إلى ذلك، من المهم أن تعرف أنه من الطبيعي أن تتعاملوا مع الأسئلة والمخاوف التي تنشأ من تجاربكم السابقة في المدرسة، على سبيل المثال: هل ابني أو ابنتي مستعدين للانتقال إلى المدرسة؟ هل سيحبهم الأطفال الآخرون؟ هل سيعرف المعلمون كيفية تقييم مهاراتهم وقدراتهم؟ هل ستتمتع المدرسة بالصبر والتفهم حتى في اللحظات التي يتصرفون فيها بشقاوة؟ والمزيد والمزيد.
وإذا لم تكن كل هذه المخاوف كافية، ففي كثير من الأحيان، عن غير قصد، يعامل الأهل الطفل أو الطفل كشبة "سفير" للأسرة ويهتمون بأن لا يسببوا لهم الإحراج أو يفسدوا سمعتهم الطيبة.
الإعداد الوالدي المناسب
وحتى لا "تقع" في هذه الأماكن وتنجحوا في الفصل بين تجربتكم الشخصية من الماضي مع تجربة ابنكم أو ابنتكم، من المهم أولا أن تكونوا على علم باحتمالية حدوث ذلك وأيضا أن تطبق بعض القواعد والتوصيات:
ما الذي ينصح بفعله؟
ما الذي لا ينبغي فعله؟
الأيام الأولى في المدرسة
تعتبر الأيام الأولى في الصف الأول فترة مهمة لتكيف الأطفال مع النظام الجديد. من المهم إنشاء روتين صباحي ثابت لهم يتضمن وجبة إفطار والاستعداد بهدوء. في نهاية كل يوم، ننصح بتكريس وقت لسماع التجارب والاصغاء لمشاعرهم والتعبير عن فضولهم. طريقة الحصول على معلومات حول أحداث اليوم ليست بواسطة طرح سؤال عام مثل "كيف كان في المدرسة؟"، بل أسئلة أكثر تحديدًا تستهدف تجربة الطفل أو الطفلة، مثل "مع من لعبت أثناء الاستراحة الأولى؟"، "ماذا تعلمت في حصة الرياضيات اليوم؟". هناك طريقة جيدة أخرى وهي مشاركة تجارب يومك مع الطفل أو الطفلة، مما سيشجعهم على المشاركة أيضًا.
من المهم أن نتذكر أن تجارب الأطفال تتكون أحيانًا من رؤى طفولية وروابط لا تكون بالضرورة منطقية بالنسبة لآذان البالغين. من المفضل محاولة عدم الحكم على الأمور، والتعامل بجدية حتى مع الأشياء التي قد تبدو غير ذات أهمية، وبالطبع - محاولة مدح الجهود والتقدم، حتى لو كان بسيطة.
صعوبة، خوف وضيق
يمكن أن يؤدي دخول الصف الأول إلى معاناة لبعض الأطفال من صعوبات عاطفية مختلفة قد تنعكس في نوبات غضب، بكاء وغضب وحتى عدم انضباط في الصف. الطريقة الصحيحة للتعامل مع هذه الصعوبات هي التواجد بجانبهم واظهار فضول بشأن مشاعرهم وسلامتهم. على الرغم من ذلك، هناك أطفال يجدون صعوبة في الحديث والمشاركة، وحينها يواجه الوالدان فقط سلوكيات إشكالية. من المهم تشجيعهم ودعمهم، وإذا لم يتمكنوا من التغلب على المشكلة بمفردهم، يمكن التشاور مع الجهات المناسبة في المدرسة، مثل المربي أو المربية. وفي الوقت نفسه، يمكن أيضًا التوجه إلى جهات علاجية خارج المدرسة، مثل صندوق المرضى الذي يقدم استجابة لحالات الصعوبة العاطفية أو حتى طبيب أو طبيبة الأسرة الذي يعرفون الطفل أو الطفلة ويعرفون التوصية حول ما يمكن مساعدتهم.
من الحالات الأخرى المحتملة خلال فترة الانتقال المهمة إلى المدرسة، العودة إلى التبول ليلًا أو زيادة الشكاوى الجسدية، مثل الصداع، آلام المعدة وغيرها. من المهم أن تعرفوا أن هذه التعبيرات قد تشير إلى محنة كبيرة ويجب التعامل معها على هذا الأساس.
الشيء المهم: الثقة والإيمان
يمكن القول أن أكثر ما يحتاجه الطفل أو الطفلة في الأيام الأولى من الصف الأول هو الشعور بالأمان والإيمان الحقيقي من الوالدين. من المهم أن تمنح ابنك أو ابنتك الثقة ليكونوا على طبيعتهم، وأن يشعروا بالفخر بذلك. إذا كان لديه ميل إلى الفوضى، فلا تتوقع منه ألا يخسر أي شيء من المقلمة في الأيام الأولى، بل قوموا بإعداد احتياطيات مقدمًا وكونوا صبورين. إذا كان الطفل أو الطفلة خجولين، حاولوا ألا تسألوا في اليوم الأول على من تعرفوا، بل ساعدوهم على أن يتحدثوا عن أنفسهم أنهم كما هم، وأن لا بأس أن يستغرق الأمر وقتًا، لكنهم يعرفون أنهم سيتعرفون لاحقًا على أفضل الأصدقاء.