مراحل النمو: من الولادة إلى عمر 6 أسابيع
لقد حانت اللحظة المثيرة، وقد ولد طفلك أو طفلتك الصغيرة إلى العالم! تتوسع الأسرة والحياة على وشك التغيير بعدة طرق. هذه مجرد بداية رحلة مشتركة حيث يتعين عليك التعود على الوضع الجديد والتعرف على بعضكما البعض والتعرف على العالم خطوة بخطوة.
من المفرح أن نعرف أن الأولاد والبنات يولدون بمهارات طبيعية، فريدة وديناميكية للتعلم والتطور. إنهم بحاجة إلى بيئة نمو وأسرة داعمة، تمكينيّة ومعززة تتوافق مع احتياجاتهم وصفاتهم الفطرية من أجل النمو والتطور بأفضل طريقة ممكنة. تؤثر العلاقة مع الوالدين والبيئة بشكل كبير على الطريقة التي سيدركون بها القدرات التنموية التي ولدوا معها.
من المهم أن نتذكر أن الأطفال يختلفون عن بعضهم البعض ويتطورون في الوقت المناسب لهم. ومع ذلك، هناك معالم متوقعة في تطورهم، ويمكن متابعتها ومعرفة مدى تقدم ابنك أو بنتك وفقًا لها. عندما تعرف هذه المعالم، يمكنك أن تقدم لهم الأنشطة، الألعاب والتجارب المناسبة لعمرهم والتي من شأنها تطويرهم والمساعدة في تقدمهم.
الطرق التي يمكن أن تعزز النموّ
يمكن من الآن أن تدمج في الروتين اليومي أنشطة التي من شأنها أن تعزّز نمو طفلك أو طفلتك نحو المرحلة التالية:
-
1الابتسامات، الألعاب والتواصل البصري
الأطفال يفضلون الوجوه البشرية. لذا، بينما يكون طفلك أو طفلتك في حالة تأهب واسترخاء، يمكنك تقريب وجهه من وجهك، التواصل البصري والابتسامة. يمكنك لاحقًا التحرك ببطء إلى اليسار واليمين ومساعدتهم على متابعة وجهك بنظراتهم. تدريجيًا، يمكنك تشجيع دوران أوسع للرأس إلى اليمين أو اليسار ثم لاحقًا أيضًا إلى الأعلى والأسفل. يمكنك أيضًا التدرب على التتبع باستخدام الاشياء الملونة، مثل كتاب الصور. يجب عليك القيام بذلك أثناء اللعب وتشجيع الانتباه. بما أن الرؤية في هذا العمر تقتصر على مسافة قصيرة، فمن المهم أن تظلي قريبة من وجه الطفل، مسافة حوالي 30 سم، للسماح له بالتعرف عليك.
-
2تعتبر الأنشطة اليومية وقتًا ممتازًا لتشجيع التطوير والتواصل
تناول الطعام، تغيير الحفاض، ارتداء الملابس والاستحمام - كلها فرص جيدة للتحدث مع طفلك او طفلتك وإظهار الحماس والمشاركة. من المستحسن القيام بذلك عندما يكونون في حالة تأهب، التحدث بصوت لطيف وهادئ، وتشجيع التواصل البصري وإتاحة الفرص للتقليد (على سبيل المثال، قل شيئًا، وابتسم، ثم توقف لبرهة مع الحفاظ على التواصل البصري ومنحهم فرصة للرد).
-
3الاستلقاء على البطن- أمر صعب ولكنه يستحق العناء
من المفيد وضع الطفل او الطفلة على بطنهم حين يكونوا مستيقظين وتحت إشرافكم. الاستلقاء على البطن مهم ومفيد، ويقوي التحكم في الرأس والرقبة، ويعتبر أساس التطور الحركي للأطفال. قد لا يعجبهم ذلك كثيرًا في البداية، لكن يمكن البدء بفترات زمنية قصيرة، حتى دقيقة أو دقيقتين في كل مرة. كلما فعلت ذلك أكثر، أصبح الأمر أسهل مع مرور الوقت. يمكنك تشجيعهم بمحفز مثير للاهتمام: لعبة، أو نظرة، أو وجهك. مع التقدم في السن، سيكون التحكم في الرأس أفضل وأطول، وبعد ذلك سيرفعون أيضًا رقبتهم وصدورهم ويستخدمون أيديهم للحصول على الدعم.
-
4ربما هذا أكثر من اللازم؟
من المهم الانتباه إلى تفضيلات طفلك أو طفلتك وحالتهم المزاجية وضبط النشاط والمحفزات حتى يشعروا بالراحة. في بعض الأحيان، يمكن أن يكون الكثير من المحفزات مرهقًا ومتعبًا. إذا نظروا بعيدًا أو أظهروا علامات العصبية والتعب، فمن المستحسن "تنظيف" البيئة قليلاً وتقليل المحفزات. ربما كان لديهم ما يكفي من وقت اللعب والآن سيكونون سعداء بالنوم.
الحفاظ على السلامة
الحفاظ على السلامة
في أي نشاط مع طفلك، من المهم مراعاة السلامة. الأطفال هم رقيقون وهم معرضون لخطر الاصابة: رؤوسهم كبيرة بالنسبة لأجسادهم، لا تزال عضلات رقبتهم ضعيفة وليس لديهم سيطرة على وضعية الرأس أو إمساكه. ولذلك يمنع هز الأطفال. إن هز الأطفال، حتى أثناء اللعب، أمر خطير للغاية ويمكن أن يسبب أضرارًا لا يمكن إصلاحها.
بنفس القدر من الأهمية: اعتني بنفسك أيضًا
يمكن أن تكون الوالديّة تجربة مذهلة و أيضًا ذات تحدي. كما تعلم، فإن كونك أحد الوالدين يتطلب الصبر، الاصغاء والمثابرة. لذلك، من المهم أن تعتني بنفسك وأن تفعل شيئًا من أجلك، من شأنه أن يملأك ويمنحك القوة. إن الاعتناء بنفسك ليس متعة أو ترفًا، ولكنه جزء لا يتجزأ من كونك أحد الوالدين. يجب أن تحاول أن الدمج في الروتين اليومي وقتًا، حتى لو كان قصيرًا، حيث يمكن التخطيط (والقيام به!) بشيء من شأنه أن يفيدكم. بهذه الطريقة يمكنك العودة إلى الطفل او الطفلة بقوة متجددة وبمزيد من الصبر والاصغاء.