إعادة تأهيل السمع
جميع حواسنا مهمة، لكن القدرة على السمع لها أهمية وتأثير كبير على العديد من مجالات الحياة. تعد القدرة على السمع، خاصة بالنسبة للرضع والأطفال، إن القدرة على السمع هي مفتاح التطور السليم لمجموعة متنوعة من المهارات: اللغة والكلام بالطبع، إلى جانب المهارات العاطفية، الاجتماعية والفكرية. إن الإعاقة السمعية التي يتم تشخيصها وعلاجها في سن مبكرة سيكون لها تأثير ضئيل على تنمية المهارات والقدرات لدى الأطفال. من المهم المعرفة بالإمكان والمستحسن البدء في إعادة تأهيل السمع للأطفال بمجرد انتهاء عملية تشخيص السمع - ليست هناك حاجة للانتظار.
هل تم تشخيص إصابة الولد أو الفتاة بضعف السمع؟ سيتم تصميم إعادة تأهيل السمع بما يتناسب مع كل حالة على حدة، ويمكن أن يشمل ما يلي:
أجهزة السمع
أجهزة السمع هي الوسيلة الأكثر شيوعًا لإعادة تأهيل السمع في أي عمر. وهي عبارة عن أجهزة إلكترونية صغيرة يتم تركيبها على الأذن أو داخلها، وتعمل على زيادة شدة الأصوات المسموعة حولها.
هكذا تعمل أجهزة السمع
تلتقط الأجهزة الموجات الصوتية (الأصوات) التي يتم سماعها في البيئة، باستخدام ميكروفون مدمج بها، وتنقلها عبر مضخم صوت صغير. تعود الأصوات المضخمة إلى الأذن الخارجية ومن هناك تتم عملية السمع الطبيعية.
ملائمة الجهاز
بعد أن يتم تشخيص الطفل أو الطفلة وتحديد مستوى ضعف السمع، يجب التوجه الى طبيب أو طبيبة الأذن، الأنف والحنجرة لفحص ما إذا كان ضعف السمع يتطلب تدخلًا طبيًا أو ما إذا كان التدخل التأهيلي ضروري وسيتم إحالتكم لإستكمال العلاج من قبل أخصائي أو أخصائية النطق واللغة، بغرض استشارة وملائمة جهاز سمع خاص.
سيتم إجراء تركيب أجهزة السمع إما في أحد مراكز إعادة تأهيل السمع للأطفال المعترف بها من قبل وزارة الصحة (وفقًا للتعميم رقم 05/2016) لتركيب المعينات السمعية والتوصية بها، أو لمن هم فوق جيل 6 سنوات في أحد معاهد السمع التابعة لمقدمي الخدمات المعتمدين من وزارة الصحة.
ملائمة الأجهزة يشمل تركيب الأجهزة على الأذنين، تعيير الأجهزة لكل أذن على حدة، تجربة وشرح التشغيل اليومي، وأيضاً فترة تجربة وتكيف لا تقل عن 4 أسابيع، مقابل وديعة مالية.
بعد ملائمة الأجهزة، يجب تقديم طلب على موقع وزارة الصحة لتأكيد استحقاق المساعدة في تمويل جهاز السمع للأطفال حتى جيل 18 وزارة الصحة تساهم في دفع ثمن أجهزة السمع (سقف الدفع 6,000) شيكل.
المستندات المطلوبة لطلب المساهمة في أجهزة السمع:
- تأكيد من طبيب أو طبيبة الأنف، الأذن والحنجرة بعدم وجود موانع لاستخدام أجهزة السمع.
- نتائج اختبار السمع بدون أجهزة السمع.
- نتائج اختبار السمع باستخدام أجهزة السمع الموصى بها.
- الملحق ج': نموذج توصية أخصائي أو أخصائية النطق واللغة بشأن أجهزة السمع.
- نموذج عرض مرفق من مورد أجهزة السمع الذي ستتم معه عملية التزويد وإتمام الشراء.
- صورة من بطاقة هوية ولي الأمر متضمنة الملحق الذي يحتوي على بيانات الطفل المقدم له الطلب.
من الممكن ومن المستحسن الاستعانة بالمهنيين والمهنيّات في معهد السمع الذي أجريتم فيه عملية الملائمة (التركيب)، وكذلك الاستعانة بالجمعيات والمنظمات التي تساعد أهالي الأطفال والرضع الذين يعانون من ضعف السمع، في الحصول على المعلومات، الدعم والتوجيه المهني: ميخا، شميعاه، شماع كولينو، AV إسرائيل وغيرها.
إمكانيات تمويل أجهزة السمع
- تمويل وزارة الصحة: تشارك وزارة الصحة في تمويل أجهزة السمع للرضع والأطفال حتى عمر 18 سنة، حتى سقف دفع قدره 6,000 شيكل. إذا تم تزويد الطفل أو الطفلة بجهاز سمعي تكلف أكثر من هذا المبلغ، فستساهم الأسرة بدفع مبلغ الفرق. لمزيد من المعلومات حول الامكانيات وحجم التمويل، قم بزيارة موقع وزارة الصحة.
- تمويل وزارة الرفاة والضمان الإجتماعي: هناك إمكانية المساعدة في تمويل أجهزة السمع من خلال التواصل مع لجنة مساعدة الأفراد في وزارة الرفاه، للحصول على منحة للمحتاجين للاحتياجات الأساسية.
الغرسات
إن الغرسات هي أدوات مساعدة للسمع مخصصة لحالات ضعف السمع الشديد، حيث تكون أدوات السمع غير قادرة على توفير إمكانية وصول سمعية كافية. تحل الغرسات محل عمل الأذن الداخلية وتنقل التحفيز مباشرة إلى الأطراف العصبية. عادة، تتكون الغرسات من جزأين - داخلي وخارجي. يتم زراعة الجزء الداخلي في الأذن الداخلية بإجراء جراحي (عملية جراحية)، أما الجزء الخارجي فيكون عادة خلف الأذن.
كيف يعمل ذلك؟ يلتقط الميكروفون الموجود في الجزء الخارجي (المعالج) الأصوات الموجودة في البيئة ويحولها إلى إشارات كهربائية وينقلها إلى الجزء الداخلي المزروع في الأذن وإلى الأقطاب الكهربائية ومنها إلى ألياف العصب السمعي.
توجد اليوم غرسات يمكنها تلبية مجموعة متنوعة من الاحتياجات السمعية ومجموعة متنوعة من الإعاقات السمعية.
أنواع الغرسات
-
غرسات الأذن الداخلية تحوي عدة أنواع:
- غرسة القوقعة: تتكون غرسة القوقعة من مكونات داخلية وخارجية. الجزء الخارجي يشتمل على: معالج الكلام، وظيفته تحويل الأصوات المستقبلة إلى إشارات كهربائية، جهاز إرسال وظيفته نقل الإشارات الكهربائية إلى جهاز الاستقبال الداخلي، ومغناطيس وظيفته ربط جهاز الإرسال الخارجي بالمغناطيس الداخلي الموجود تحت الجلد . يوجد في الجزء الداخلي: مغناطيس وجهاز استقبال وقوس من الأقطاب الكهربائية التي يتم زرعها في قوقعة الأذن الداخلية التي لا تعمل، وفي الواقع تتجاوزها وتنقل الإشارات مباشرة إلى المنطقة في الدماغ المسؤولة عن السمع.
- الغرسة المدموجة (EAS): الغرسة مخصصة لحالات تلف العصب السمعي، والتي تتميز بفقدان السمع الحاد عند الترددات العالية وفقدان السمع الأخف عند الترددات المنخفضة. وهي مناسبة للحالات التي لا يتوقع فيها حدوث المزيد من التدهور في السمع.
-
غرسات الأذن الوسطى تشمل عدة أنواع:
- غرسات VSB: الغرسة مخصصة لحالات فقدان السمع التوصيلي، المتوسطة إلى الشديدة. أي في الحالات التي يكون فيها مشكلة ميكانيكية في نقل الأصوات. يتم تنشيط الغرسة بواسطة الطاقة الميكانيكية، والتي من خلالها يتم تحفيز أعضاء الأذن الوسطى بشكل مباشر.
- الغرسة الاهتزازية من نوع - Bone anchored hearing implants BAHI - يتم زرع الغرسة الاهتزازية في عظم الجمجمة وهي مخصصة لحالات فقدان السمع التوصيلي، مما يضعف القدرة على استخدام المعينات السمعية القياسية. كما أنها مناسبة لحالات التلف العميق في إحدى الأذنين، كوسيلة لنقل الصوت إلى الطرف المستمع.
- غرسة جذع الدماغ (ABI): الغرسة مخصصة للحالات التي لا يوجد فيها دليل على وجود عصب سمعي أو للحالات التي لم تتطور فيها قوقعة الأذن. تقوم الغرسة بتحفيز ألياف العصب السمعي الموجودة في جذع الدماغ بشكل مباشر.
التعلم السمعي
يعد تركيب أجهزة السمع أو زرعها لطفل أو طفلة، مجرد بداية لعملية تأهيل السمع. وفي الواقع، إن كمية المعلومات السمعية التي تصل إلى الجهاز السمعي منذ هذه اللحظة هائلة، لذلك لا بد من التكيف مع كل من المعينات السمعية وطريقة فك تشفير المعلومات. من أجل إستنفاذ أقصى لإستخدام للمعينات السمعية، من المهم إجراء التعلم السمعي أو التدريب على السمع. تشارك صناديق المرضى في التدريب السمعي للأطفال الذين لديهم غرسة قوقعة، وفقاً لشروط كل صندوق مرضى.
تتضمن عملية إعادة تأهيل السمع تدريب الدماغ. في الواقع، من خلال التعرض التدريجي، يتم تعليم الدماغ التمييز بين الترددات المختلفة، بين الشدة المختلفة وبين الأصوات ذات الفترات الزمنية المختلفة، وبالتالي الاستجابة وفك رموز الأصوات مثل الكلام، وفهم الرسائل. يتم تنفيذ العملية بمساعدة أخصائي أو أخصائية النطق واللغة ، في ظروف هادئة ومريحة وكذلك في ظروف أكثر صعوبة وضجيجًا (مثل محادثة متعددة المشاركين)، من أجل تجربة وتحسين فهم الكلام في أي ظروف بيئية.
علاجات اللغة والنطق
بعد تركيب الأجهزة أو الغرسة، من المهم بشكل خاص تعليم مهارات اللغة والكلام، خاصة عند التعامل مع الرضع والأطفال الصغار الذين لم يكتسبوا هذه المهارات بعد. إن اكتساب مهارات اللغة والكلام هي عملية تستغرق وقتًا حتى بالنسبة للأطفال الذين يسمعون. في السنة الأولى من حياتهم، يتعرض الأطفال للأصوات وأصوات الكلام في بيئتهم ويبدأون ببطء في تطوير اللغة. قد يكون فقدان السمع عائقًا أمام نمو الأطفال في مجالات أخرى أيضًا.
في الفترة الأولى بعد تركيب المعينة السمعية، ستبدأ فترة التكيف. حتى بداية استخدام الوسائل المساعدة، ربما يكون الصبي أو الفتاة قد سمع مكونات معينة من اللغة بشكل مختلف، مما قد يؤدي إلى عدم اكتساب بعض نقاط التوقف اللغوي بعد ("الحروف الساكنة" هي الأصوات التي تم نطقها أثناء إنتاجها يوجد توقف كلي أو جزئي للهواء في تجويف الفم، مثل: "فا"، "ما"، "جا") وتنغيم الكلام.