الدليل للإستشفاء في قسم الخُدّج
يصاحب دخول الأطفال الخدّج إلى المستشفى تخوّفات ومخاوف وأحيانًا عدم يقين. مع ذلك، يجد العديد من الأهل أنفسهم يزورون أطفالهم الخدّج كل يوم، لذا فإن أفضل طريقة لفهم ما تتعاملون معه هو طرح أسئلة حول الحالة الفريدة لطفلكم او لطفلتكم، طرح اسئلة عن سياسات المستشفى الذي تتواجدون فيه والحفاظ على خطوط تواصل مفتوحة مع أفراد الطاقم الذين يعتنون بالطفل، وتذكروا أنكم لستم وحدكم.
سنحاول في هذا المقال مراجعة ما تحتاجون لمعرفته حول الإقامة المحتملة في قسم الخدج، وسنحاول الإجابة على الأسئلة والمخاوف التي قد تكون لديكم.
طاقم العاملين في قسم الخُدّج
في قسم الخدّج هناك العديد من المهنيين الطبيين، فهم الأدوار المختلفة لطاقم العاملين الذين يعتنون بالطفل يمكن أن يساعدوكم على معرفة ممن يجب الحصول على الإجابات والتوجيه.
-
الطاقم الطبي
أطباء الأطفال حديثي الولادة (أطباء أطفال مدربون خصيصًا لعلاج الأطفال الخدج وحديثي الولادة)، أخصائيي طب الأطفال، ممرضات متخصصات في الأطفال الخدج وحديثي الولادة (NNP - هؤلاء ممرضات معتمدات يتمتعن بمستويات أعلى من التعليم والتدريب في رعاية الأطفال حديثي الولادة)، ممرضات معتمدات (بعضهن أيضا استشاريات رضاعة) وعاملي المساعدة.
-
الطاقم الطبي المساعد
لدى معظم الأطفال الخُدّج يوجد أيضًا طاقم طبي مساعد يشمل: المعالجين الفيزيائيين، المعالجين الوظيفيين وأخصائيي النطق الذين يساعدون في ضمان النمو الجسدي والفموي للأطفال.
-
الصيدلانيات والصيادلة
الذين يساعدون في ضمان حصول الأطفال على أفضل دواء يلبي احتياجاتهم، يتحققون من مستويات الجرعات ويبلغون بقية أفراد الطاقم الطبي بالآثار الجانبية المحتملة.
-
العاملات والعاملين الاجتماعيين
يقضون الكثير من الوقت في التحدث مع أولياء أمور الأطفال الخُدّج للمساعدة في فهم تحدياتهم واهتماماتهم، إدارة جميع الضغوط المصاحبة في المنزل والمساعدة في ممارسة الحقوق وتلقي المعلومات.
الأجهزة والمعدات الطبية
هناك الكثير من الأجهزة والأصوات في قسم الخدج التي لم يشاهدها أو يسمعها معظم الناس من قبل. من الصعب رؤية الأطفال متصلين بالعديد من الأجهزة، ولكن فهم ما تفعلها يمكن أن يساعد ويقلل من القلق، خاصة عندما تكون هناك تنبيهات وامضة ورنين مختلفة على كل جهاز.
لنتعرف على الأجهزة
- المونيتور: لمراقبة المؤشرات الحيوية للمولود الجديد، هناك حاجة إلى المونيتور - شاشة تعرض أرقام، عادةً بألوان مختلفة تشير إلى: معدل ضربات القلب، التنفس، Saturation ( تشبع الاوكسجين في الدم)، ضغط الدم وغيرها من البيانات.
- أجهزة التنفس: لمساعدة الطفل او الطفلة على التنفس، قد يرى الأهل عدة أجهزة تشمل: جهاز التنفس المتصل بالأنبوب (أنبوب يصل إلى القصبة الهوائية لدى الأطفال) أو متصل عبر نظارات أو قناع بأنفهم. تعطي الآلة عددًا من الأنفاس في الدقيقة مع ضغط مُقاس ومُحكم للرئتين وبالتزامن مع التنفس التلقائي. إذا لزم الأمر، سيكون من الممكن إثراء الأكسجين فقط من خلال "النظارات" للأنف.
- الحاضنة: للحفاظ على درجة حرارة الأطفال وتنظيم درجة حرارة اجسامهم، سوف يستلقون في حاضنة مع رطوبة أو في مهد تدفئة مفتوح، اعتمادًا على أسبوع الولادة ووزنهم.
- المسبار: الأطفال الذين لا يستطيعون بعد تناول الطعام عن طريق الفم لديهم مسبار - وهو أنبوب رفيع يتم إدخاله عبر الأنف أو الفم مباشرة إلى المعدة ويتم توصيل مضخات الحقنة التي يتم من خلالها تغذية الأطفال. في بعض الأحيان يكون إدخال الأنبوب بغرض تصريف الإفرازات من الجهاز الهضمي.
- مضخات التسريب: من أجل توفير السوائل والأدوية عن طريق الحقن الوريدي، توجد مضخات التسريب. بالنسبة لبعض الأطفال، سيتم إعطاء الحقن من خلال الوريد المباشر في السرة، لأنه وريد كبير يمكن استخدامه للعلاج لفترة أطول من الحقن في الوريد في أطراف الطفل او الطفلة.
نصائح للتنقل في قسم الخُدّج
إذا كان طفلكم او طفلتكم يتعالجون في قسم الخُدّج في المستشفى، فمن الجدير أن يزودك القسم بإستمارات المعلومات الأساسية في وقت الاستقبال للقسم، والتي تتضمن معلومات حول السياسات والإجراءات، التي ستجد فيها، من بين أمور أخرى، قواعد قسم الخُدّج المتعلقة بالزيارات ومن سيعتني بطفلكم، والمصطلحات الطبية الرئيسية التي من المحتمل أن تسمعوها.
انتبهوا
انتبهوا
إذا كنتم تعلمون قبل الولادة أن طفلكم او طفلتكم سيحتاجون إلى تلقي العلاج في قسم الخدّج في المستشفى، فمن المستحسن أن تفكروا في ترتيب جولة في القسم مسبقًا، يمكنكم خلالها رؤية المكان، مقابلة طاقم العاملين والتعرف على عمل قسم الخُدّج ومن سيعتني بطفلكم.
سياسة الزيارات
اليوم، في معظم اقسام الخُدّج يتم تشجيع الوالدين على المشاركة في رعاية الأطفال، في جميع ساعات اليوم، لذلك من الممكن عادة زيارتهم على مدار 24 ساعة في اليوم. ومع ذلك، هناك خطوط إرشادية يجب وضعها في الاعتبار: تسمح بعض الاقسام لشخصين فقط بالتواجد بجانب سرير الطفل في نفس الوقت، ويجب أن يكون أحدهما أحد الوالدين. قد تكون هناك قيود على زيارات الأشقاء (حسب معايير العمر، التطعيمات والموسم خوفًا من انتشار العدوى) وفقًا للسياسة المتبعة في كل قسم للخدّج.
من المهم أن نتذكر أنه حتى لو تمت دعوة الوالدين للحضور إلى قسم الخُدّج على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع، فإن حالة الوالدين في بعض الأحيان لا تسمح بالزيارات المتكررة، سواء كان ذلك بسبب جداول العمل أو مسافة السفر الطويلة. من المستحسن أن تسألوا في قسم الخُدّج حول إمكانيات الزيارة عبر الكاميرا أو الدردشة.
قواعد التصرّف في قسم الخُدّج
كل قسم لديه سياسة مختلفة، ولكن هناك بعض القواعد العامة التي يجب أن تعرفها بكل ما يتعلق بقواعد التصرف في قسم الخُدّج.
-
1غسل اليدين
أهم شيء عند الدخول الى قسم الخدّج هو غسل اليدين وتعقيمهما. هذه مسؤولية الجميع. استوضح عن أماكن الأحواض التي يمكن للوالدين أن يغسلوا أيديهم فيها. في كل مرة يدخل فيها الوالدان إلى قسم الخُدّج، يجب عليهما غسل أيديهما بالصابون لمدة 20 ثانية على الأقل، وبعد إرجاع الطفل يجب عليهما غسل أيديهما مرة أخرى.
-
2الحفاظ على الخصوصية
من الشائع في قسم الخدّج تجنب النظر إلى (أو تصوير) أطفال الآخرين، وإبقاء أسئلتكم مركزة على طفلكم. يتم بناء أقسام الخُدّج من مساحات مفتوحة ويوجد العديد من الحاضنات مجمعة معًا في مساحة واحدة مفتوحة. قد يكون من الصعب السيطرة على العينين، ولكن في حين أن التفاعل مع الأهل الآخرين مسموح به ويتم تشجيعه، تسعى المستشفيات جاهدة لحماية خصوصية المرضى.
-
3الأطعمة والمشروبات
بشكل عام، يُحظر إحضار الأطعمة والمشروبات إلى قسم الخدّج. من الممكن الذهاب لاستراحات الطعام أو الخارج والعودة إلى قسم الخدّج مع طاقات متجددة.
-
4الأجهزة الخلوية
يمنع إدخال الأجهزة الخلوية كالهواتف المحمولة، خشية أن تؤدي إلى تعطيل شاشات العرض في قسم الخدّج.
-
5الوقاية من العدوى
إذا لم تشعروا أنتم أو ضيوفكم بصحة جيدة، فمن الأفضل الابتعاد أو إبلاغ افراد الطاقم الطبي. لأن حماية الأطفال الخُدّج من العدوى هو مصدر الاهتمام الأكبر.
زيارة الأطباء اليوميّة
في كل يوم، سيقوم فريق من الأطباء بجولات على المرضى لمناقشة حالة الأطفال. الوالدين مدعوين للمشاركة وطرح الأسئلة والشعور بأنهم جزء من العلاج. ان ذلك يساعد الوالدين كثيرًا على المستوى العاطفي ويقلل لديهم من الشعور بالعجز. يمكنكم أن تسألوا عن الوقت الذي ستتم فيه زيارات الأطباء والاستعداد للتواجد هناك
خبرة عملية في رعاية الطفل
سيعتني الطاقم الطبي بطفلكم او بطفلتكم على مدار الساعة، لكن هذا لا يعني أنه لا يمكنكم القيام ببعض المهام بنفسكم والمشاركة في الرعاية. بالطبع، اعتمادًا على حالة الطفل، يجب ترك بعض الأمور للمتخصصين، ولكن إذا كان الطفل مستقرًا بدرجة كافية، فقد تتمكن من القيام بإجراءات مثل تغيير الحفاضات، التغذية، الاستحمام والمزيد.
المعدات الشخصية في زاوية الطفل
من المهم التأكد من كتابة اسم على أغراضكم (الملابس والمنسوجات) حتى لا يتم القاؤها مع الغسيل في نهاية اليوم. قد يُسمح أيضًا بعناصر مثل الكتب والصور ولكن يجب تأكيد ذلك مع طاقم قسم الخُدّج.
أماكن النوم
من أصعب الأمور عندما يكون الطفل في قسم الخدج هي المسافة. خاصة بالنسبة لأولئك الذين لا يعيشون بالقرب من المستشفى، يمكن أن يشكل ذلك تحديًا عاطفيًا ولوجستيًا كبيرًا. هذه هي الخيارات التي تقدمها المستشفى - لدى بعض اقسام الخُدّج عدة غرف خاصة، حيث يمكن لأحد الوالدين قضاء الليلة بجانب الطفل او الطفلة، وبعض المستشفيات لديها شقق من طرف الجمعيات لعائلات المرضى. يمكن للعاملات والعاملين الاجتماعيين مساعدة العائلات في ترتيب الإقامة.
دعم استشاريات الرضاعة
تساهم الرضاعة الطبيعية كثيرًا في صحة الأطفال (والأمهات) وهي أكثر أهمية بين الأطفال الخُدّج. يقلل حليب الثدي من خطر حدوث مضاعفات مبكرة مثل نخر الأمعاء. ومع ذلك، فإن الرضاعة الطبيعية أو شفط الحليب هي عمليات يجب تعلمها ويمكن أن تكون صعبة بشكل خاص عندما يكون الطفل في الحاضنة أو متصلاً بمعدات موجودة في قسم الخُدّج. اطلبي التحدث إلى استشاريات الرضاعة في المستشفى على الفور. سوف يرشدنك خلال عملية شفط الحليب حتى يتمكن الجسم من إنتاج الحليب حتى قبل أن يصبح الطفل جاهزًا لتناول الطعام، وسيساعدنك على تعلم الرضاعة الطبيعية وفقًا لوتيرة تقدم الطفل.
يمكن أن يزودك قسم الخُدّج بمضخة كهربائية، مكان لشفط الحليب ومعدات مثل المحاقن أو الأكياس لتخزين الحليب المستخرج في الثلاجة. يمكن للممرضات إعادة تسخين الحليب عندما يحين وقت تناول الطعام للطفل. إذا كانت كمية الحليب لا تزال غير كافية، فمن الممكن، بموافقة الوالدين، استكمال الكمية اللازمة من التبرع بحليب الثدي، من بنك حليب الثدي. يجب أن يوفر قسم الخُدّج الحليب من بنك حليب الثدي لكل طفل يولد قبل الأسبوع 32 أو أقل من 1500 جرام، لمدة 6 أسابيع على الأقل بعد الولادة. يمكن لمدير او مديرة القسم الموافقة على استخدام هذا الحليب في حالات طبية إضافية.
لمزيد من المعلومات حول الاستشارة والمساعدة في الرضاعة
التعامل مع الضغوطات في قسم الخُدّج
يمكن أن يكون علاج طفل خديج في المستشفى تجربة مرهقة للغاية، بغض النظر عن حالة طفلكم. هناك عدة مصادر لدعم آباء الأطفال الخُدّج: داخل المستشفى يمكن الحصول على المساعدة، على سبيل المثال، من العاملات والعاملين الاجتماعيين، وفي خارج المستشفى يمكن الحصول على المساعدة، من بين المؤسسات الأخرى، من جمعية لاهاف.
ملامسة الجلد للجلد ("الكنغر")
هناك العديد من الفوائد لحمل الطفل مباشرة على الصدر، وعليه فهذا هو جزء مهم من العلاج (يوصى بالقيام بذلك لمدة ساعة على الأقل كل يوم). يمكن أن يساعد في تنظيم درجة حرارة جسم الطفل، تحسين المؤشرات الحيوية مثل معدل ضربات القلب والتنفس، تهدئة البكاء، تشجيع أنماط النوم الجيدة، تعزيز الترابط بين الوالدين والطفل وجعل الرضاعة الطبيعية أسهل وحتى زيادة إنتاج حليب الثدي. استوضحوا متى يكون الطفل مستقرًا بما يكفي ليلامس جلده.
الإحتفال بالانتصارات الصغيرة
من المفضل "الاحتفال" باللحظات الجيدة، مثل الوصول إلى الوزن المستهدف أو التوقف عن دعم الأجهزة التي لم تعد هناك حاجة إليها. التقطوا صورًا ومقاطع فيديو من تلك الفترة، قد تعتقدون أنكم لا تريدين تذكر تلك الأيام، الأسابيع أو الأشهر الصعبة، ولكن القدرة على النظر إلى الوراء ومعرفة مدى تقدم الطفل هو أمر مذهل.
اعتنوا بأنفسكم
على الرغم من التوتر المحتمل، يجب عليكم النوم جيدًا والاهتمام بنظامكم الغذائي الصحي. سيساعدكم هذا على الحفاظ على قوتكم، حتى تتمكنوا من المساعدة في رعاية طفلكم. يمكن للأطفال أن يشعروا بقلق الوالدين، وبالتالي فإن الحفاظ على صحتكم الجسدية والعقلية مهم أيضًا لصحة الطفل. لا تشعروا بالذنب إذا لم تقضوا كل دقيقة من يقظتكم في قسم الخُدّج. خذوا وقتًا للتعافي. شاركوا مشاعركم مع الشريكك او الشريكة، العائلة، الأصدقاء، أهل الخدج الآخرين أو المتخصصين.
إجراءات التسريح من المستشفى
تختلف معايير التسريح من قسم الخُدّج قليلا بين الخدج، لكن هناك علامات تبشر باقتراب التسريح وهي عادة وصول الطفل إلى وزن قريب من 2 كيلو، تغذية منتظمة وجيدة عن طريق الفم، أسبوع مٌصحح فوق 35، يومين كاملين على الأقل دون حدوث توقف في التنفس أو انخفاض في معدل ضربات القلب وغيرها من العلامات الأخرى حسب حالتهم.
في معظم أقسام الخدج، عندما يقترب الطفل من التسريح، سيكون هناك اجتماع ما قبل التسريح وفقًا لسياسة قسم الخدج. ستتلقون في هذا الاجتماع شرحًا عن الرعاية الخاصة بالطفل او الطفلة بعد التسريح من المستشفى. في بعض الحالات، قبل التسريح من المستشفى، سيتم أيضًا تدريب الوالدين على إنعاش الاطفال الرضع.
قبل التسريح من المستشفى، تأكدوا من أنكم تشعرون بالراحة تجاه رعاية طفلكم او طفلتكم، وأنه لديكم جميع المعلومات اللازمة للحياة الجديدة في المنزل. تأكدوا من أنكم قد قمتم بشراء منتجات الأطفال اللازمة لرعايته.
في يوم التسريح، يجب الحضور إلى المستشفى بملابس وكرسي أمان ملائمين للطفل، بطانية وقبعة. سوف تتلقون رسالة التسريح من الطبيب وشرحًا موجزًا من الممرضة. لا تنسوا أن تأخذ كرت التطعيمات والحليب من الثلاجة والفريزر.