الحفاظ على الفعالية في مراحل متقدمة
حتى في المراحل المتقدمة من الخَرَف، عندما يواجه المريض صعوبات كبيرة في التواصل، ضعف الذاكرة أو صعوبة في التعرُّف على أفراد العائلة وتراجع كبير في القدرات الذهنية، هنالك ما يمكن فعله لمحاولة الحفاظ على أداء المريض المصاب بالخَرَف، والحفاظ على جودة حياته وحياة أفراد عائلته.
ما الذي يمكن فعله عندما يكون الخَرَف بدرجة متوسطة
من الجيد تشجيع المريض على القيام بالمهام بشكل مستقل قدر الإمكان، في داخل البيت وخارجه أيضًا، وذلك طبعًا بمرافقة مقدم للرعاية. على سبيل المثال، إذا كان المريض يواجه صعوبة في اختيار ملابس ملائمة للفصل، يمكن مساعدته من خلال اختيار الملابس معه وتشجيعه على ارتداء الملابس بمفرده مع المحافظة على سلامته (مثلًا أن يرتدي البنطال وهو جالس)
مثال آخر هو عند الاستحمام – إذا احتاج المريض للمساعدة في الاستحمام، من الجيد تشجيعه على فرك جسمه بنفسه قدر الإمكان وتجفيف نفسه بنفسه وكل ذلك مع المحافظة على سلامته أثناء الاستحمام (تركيب مقابض في الحمام، وضع أسطح مانعة للانزلاق، وإذا لزم الأمر – الاستحمام أثناء الجلوس على كرسي ثابت وتجفيف الجسم أثناء الجلوس). شجعوا المريض على المبادرة الى الذهاب الى المرحاض وذلك للمساعدة في الحفاظ على التحكُّم بالعضلات العاصرة مع المراقبة والتوجيه بحسب الحاجة. حافظوا على كرامة المريض المصاب بالخَرَف وحافظوا على شعوره بالتحكم في حياته. من المهم السماح له بالاختيار واتخاذ القرارات، مثلًا بشأن الأماكن التي يرغب في الذهاب إليها. من المهم أن يشارك في مهام منزلية بسيطة مثل طي الملابس، تصنيف الجوارب وتصنيف الفواكه – هذه المهام تحثُّه على إجراء عمليات تفكير بسيطة مثل التصنيف والملاءَمة
تحديد المخاطر المختلفة في البيئة المنزلية سيُتيح مساحة أكبر للاستقلالية.
التعامل مع صعوبات التنقُّل في حالات الخَرَف المتوسطة
من أجل تعزيز القدرة على القيام بالمهام اليومية مثل النهوض، الانتقال من وضعية الاستلقاء الى وضعية الجلوس وما إلى ذلك، يُنصح بدمج الأنشطة البدنية المنتظمة لتقوية العضلات وتحسين التوازن.
في هذه المرحلة من الخَرَف يمكن أن تشعروا بتغييرات في نمط المشي، الثبات والتوازن. قد تضطرون للاستعانة بأدوات للمساعدة على التنقل (جهاز للمساعدة على المشي، عكاز وما شابه) لتحسين الأمان أثناء المشي.
استشيروا المعالج الطبيعي بشأن ملاءَمة علاج أو أدوات للمساعدة على المشي بحسب الحاجة.
ما الذي يمكن فعله عندما يكون مستوى الخَرَف شديد
في هذه المرحلة قد يتراجع الأداء بشكل كبير، صعوبة في التنقل (المشي) والحاجة الى المساعدة في أداء المهام اليومية الأساسية الضرورية لنمط الحياة السليم.
يجب تشجيع الحفاظ على القدرات الأدائية قدر الإمكان. من المهم توفير التشجيع والمساعدة على المستوى العملي لتنفيذ المهام بشكل مستقل، مثلًا:
- قدِّموا للمريض فرشاة شعر لتسريح شعره بنفسه.
- قوموا بإعداد طعام الأصابع ليتمكن المريض من تناوله بشكل مستقل.
- شجعوا المريض على تقديم المساعدة في المهام اليومية بقدر استطاعته مثلًا في النهوض عن السرير والجلوس على الكرسي، مع منحه المساعدة التي يحتاج لها (يُستحسن استشارة معالج طبيعي بالنسبة لطريقة الانتقال والتنقُّل).
- من المهم إثراء اليوم بالأنشطة الترفيهية والألعاب المناسبة لثقافة المريض والقيم التي يؤمن بها، يُنصح باستشارة معالج وظيفي للمساعدة في بناء برنامج يومي هادف حتى عند اشتداد التراجع المعرفي.
- الاستماع للموسيقى، ممارسة ألعاب بنمط مألوف وغيرها يمكن أن ترفع من رفاهية المريض المصاب بالخَرَف ومن يقومون برعايته أيضًا.
التعامل مع صعوبات التنقُّل في المراحل المتقدمة من الخَرَف
في المراحل المتقدمة من الخَرَف، عندما يفقد المريض القدرة على المشي والوقوف، مهم جدًا إتاحة التنقُّل بواسطة ملاءَمة كرسي متحرك وأدوات لمنع الإصابة بتقرحات الضغط. ستُحسِّن هذه الأدوات من جودة حياة المريض المصاب بالخَرَف وعائلته.
في هذه المراحل قد يواجه المريض صعوبة في الانتقال من وضعية الاستلقاء الى الجلوس في كرسي متحرك والعكس، يمكن الاستعانة برافعة خاصة لنقل المريض من سريره الى الكرسي المتحرك من أجل الجلوس (الجلوس هو أمر بالغ الأهمية لأنظمة الجسم المختلفة وقد يمنع الأضرار التي يُسببها الاستلقاء بشكل متواصل) وكذلك إشراك المريض في أنشطة اجتماعية أو عائلية في البيت وخارجه. الخروج من البيت، الجلوس في الشرفة أو بجانب النافذة (مع اتخاذ تدابير السلامة) مهم جدًا، حيث تُعتبر أصوات الطبيعة وأصوات المدينة محفزات لكافة الحواس.
يُنصح بالتوجه للمختصين والمعالج الطبيعي للحصول على استشارة مهنية وملاءَمة العلاج بناءً على الوضع الصحي للمريض.