الربو عند الأطفال
الربو هو مرض التهابي يصيب المجاري التنفسية ويعتبر من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا بين الأطفال. على الرغم من أن الربو مرض مزمن، إلا أنه في معظم الحالات يمكن السيطرة على أعراضه بشكل جيد مع العلاج المناسب، بحيث يتمكن طفلك من عيش حياة طبيعية، نشطة وكاملة. مع العلاج المناسب والتعرف على الأعراض والعلاج، يمكن التعايش مع المرض وتقليل تأثيره على الحياة.
ما هو الربو
الربو هو حالة يتفاعل فيها الجهاز التنفسي بشكل مبالغ فيه مع مختلف المحفزات. عندما تكون الرئتان سليمتين، تكون القصبات الهوائية - الأنابيب التي تنقل الهواء من وإلى الرئتين - مرنة ومفتوحة. تحدث 3 عمليات رئيسية لدى مرضى الربو:
نتيجة لذلك، يواجه الهواء صعوبة في المرور عبر المجاري التنفسية، وخاصة عند الزفير، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل ضيق التنفس، الصفير والسعال. من المهم معرفة أن هذه العمليات قد تحدث لدى مرضى الربو حتى دون ظهور علامات مرئية.
الأعراض
تختلف أعراض الربو من طفل إلى آخر، وقد تظهر بسرعة أو تتطور تدريجيا. تشمل الأعراض الرئيسية الآتي:
- صفير عند التنفس (بالأخص عند الزفير) - صوت صفير عالي عندما يمر الهواء عبر مجاري تنفسية ضيقة.
- السعال المتكرر، وخاصة في الليل، بعد بذل مجهود أو التعرض للهواء البارد.
- ضيق في التنفس، يظهر على شكل تنفس سريع وغوص بين الضلوع خلال التنفس. قد يصف الأطفال الذين يستطيعون التحدث بالفعل أو المراهقون الأمر كشعور بالاختناق.
الصفير عند الرضع
عند الرضع هناك أمراض قد تسبب أعراضًا مشابهة لأعراض الربو، مثل التهاب القصيبات الهوائية، وبالتالي لا يتم تشخيص المرض عند الرضع في كثير من الأحيان. مع ذلك، عندما يعاني الطفل من نوبات صفير متكررة أو سعال لفترة طويلة، يجب التوجه الى فحص طبي لدى طبيب أو طبيبة الأطفال.
عوامل الخطر للإصابة بالربو
-
عوامل وراثية:
- أطفال لأهل مصابون بالربو هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
- يزيد التاريخ العائلي للإصابة بالحساسية من خطر الإصابة.
- هناك العديد من الجينات التي تشارك في تطور الربو.
-
عوامل بيئية:
- تلوث الهواء.
- التدخين خلال الحمل والتدخين في بيئة الأطفال.
- عدوى فيروسية للمجاري التنفسية في سن مبكرة.
- السمنة المفرطة في مرحلة الطفولة.
هناك أيضًا بعض المحفزات التي قد تسبب نوبات الربو. يعد تحديد المحفزات الشخصية لطفلك أو طفلتك جزءًا مهمًا في إدارة المرض، وقد يساعد في منع النوبات والتفاقمات.
فيما يلي المحفزات الشائعة:
- المواد المسببة للحساسية، مثل الغبار، حبوب اللقاح، وبر الحيوانات، العفن وفضلات الحشرات.
- عدوى فيروسية في المجاري التنفسية (الزكام، الإنفلونزا).
- هواء بارد وجاف.
- جهد خلال النشاط البدني.
- تلوث الهواء والتعرض للمواد الكيميائية.
- دخان السجائر، بما في ذلك التدخين السلبي.
- المواقف العصيبة والضغط النفسي.
- تغيرات في الطقس.
- الضحك أو البكاء لفترة طويلة.
تشخيص
يعتمد تشخيص الربو عند الأطفال، بالأخص لدى الرضع والأطفال الصغار، على عدة عوامل:
- ظهور الأعراض، وتيرتها ومدة ظهورها.
- تاريخ عائلي للإصابة بالربو والحساسية.
- التاريخ البيئي، مثل التعرض للتدخين.
- الفحص البدني، بما في ذلك الاستماع إلى الرئتين.
فحوصات إضافية قد تساعد في التشخيص:
- قياس التنفس - وهو فحص يمكن إجراؤه عادة من سن 5-6 سنوات ويقيس كمية الهواء التي يستطيع الطفل نفخها وبأي سرعة.
- فحص وظائف الرئة قبل وبعد إعطاء دواء موسع للقصبات الهوائية.
- تصوير الصدر (لاستبعاد أمراض أخرى).
- فحوصات حساسية (فحوصات جلد أو فحوصات دم).
- فحص مستوى أكسيد النيتريك في الزفير (يشير إلى التهاب مجرى الهواء).
من الجدير بالذكر
من الجدير بالذكر
تشخيص الربو هو عملية قد تتغير بمرور الوقت. قد يقوم الطبيب بإعطاء تشخيص مؤقت ومراقبة تطور الأعراض بمرور الوقت قبل التوصل إلى التشخيص النهائي.
العلاجات الممكنة
الهدف من علاج الربو عند الأطفال هو تمكينهم من ممارسة نمط حياة طبيعي، منع الأعراض ومنع ضرر طويل المدى للمجاري التنفسية. يتضمن العلاج عدة مكونات:
من المهم أن تعرف
من المهم أن تعرف
إن الحفاظ على تقنية صحيحة عند استخدام المنشقة (بخاخ الربو) أمر بالغ الأهمية لنجاح العلاج. ينصح باصطحاب الطفل أو الطفلة لإرشاد في صندوق المرضى.
العلامات الحمراء التي من المهم معرفتها
-
العلامات التي تستدعي فحص طبي:
- تفاقم ضيق التنفس أو السعال.
- صعوبة في التعامل مع المجهودات الخفيفة.
- الاستيقاظ المتكرر من النوم بسبب صعوبة تنفس أو سعال.
- تفاقم الأعراض على الرغم من استخدام الأدوية بانتظام.
-
العلامات التي تتطلب العلاج الفوري في غرفة الطوارئ:
- صعوبة في نطق جملة كاملة بسبب ضيق التنفس.
- شفاه أو أظافر زرقاء (علامة على نقص الأكسجين).
- استخدام موسع للعضلات الإضافية لأداء التنفس، مثل: ترهل الجلد، عضلات بين الأضلاع مما يدل على صعوبة التنفس، وفتحات أنف واسعة.
- عدم استجابة أو نعاس مفرط.
- تنفس سريع جدًا.
- ضيق شديد في التنفس لا يتحسن بالعلاج الدوائي المنتظم.
لا تتأخر في هذه الحالات - من المهم التوجه فورًا لتلقي مساعدة طبية.
توصيات لروتين حياة مع الربو
الإدارة السليمة للربو تتيح لمعظم الأطفال عيش حياة طبيعية ونشطة. هناك عدة توصيات التي قد تساعد طفلك في التعامل مع المرض:
- نشاط بدني: بالنسبة للأطفال المصابين بالربو، مهم جدًا الحرص على ممارسة النشاط البدني المفيد لصحة الرئة، وخاصة السباحة. إذا كان النشاط يؤدي إلى ظهور أعراض، يمكن استخدام المنشقة (بخاخ الربو) كموسع للقصبات الهوائية قبل حوالي 15 دقيقة من النشاط.
- في الاطار التعليمي: يجب إبلاغ الطاقم التعليمي في الروضة أو المدرسة بحالة طفلك أو طفلتك وتحديثهم أيضًا حول الأنشطة التي قد تؤدي إلى ظهور الأعراض. ينصح إعداد خطة مكتوبة للتعامل مع نوبة الربو والتأكد من أن المنشقة (بخاخ الربو) المسكنة متوفرة دائمًا.
- في المنزل: من المهم تجنب التعرض لدخان السجائر، والحفاظ على بيئة خالية من المواد المسببة للحساسية قدر الإمكان، الحرص على تهوية المنزل يوميًا، والحفاظ على نسبة رطوبة مناسبة (ليست عالية جدًا أو منخفضة جدًا).
- التغذية: بما أن الوزن الزائد قد يؤدي إلى تفاقم الربو، يوصى الحفاظ على وزن صحي.
قد تنطوي تعاملات الأطفال مع مرض مثل الربو على تحديات مختلفة، بما في ذلك الجوانب العاطفية والنفسية. يوصى أهل أطفال المصابين بالربو بالحرص على اتباع بعض القواعد:
- تعزيز الثقة بالنفس في كل ما يتعلق بقدرتهم على مواجهة المرض.
- تجنب القيود غير الضرورية التي قد تضر بشعور الطفل على أنه قادر.
- مساعدة الطفل وتشجيعه على التحدث عن مخاوفه (إن وجدت) على إثر المرض.
- ساعدهم على شرح الوضع لأصدقائهم وصديقاتهم المقربين بطريقة بسيطة وغير مخيفة.
- أشرك الطفل او الطفلة في إدارة المرض بطريقة مناسبة لعمره.
- احرص على زيارات منتظمة لدى الطبيب أو الطبيبة المعالجين.
- تأكد من حصول الطفل أو الطفلة على التطعيمات الموصى بها، بما في ذلك تطعيم الإنفلونزا السنوي.
في الختام، نود أن نؤكد مرة أخرى أن الربو هو مرض مزمن شائع وسط الأطفال، ولكن مع التشخيص المبكر والعلاج المناسب، يمكن لمعظمهم أن يعيشوا حياة كاملة ونشطة. إن فهم المرض ومعرفة المحفزات الشخصية لطفلك والالتزام بالرعاية الوقائية المنتظمة أمر مهم للسيطرة على المرض. من المهم أن نتذكر أنه مع مرور الوقت، قد تكون هناك تغييرات في شدة الربو والاستجابة للعلاجات. سيشعر بعض الأطفال تحسنًا كبيرًا مع التقدم في السن، في حين سيستمر آخرون في التعامل مع المرض أيضا خلال مرحلة البلوغ. إن التعاون المتواصل مع الفريق الطبي، التواصل المفتوح وخلق بيئة داعمة سيساعد طفلك في التعامل مع التحديات التي يفرضها الربو.
محتوى هذه الصفحة قيد التطوير.
إذا كان هناك أي شيء قد يثير اهتمامك في الموضوع، نود أن نعرفه!