تناول الطعام بصورة انتقائيّة
كأهل، أحد أكبر التحديات التي نواجهها هو التعامل مع تغذية أطفالنا وطفلاتنا. هل أكلوا ما يكفي؟ هل نظامهم الغذائي صحي ومغذي؟ هل يأكلون الكثير من "الحماقة"؟ ولماذا لا يرغب أو ترغب في تناول أي شيء؟
من المهم أن نفهم أن الانتقائية في تناول الطعام عند الأطفال هي ظاهرة شائعة ومعروفة، خاصة بين عمر 2 و 4 سنوات. عندما نصر على أن يأكل أطفالنا الخضار ويرفضون، قد تنشأ حالة محبطة ومرهقة، سواء بالنسبة لنا نحن الأهل أو لأطفالنا وطفلاتنا. إن فهم أن تناول الطعام الانتقائي هو أمر طبيعي وعادة ما يختفي من تلقاء نفسه يمكن أن يجعل أوقات الوجبات مريحة وممتعة. إن اتباع نهج مريح في تناول الطعام الذي يصعب إرضاءه يمكن أن يساعد الأطفال على الانفتاح وتجربة مجموعة متنوعة من الأطعمة - واليوم نسميها "التغذية اليقظة".
في نهاية اليوم، التغذية الواعية هي نهج محترم يسمح لأطفالنا باختيار طعامهم من المجموعة المختارة المقدمة على الطاولة، للاستماع والاستجابة لحدسهم ومشاعرهم الطبيعية بالجوع والشبع.
انتبهوا
انتبهوا
في أي حالة تشعرون فيها بالقلق بشأن عادات الأكل لدى أطفالك وطفلاتك، أو تخشون أن يكون الأمر مجرد "تناول طعام انتقائي" عابر، يمكنكم استشارة خبراء وخبيرات تغذية الأطفال والشباب.
التعامل اليومي مع الأكل الإنتقائي
من المهم التمييز بين الانتقائية في تناول الطعام في مختلف الأعمار - فالتعامل مع تجنب أطفالنا الصغار سيكون مختلفًا عن التعامل مع المراهقين. على أية حال، من المهم أن نفهم أن معظم عادات الأكل لدى أطفالنا تعتمد علينا كأهل (دون ضغط) - فهي مسألة تعرض متنوع ومتسق للأطعمة المغذية وأيضًا قدر كبير من القدوة الشخصية.
هل كنت تعلم؟ تبين أنه خلال فترة الحمل تمر نكهات الطعام الذي تتناوله المرأة عبر السائل الأمنيوسي إلى الجنين، وبالتالي يحصل على "تذوق مسبق" للأطعمة التي من المحتمل أن يتعرف عليها لاحقا. لذلك، ينصح خلال فترة الحمل بتذوق الأطعمة "غير العادية" من وقت لآخر، أو نكهات جديدة أو مختلفة عن المعتاد.
هكذا تتعاملوا مع الأكل الانتقائي - نصائح حسب العمر ومرحلة النمو:
بادئ ذي بدء، من المهم أن نتذكر أنه إذا تعاملنا مع انتقاء أطفالنا بالصبر والاحتواء، فمن المحتمل أن يتحسن الوضع. سوف يتطلب الأمر الكثير من الصبر والإيمان منا على طول الطريق، ولكن في النهاية، سنرى النتائج. فما نحن فاعلون؟
- أولاً، دعونا نتذكر أن شعور طفلنا او طفلتنا بالسيطرة أثناء الوجبة مهم جدًا لتحفيزهم على تناول الطعام. لذلك، من المهم جدًا احترام اختياراتهم ورغباتهم فيما يتعلق بالطعام الذي يرغبون في تناوله مما يتم تقديمه على المائدة. عليكم أن تقرروا ما يتم تقديمه على الطاولة وهم يختارون ما يريدون ويرغبون في تناوله وبأي كمية. أي محاولة منكم للإقناع أو التفاوض بشأن الطعام، قد تؤدي لاحقاً إلى تفاقم الوضع.
- تعتبر الوجبة العائلية وقتًا مهمًا ومناسبًا لتعريف الأطفال بمجموعة واسعة من الأطعمة بشكل منتظم. إن مجرد التعرض لأطعمة جديدة أو أقل تفضيلاً يعد أمرًا في غاية الأهمية حتى لو اختاروا عدم تناول الطعام أو تذوق أي شيء.
- إن الجو المريح والصبور أثناء الوجبة سيسمح لطفلك او طفلتك بتنمية شعور إيجابي والاستمتاع بوقت تناول الطعام مع العائلة حتى يكونوا سعداء بالجلوس على الطاولة في الوجبة التالية أيضًا.
-
1الرضاعة
حتى خلال مرحلة الرضاعة الطبيعية، فإن الطعام الذي تتناوله الأم له تأثير على عادات الطفل الغذائية. إن تنوع الطعام الذي تتناوله الأم خلال فترة الرضاعة الطبيعية يمكن أن يزيد من تعرض الأطفال لأطعمة مختلفة من خلال حليب الام. إن جعل الأذواق مألوفة لديهم يجعلهم أقل عرضة لرفضها لاحقًا.
-
2الأطعمة التكميلية ("التذوق")
في عمر الستة أشهر تقريبًا ومع ظهور علامات الاستعداد، يمكن البدء في تقديم الأطعمة التكميلية للأطفال. كلما قدمنا لهم مجموعة واسعة من الأطعمة، القوام والروائح، في السنة الأولى من حياتهم، كلما زاد احتمال أن يكبروا ليصبحوا أطفالًا يستمتعون بتناول طعام متنوع ومغذي، ولا يخشون المحاولة.
-
3الرُضّع
في عمر سنة ونصف إلى سنتين تقريبًا، يمكن للأطفال أن يبدأوا في التعبير عن عدم الاهتمام بالأطعمة غير المألوفة. هذه الظاهرة لها اسم يسمى "نيوفوبيا".
كيف تتدبروا أموركم؟ لا داعي للذعر، وتماشوا مع وتيرتهم الطبيعية، مع الحفاظ على ترتيب الوجبات، عرض من الأطعمة المتنوعة والمغذية التي تشمل ما يحبونه إلى جانب الأطعمة الأخرى، والوجبات المشتركة. حاول تجنب الجدال حول الطعام، ومن ناحية أخرى، لا تميلوا إلى تقديم الأطعمة المصنعة وغير الصحية بدلاً من الطعام المقدم على المائدة.
-
4الروضة والمدرسة
في هذه المرحلة التنموية، يبدو أن أولادنا وبناتنا يسعون إلى الاستقلال. ينصح بمشاركتهم في إعداد واختيار الطعام، فهذا يشجعهم على التذوق وتناول الطعام. شاركوهم في إعداد علبة الطعام للروضة وإعداد الوجبات المشتركة في المنزل.
قد يكون من الجيد تعليمهم من أين يأتي طعامهم ومحاولة زراعة حديقة صغيرة أو إصيص بالخضروات. حاولوا زراعة الخضروات سهلة النمو والتي ربما يرفض أطفالكم تجربتها بشكل طبيعي.
-
5مرحلة المراهقة
تأكدوا من تناول الوجبات العائلية معًا مرتين أو ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع. سيؤدي ذلك إلى زيادة فرصة تناول الأولاد والبنات من الشباب طعامًا مغذيًا وصحيًا. بالإضافة إلى ذلك، تظهر الدراسات أن الوجبات المشتركة يمكن أن تساعد في تقوية الروابط العائلية، الانفتاح والمشاركة.
إن توزيع المهام وتوجيه الشباب لإعداد وجبات صحية سيساعدهم على تطوير مهارات الطبخ والإلمام بالمنتجات الصحية والمواد الخام التي تحتوي على البروتين، الحبوب الكاملة، الخضروات والفواكه وغيرها.
متى يكون من المهم التوجه الى المشورة المهنية؟
- إذا شعرتم قبل كل وجبة بالقلق أو الخوف من رفض الطفل أو الطفلة تناول الطعام.
- إذا شعرتم أن عليكم أن تبذلوا جهداً من أجل أن يتناولوا الطعام.
- إذا شعرتم بالإحباط أثناء تناول الوجبات.
- إذا كان هناك تجنب مستمر لتناول الأطعمة المتنوعة، أو النفور من بعض الملمس، الروائح أو درجات حرارة معينة يُقدّم فيها الطعام.
- عندما يكون هناك انخفاض في مؤشرات النمو (الوزن المئوي، الطول، محيط الرأس) عند الرضع والأطفال الصغار.
- تغيرات حادة في عادات الأكل، فقدان الوزن أو زيادته بسرعة، لدى الفتيان والفتيات في سن المراهقة.