الولادة الصامتة
الولادة الصامتة هو مصطلح يشير إلى ولادة جنين دون حياة، بعد الأسبوع الثاني والعشرين (سواء بشكل مقصود أو طبيعي)، ويشمل أيضًا الفقدان الذي يحدث أثناء عملية الولادة نفسها.
فقدان الحمل والولادة الصامتة عادةً ما يكون حدثًا صعبًا مُزلزلاً بالنسبة للوالدين، حيث يتحطم حلمهم في لحظة واحدة ويجدون أنفسهم يواجهون حزنًا عميقًا وحدادًا.
لا يمكن مقارنة تجربة زوجين خاضا ولادة صامتة بتجربة زوجين آخرين. كل والد أو والدة يحزنون بطريقتهم الخاصة، والتي قد تتراوح بين مجموعة واسعة من المشاعر المختلفة: البكاء، الغضب، الشعور بالظلم، الإحساس بالذنب، وغير ذلك. سواء حدثت الولادة الصامتة بسبب وجود عامل خطر معروف مسبقًا، أو نتيجة تشخيص تشوه خطير أدى إلى اتخاذ قرار بإنهاء الحمل – فإن التعامل مع هذا الفقدان صعب للغاية، وهذه المشاعر طبيعية تمامًا.
عوامل الخطر
للأسف، الولادة الصامتة ليست حالة نادرة، وفي إسرائيل تُشكل حوالي %18 من الولادات سنويًا.
بشكل عام، يمكن القول إن هناك عدة حالات طبية تزيد من خطر الولادة الصامتة:
- النساء ذوات الوزن الزائد.
- الحمل بتوأم أو أكثر.
- الالتهابات داخل الرحم.
- مرض السكري.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الأمراض المناعية الذاتية.
- أمراض الكلى.
- أمراض الغدة الدرقية.
- تقدم عمر الأم.
كما أنه معروف اليوم أن الاضطرابات الجينية لدى الجنين لها تأثير مباشر على احتمال حدوث ولادة صامتة.
معلومات إضافية عن الحمل عالي الخطورة
التعامل بعد الفقدان والدعم من البيئة المحيطة
من المهم التحدث عن الحدث لمواجهة التجربة، ومعالجة الأمور مع نفسك ومع شريكك، ومشاركة المشاعر والأحاسيس مع البيئة القريبة منك.
لتسهيل التعامل مع الفقدان، من المفضل التفكير بالانضمام إلى مجموعات دعم مناسبة قد تكون بمثابة أذن صاغية داعمة، أو التوجه للحصول على مساعدة مهنية نفسية أو طبّية نفسية عند الحاجة، وفي بعض الحالات يمكن دمج علاج دوائي.
في المستشفى نفسه ستحصلون على دعم عاطفي ومهني من الطاقم الطبي، القابلات والطاقم الاجتماعي. بمساعدتهم، يمكنكم الانضمام إلى مجموعة دعم مناسبة، بالإضافة إلى الاستفادة من مجموعات داعمة على الفيسبوك ومواقع الإنترنت المخصصة لهذا الموضوع.
معلومات إضافية في المنشور الذي يوضح مبادئ العلاج والدعم للأم الوالدة
كل قرار هو قرار صحيح
تُعتبر عملية الولادة الصامتة صعبة وتحديًا كبيرًا بالنسبة للوالدين، وخاصة للأم الوالدة. يحاول الطاقم الطبي أن يكون حاضرًا من أجل الأم، وأن يقدم لها ما تحتاجه في هذه اللحظات الصعبة. من بين القضايا الصعبة خلال هذه العملية، قرار الوالدين فيما إذا كانوا يرغبون في رؤية المولود بعد الولادة. هذا القرار هو قرار عاطفي وشخصي، ويُترك بالكامل لتقدير الأم وشريكها أو شريكتها.
هناك قضايا معقدة إضافية ينبغي اتخاذ قرار بشأنها، تتعلق بشروط الدفن بالتعاون مع "شركة كديشا" – مثل قرار المشاركة في مراسم الدفن أو السماح بتشريح الجثة بعد الوفاة.
أظهرت الأبحاث التي تناولت كيفية تعامل الوالدين مع الولادة الصامتة أن إعطاء اسم للمولود قد يساعد في معالجة مسار الحداد والفقدان. في غرف الولادة في المستشفيات يحاولون دعم هذه العملية بوسائل مختلفة، مثل تقديم غرض يرمز إلى المولود، كقبعة، أو طباعة لكف اليد أو القدم، أو سوار للمعصم وما إلى ذلك. ومع ذلك، هناك الكثير من الأهل الذين مروا بولادة صامتة يشعرون بعدم الحاجة إلى رموز مادية – بالنسبة لهم، الواقع مؤلم وملموس بما فيه الكفاية.
دور الطاقم المرافق هو تزويد الوالدين بالمعلومات اللازمة لتمكينهم من اتخاذ القرار حول كيفية التعامل مع هذه القضايا، لكن القرار النهائي يعود إليهم فقط، وكل قرار يتخذونه هو قرار صحيح.
المضي قدمًا إلى جانب الفقدان
مشاعر الذنب التي قد تظهر لدى الوالدين بعد الولادة الصامتة هي مشاعر مفهومة وطبيعية تمامًا. يصعب، وخاصة على الأم، تجنب مثل هذه الأفكار. لكن من المهم أن تتذكروا أنكم كآهل، قمتم بكل ما في وسعكم، في كل لحظة، بناءً على المعلومات المتوفرة لديكم والمتابعة الطبية التي رافقت الحمل.
الرغبة في البحث عن "مذنبين" أيضًا مفهومة في هذا الوضع الحساس، ولكن مع كل صعوبة الأمر، من المهم التذكير أنه في الغالبية العظمى من الحالات لا يوجد مذنبون.
امنحوا أنفسكم الوقت والمساحة للحزن، معًا كزوجين وأيضًا كل واحد بمفرده. وجود بيئة داعمة، حاضنة ومتفهمة، والمساعدة المهنية عند الحاجة، يمكن أن يساعد في التعامل مع الصعوبات، ومعالجة الحدث المأساوي الذي مررتم به، والاستعداد تدريجيًا للعودة إلى الروتين.
إلى جانب ذلك، من المهم الانتباه إلى العلامات التي قد تشير إلى اكتئاب ما بعد الولادة لدى الأم، وكذلك لدى الشريك أو الشريكة، مثل مشاكل النوم، فقدان الشهية، أو فقدان الاهتمام بالحياة. في مثل هذه الحالات، من المهم التخفيف من المعاناة من خلال الحصول على علاج ودعم مهني.
وطبعًا، لا تفقدوا الأمل! تذكروا أنه حتى بعد الولادة الصامتة، في معظم الحالات يمكنكم أن تمروا بحمل آخر صحي وسليم وتحملوا طفلكم بين أيديكم
قد تكون مهتماُ بالقراءة حول
محتوى هذه الصفحة قيد التطوير.
إذا كان هناك أي شيء قد يثير اهتمامك في الموضوع، نود أن نعرفه!