التهاب القصبات الهوائية
التهاب الشعب الهوائية (البرونكويوليتيس) هو مرض فيروسي شائع جدًا في مجاري التنفس، يظهر لدى معظم الرضع والأطفال الصغار حتى جيل السنتين، وخاصة في الأشهر الأولى من الحياة. المرض، الذي يميز فصول الخريف والشتاء، يبدأ المرض في المجاري التنفسية العليا ويمكن أن يمتد إلى المجاري التنفسية السفلى (البرونكويوليتيس ، والمُسماة بالعربية " الشُعب الهوائية الصغيرة")، مما يسبب انسدادًا جزئيًا لها نتيجة كثرة الإفرازات.
يُعتبر هذا المرض معديًا جدًا، ليس فقط بين الرضع والأطفال الصغار، ولكن أيضًا بالنسبة للأطفال الأكبر سنًا والبالغين، ولكن في حالتهم يظهر عادةً بأعراض خفيفة فقط، خاصة في المجاري التنفسية العليا.
الأسباب
يحدث التهاب الشُعب الهوائية الصغيرة بسبب الفيروسات المختلفة في الجهاز التنفسي، وفي معظم الحالات يكون بسبب فيروس RSV، ويعتبر السبب الأكثر شيوعًا لدخول المستشفى بسبب مشاكل تنفسية عند الرضع.
الأعراض
في الأيام الأولى من المرض، يظهر أعراض الزكام، التي تتضمن عادة سيلان الأنف مع حمى غير مرتفعة، ومن ثم تظهر أعراض إضافية.
الأعراض المحتملة هي:
-
رشح
-
سُّعال
-
حُمى(غالبًا فوق 38 درجة بقليل)
-
فقدان الشهية
-
توتر وقلق
-
أزيز وصفير
-
ضيق التنفس
-
صعوبة في التنفس
علامات تتطلب فحص طبي
من المهم الانتباه إلى بعض الأعراض التي قد تظهر لدى الرضع والأطفال الصغار، والتي تتطلب التوجه الفوري للفحص الطبي أو إلى غرفة الطوارئ:
- تنفس سريع: أكثر من 60 نفسًا في الدقيقة لدى الأطفال دون سن السنة.
- ضيق التنفس: يظهر من خلال غمق الجلد والعضلات بين الأضلاع أثناء التنفس وكذلك التنفس باستخدام جانبي الأنف (الجزء المحيط بفَتحتي الأنف).
- علامات الجفاف: مثل الحفاظ الجاف لمدة 12 ساعة أو أكثر وبكاء بدون دموع.
- زرقة حول الفم.
- توتر شديد.
- لامبالاة.
- فقدان شهية شديد أو قيء متكرر.
كيفية العدوى
البرونكويوليتيس هو مرض معدي للغاية، لذلك يمكن أن ينتشر بسرعة إلى وباء - سواء بين جميع أفراد الأسرة أو بين الرضع والأطفال الآخرين الذين يتلامسون مع المريض (في رياض الأطفال).
العدوى تحدث بطريقتين:
- من خلال الاتصال المباشر مع الأنف واللعاب للمريض.
- من خلال التلامس مع يدي المريض أو مع الأشياء التي تحتوي على إفرازات، مثل الألعاب والمناشف.
مجموعات الخطر
الرضع والأطفال حتى سن سنتين هم في خطر مرتفع للإصابة بالبرونكويوليتيس. بالإضافة إلى ذلك، هناك مجموعات أخرى معرضة بشكل كبير لتطوير مرض حاد وفي بعض الأحيان مضاعفات:
- الأطفال الخدج.
- الخدج الذين يعانون من مرض رئوي مزمن للرضع (التشوهات الرئوية القصبيةBPD-).
- الرضع حتى سن 3 أشهر.
- الرضع والأطفال الذين يعانون من مرض قلبي مزمن.
- الرضع والأطفال الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي.
- الرضع والأطفال المعرضين للتدخين السلبي.
مدة المرض
في الأيام الأولى، ستظهر أعراض في الجهاز التنفسي العلوي، مثل سيلان الأنف ووجع الحلق، وبعد ذلك قد تظهر أيضًا أعراض في الجهاز التنفسي السفلي، مثل السعال، الأزيز وضيق التنفس. ذروة المرض تحدث بعد 4-3 أيام، وعندها يبدأ التحسن. مدة المرض بشكل عام تستمر حوالي أسبوعين، لكن السعال قد يستمر أكثر من شهر.
التشخيص
في معظم الحالات، يستطيع طبيب الأطفال تشخيص المرض فقط بناءً على وصف الأعراض. في الحالات الأكثر تعقيدًا، مثل الحاجة إلى دخول المستشفى، قد يكون من الضروري أخذ مسحة من الأنف لتحديد نوع الفيروس.
إذا لم يحدث تحسن في الأعراض بعد 4 أيام أو إذا حدثت تفاقمات، قد يكون من الضروري إجراء فحوصات دم لقياس مستويات الالتهاب وأخذ صورة أشعة للصدر للتحقق من وجود عدوى بكتيرية ثانوية.
العلاج الموصى به
نظرًا لأن البرونكويوليتيس هو مرض فيروسي، فإن العلاج يقتصر على الدعم فقط ويتماشى مع الأعراض:
- علاج الاحتقان في الأنف باستخدام محلول ملحي. بالنسبة للرضع، يمكن استخدام جهاز شفط الأنف.
- الوقاية من الجفاف عن طريق الرضاعة المتكررة أو إطعام الرضيع من الزجاجة بكميات صغيرة وبشكل متكرر.
- تجنب التدخين في محيط المريض.
في حالة المرض الشديد، قد يتطلب الأمر دخول المستشفى لمراقبة التنفس، واستخدام الأوكسجين إذا لزم الأمر، ومتابعة السوائل والتغذية المناسبة.
الوقاية
لا توجد طريقة للوقاية تمامًا من البرونكويوليتيس، ولكن يمكن اتخاذ بعض الإجراءات للحد من العدوى، خاصة بالنسبة للأطفال الخدج والرضع في الأشهر الأولى من حياتهم:
- غسل اليدين: احرصوا على النظافة الشخصية وغسل اليدين بالماء والصابون، خاصة بالقرب من الرضع وأثناء التلامس معهم. هذه الإرشادات تنطبق ليس فقط على أفراد الأسرة، ولكن أيضًا على طاقم رياض الأطفال والطاقم الطبي الذين يتلامسون مباشرة مع الأطفال.
- الابتعاد عن المرضى: حافظوا على الأطفال الرضع والصغار بعيدًا عن ملامسة المرضى الآخرين والأشياء التي تم استخدامها من قبلهم مثل المناشف، المفارش، والألعاب.
- تجنب التدخين: الأطفال الذين يتعرضون للتدخين السلبي هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض ومضاعفاته، لأن التدخين يؤثر على الآلية الطبيعية للجسم التي تساعد في التخلص من البلغم.
- الرضاعة الطبيعية: الرضاعة الطبيعية تقلل بشكل كبير من فرصة الإصابة بالأمراض المختلفة بما في ذلك RSV.
- التطعيم ضد فيروس RSV : وفقًا لتوصية الطبيب او الطبيبة.
- البقاء في المنزل: بعد الإصابة بمرض فيروسي مثل البرونكويوليتيس، من الموصى به إعطاء الأطفال وقتًا للتعافي والراحة قبل العودة إلى الروتين اليومي والروضة. عندما يتم إرجاع الأطفال بسرعة كبيرة إلى الإطار قبل أن تقوى منظومتهم المناعية، غالبًا ما يحدث إصابة مرة أخرى.