تسمم الحمل
هناك العديد من أمراض ارتفاع ضغط الدم خلال الحمل، والتي يمكن اكتشافها من خلال فحوصات ضغط الدم والبول التي يتم إجراؤها كجزء من متابعة الحمل. أحدها، والذي يتضمن ارتفاعًا في ضغط الدم ويظهر لأول مرة بعد الأسبوع العشرين، يُعرف بتسمم الحمل (Preeclampsia). على الرغم من الاسم المخيف، بالتأكيد يسرك سماع أن تسمم الحمل يمر بعد الولادة نفسها. هذه الظاهرة أكثر شيوعًا، ولكنها لا تميز، النساء في الحمل الأول، لدى النساء اللواتي مع عائلة ذات تاريخ من تسمم الحمل ولدى النساء اللاتي عانين من تسمم حمل الذي بدأ قبل الأسبوع ال- 32 من الحمل السابق. تزيد الحالات الطبية الأخرى مثل حمل متعدد الأجنة، السمنة المفرطة، أمراض الكلى، أو ارتفاع ضغط الدم المزمن من احتمالية الإصابة بتسمم الحمل. هناك نظريات مختلفة حول سبب المرض، لكن الدراسات الجديدة ترى أن تسمم الحمل يحدث نتيجة لإفراز بروتين معين في مجرى الدم في جسم الأم، مما يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية لديها.
انتشار وعوامل الخطر لتسمم الحمل
- الولادة الأولى.
- وجود تسمم حمل في الحمل السابق.
- ارتفاع ضغط دم مزمن أو مرض كلى أساسي.
- تاريخ أمراض فرط التخثر (زيادة التخثر)، وخاصة نوع APLA.
- الحمل متعدد الأجنة.
- الحمل بعد علاجات خصوبة.
- تاريخ عائلي.
- السكري من نوع 1 أو 2.
- سمنة.
- مرض الذئبة.
- الام من جيل 40 وما فوق.
علامات تحذيرية للتعرف على تسمم الحمل
على الرغم من أننا نسمع عنه كثيرًا، إلا أن تسمم الحمل يعتبر متلازمة نادرة نسبيًا، مما قد يضع المرأة الحامل في تعريف "حمل عالي الخطورة". يتميز تسمم الحمل بارتفاع ضغط الدم وفقدان البروتين في البول. هذه هي الحالة التي يحدث فيها تلف متعدد الأجهزة لجدران الأوعية الدموية في جسم الأم. يمكن أن يسبب هذا التلف ارتفاعًا في ضغط الدم إلى درجة ضرر لأعضاء مختلفة، بما في ذلك الكلى، الكبد والدماغ. عندما يتأثر تدفق الدم إلى المشيمة - قد يكون هناك أيضًا اضطرابات في نمو الجنين.
قد تعاني النساء المصابات بتسمم الحمل أحيانًا أيضًا من صداع شديد، رؤية مشوشة، دوخة وألم شديد لفترة طويلة في الجزء العلوي من البطن (لا يستجيب للعلاج ولا ينجم عن أي سبب آخر). وقد تكون هناك أعراض إضافية مثل تورم مفاجئ في اليدين والوجه لا يزول مع الراحة وارتفاع مفاجئ في الوزن (أكثر من نصف كيلوغرام يوميا). يمكن أن تكون هذه الحالات علامات تحذيرية، ولكنها قد تحدث أيضًا في حالات الحمل الطبيعي.
يقوم الطب بتشخيص درجات مختلفة من شدة تسمم الحمل. وقد تؤدي شدتها إلى حدوث تشنجات، اضطرابات في وظائف الكبد، وفي حالات نادرة جدًا حتى وفاة الأم. إحدى تأثيرات تسمم الحمل الشديد على الأم هي متلازمة HELLP زيادة تكسر خلايا الدم الحمراء، اختلال وظائف الكبد، وانخفاض كمية الصفائح الدموية. إنها متلازمة تهدد الحياة. مع تطور تسمم الحمل في المراحل المبكرة من الحمل، سيكون التأثير على نمو الجنين ملحوظ بشكل أكبر.
العلاقة بين متابعة الحمل وتسمم الحمل
وليس عبثًا، يواصل الطاقم الطبي في مطالبة النساء الحوامل بالحضور لإجراء فحوصات منتظمة لدى الممرضات ومتابعة البروتين في البول ومؤشرات ضغط الدم منذ بداية الحمل. هذا الفحص مهم ويمكن أن يساعد في الكشف المبكر عن ارتفاع ضغط الدم وتطور تسمم الحمل، وتزداد أهميته بعد الأسبوع العشرين. ومع ذلك، من المهم التأكيد على أنه ليس كل ارتفاع في ضغط الدم يتطور إلى تسمم حمل.
عند حضورك لفحص أو متابعة لدى ممرضات أثناء الحمل، سيُطلب منك إجراء قياسات ضغط دم وفحص البروتين في البول.
- يتم قياس ضغط الدم أثناء الجلوس، خلال حالة راحة لمدة عشر دقائق على الأقل وباستخدام سوار ذراع مناسب.
- القيم الطبيعية لضغط الدم أثناء الحمل أقل من 140/90 ملم زئبقي.
طرق علاج تسمم الحمل
بالتأكيد يسرك سماع أن تسمم الحمل يمر بعد الولادة نفسها. حتى الولادة، يتم تحديد طبيعة العلاج حسب شدة المرض وعمر الحمل. يدعم العلاج التحفظي ضغط الدم ويتضمن متابعة متقاربة لمؤشراتك ومؤشرات الجنين. في الحالات الشديدة - يتم التدخل وتعزيز الولادة (الحث على الولادة).
تسمم الحمل الخفيف: يشمل العلاج متابعة مرافقة حتى تصلي إلى الولادة في الموعد (37 أسبوعًا كاملًا من الحمل). لا حاجة عادة إلى تناول أدوية لخفض ضغط الدم، إلا في حالات الارتفاع الشديد في قيم ضغط الدم (أكثر من 160/110). لا يوجد أي عائق أمام الولادة بشكل طبيعي، وفي بعض الأحيان يوصي الأطباء بالحث على الولادة لتسريع بدئها.
تسمم حمل شديد: عادة ما يتم تعريف تسمم الحمل المبكر، الذي يظهر قبل الأسبوع 34، بأنه خطير. وهذا يعني دخول المستشفى لمتابعة متقاربة لمؤشرات الأم والجنين. إذا كان هناك خطر متزايد وحاجة لولادة مولود سابق لأوانه - يوصى بإعطاء حقن الستيرويد لإنضاج رئتي الجنين. وفي بعض الحالات، يتم تقديم علاج المغنيسيوم (Magnesium Sulphate) عن طريق الوريد لتقليل خطر التشنجات. ويتطلب العلاج إدخال قسطرة في المثانة لمتابعة إخراج البول ومتابعة المؤشرات الحيوية التي تتم في غرف الولادة، في ظروف مشابهة للعناية المركزة، تحت إشراف قابلات. في معظم الحالات لا يوجد أي عائق أمام الولادة ولادة طبيعية، لكن الفريق الطبي هو من يحدد موعد وطريقة الولادة حسب الحالة وشدة الحالة وأسبوع الحمل.
تسمم الحمل المتأخر: يظهر بعد الأسبوع 34 وعادةً ما تكون هناك توصية بالحث على الولادة - وهو تدخل طبي لتعزيز الولادة.
ماذا عن الأبيدورال؟
سيسرك أن تسمعي أنه حتى أثناء الولادة المبكرة أو الولادة القيصرية بسبب تسمم الحمل، يعتبر التخدير الأبيدورالي والتخدير الناحي من الإجراءات الآمنة والناجعة. وفي بعض الحالات تكون أفضل من التخدير العام.
توصيات لمواصلة متابعة المرأة
بعد الولادة يمر تسمم الحمل بالطبع وتقل الأعراض وتختفي تدريجيًا. كوالدة جديدة، سيتم تسريحك إلى المنزل مع المولود الجديد مع توصيات لمواصلة المتابعة، اعتمادًا على شدة تسمم الحمل الذي عانيت منه. بشكل عام، يجب على الأمهات اللاتي عانين من تسمم الحمل تجنب العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، من بينها - الوزن الزائد، التدخين، عدم ممارسة تدريب بدني، السكري، وارتفاع الكوليسترول في الدم. بشكل عام، في حالات تسمم الحمل الشديدة، في الحمل التالي، يجب متابعة الأمهات بحثًا عن حمل عالي الخطورة، وسيتم نصحهن بتناول العلاج الوقائي بالأسبرين، بدءًا من الأسبوع الثاني عشر من الحمل.
- إذا تم تشخيص إصابتك بتسمم حمل مبكر - فأنت في خطر دائم للإصابة بأمراض الأوعية الدموية، بما في ذلك أمراض القلب التاجية، السكتات الدماغية وأمراض الفشل الكلوي. ويتطلب هذا الخطر المتزايد متابعة طبية متواصلة حتى بعد الولادة.
- إذا تم تشخيص إصابتك بتسمم حمل شديد وولدت قبل الأسبوع 34 - يجب عليك إجراء فحص فرط تخثر الدم المكتسب في نهاية فترة النفاس.