التحضير لما قبل النوم وعادات النوم
النوم هو عملية فسيولوجية تساهم في التعلم - هناك عمليات تحدث في الدماغ أثناء النوم تمكن الذاكرة طويلة المدى، وهي خطوة مهمة في التعلم. نمط النوم هو عملية فسيولوجية ويشبه العمليات التطورية الأخرى كالمشي والكلام، فهو يتغير ويتطور مع التقدم في السن.
على الرغم من أنه يمكنك العثور على جداول لساعات نوم الأطفال الرضع على الإنترنت، ومن الطبيعي مقارنة عدة أطفال في نفس العائلة، إلا أن كل ذلك لا يمكن أن يكون مصدرًا موثوقًا لجميع الأطفال. والسبب في ذلك هو أن كل طفل وطفلة يمثلان عالمًا بحد ذاته، ولديهما معدل تطور مختلف في كل مجال، بما في ذلك أنماط النوم. في أغلب الأحيان، طالما أن طفلك او طفلتك يتمتعون بصحة جيدة وينمون وفقًا لمراحل النمو، فلا يوجد سبب للقلق بشأن عدد ساعات النوم التي يحصل عليها.
يحتاج الأطفال إلى ساعات نوم أكثر من البالغين. يتوزع نوم الرضع والأطفال الصغار على ساعات النهار والليل، ويحتاجون أيضًا إلى تناول الطعام بوتيرةٍ أكبر. لذلك، من العادي والطبيعي أن يستيقظ الأطفال في السنة الأولى من حياتهم أثناء الليل لتناول الطعام. حتى عمر 3 أشهر، لا يزال الأطفال ليس لديهم ساعة بيولوجية، لذلك لا يوجد محرك داخلي يخبرهم متى يكون النهار ومتى يكون الليل. من الممكن، بالفعل في هذه المرحلة، أن نعطيهم رسائل من الخارج لفهم الفرق بين النهار والليل بطرق مختلفة، ولكن مثل أي عملية تعلم - يستغرق الأمر وقتًا.
في هذا المقال سنتحدث عن عادات النوم ونظافة النوم. نظافة النوم هي مفهوم يعبر عن الظروف البيئية والعادات العائلية التي يمكن أن تساعد على النوم الصحي.
هكذا تساعدوا الأطفال على التمييز بين النهار والليل
فرق واضح بين النور والظلام
النور من العلامات الخارجية. لذلك، من الأفضل خلال النهار ترك الغرفة مضاءة حتى أثناء النوم وفي الليل ترك الغرفة مظلمة قدر الإمكان، وكذلك أثناء الرضاعة. من أجل الإضرار، بأقل قدر ممكن، بتسلسل النوم، يجب أن تعلم أنه فقط إذا كان الطفل يعاني من طفح الحفاض، يجب تغيير الحفاضات ليلاً.
النوم واللمس
يحتاج الأطفال إلى القرب واللمس، أيضاً من أجل التنظيم والهدوء. من المهم أن تستجيبوا لإشارات الطفل او الطفلة ، لأن هذه المساعدة هي حاجة فسيولوجية وليست اعتماداً أو دلالاً. لا يتمتع الأطفال في هذا العمر بعد بالقدرة على التنظيم الذاتي ولا يعرفون كيف يهدئون أنفسهم أو كيف ينامون بشكل مستقل. يمكنك مساعدتهم على الاسترخاء والنوم عن طريق اللمس، على سبيل المثال ملامسة الجلد للجلد أو التدليك اللطيف، مع الحركة، حرارة الجسم وإصدار صوت رتيب مثل "شششش" أو "آآه" مما يساعد على حجب الضوضاء في المنزل ويساعد الأطفال على الاسترخاء واستجماع أنفسهم.
الهدوء والضجيج
خلال النهار، ينصح بمواصلة الأنشطة المنزلية العادية حتى عندما يكون الطفل نائماً، أما أثناء الليل فيجب الاجتهاد بالحفاظ على الهدوء.
كيف يمكن مساعدة الأطفال على تكوين عادات النوم؟
من أجل مساعدة الطفل او الطفلة على تطوير عادات نوم جيدة وصحية، من المفضل الانتباه إلى العلامات واتباع ترتيب الإجراءات التي تساعد على النوم.
-
تحديد علامات التعب: يمكن أن تشير علامات مثل احمرار العينين أو فرك العينين، حركات الجسم وحتى البكاء في بعض الأحيان إلى أن الطفل او الطفلة متعبين ومستعدين للنوم، لذا فقد حان الوقت للمبادرة بالنوم.
-
طقوس النوم: سلسلة من الإجراءات المنتظمة التي يجب القيام بها كل ليلة قبل الذهاب إلى السرير. يمكنك البدء وإنشاء طقوس نوم للطفل او للطفلة في الأيام الأولى من حياته. في الأشهر الأولى، تساعد طقوس ما قبل النوم على إرسال إشارة للطفل او للطفلة بأن الليل قد بدأ الآن، وبالتالي سيتم إنشاء روتين للنوم ليلاً. من المهم أن يتم تنفيذ الإجراءات بنفس الترتيب والتسلسل بانتظام، لأنه من المهم نقل الرسالة إلى الطفل او الطفلة أنه بعد هذا التسلسل من الإجراءات، سيذهبون للنوم.
ما الذي يمكن أن يشكل طقوس النوم؟ حمام، تغيير ملابس، مساج، أغاني هادئة أو قصة قبل النوم تتكيف مع مرحلة نمو الطفل او الطفلة، سواء من حيث المحتوى أو الطول. انتبهوا إلى اختيار الأنشطة التي يحبها كل من الأطفال وأيضاً أنتم، الوالدين.
النوم من سن 3 أشهر والروتين اليومي
عادة، في عمر 3 أشهر تقريبًا، يبدأ النوم المستمر لمدة 4-5 ساعات ليلًا في التبلور، مع الاستيقاظ لتناول الطعام. خلال هذه الأشهر، ينام الأطفال عادة ما بين 14 إلى 16 ساعة في اليوم، مقسمة إلى حوالي 3 فترات زمنية. ومن المتوقع المزيد من النوم المتواصل في الساعات الأولى من الليل، لكن ربما لا تزال هناك صحوات. في هذا النطاق، من المتوقع حدوث تغييرات في أنماط النوم بسبب "القفزة التنموية" (المعروفة باسم ثقزة النمو) والتي يمكن أن تؤثر أيضًا على النوم. وهذا ليس تراجعًا ولا ترتبط هذه الظاهرة بالضرورة بسلوك الوالدين، بل بالتطور الطبيعي للطفل. وفي الوقت نفسه، يمكنك البدء في التعرف على علامات التعب وأنماط النوم الأكثر تنظيماً، والبدء في بناء روتين للطفل او للطفلة.
يتضمن النظام اليومي الثابت (مع المرونة) ما يلي:
- مواعيد نوم ثابتة.
- وقت هادئ قبل النوم بدون أنشطة قوية ولكن نشاط هادئ مثل الاستماع إلى الموسيقى، لعب الألعاب الهادئة والقراءة.
- طقوس النوم كما وصفناها أعلاه.
- طقوس صباح الخير - سلسلة قصيرة من الأنشطة المنتظمة التي يتم تنفيذها كل صباح وتساعد على تذويت هذا النظام.
عندما ينتقل الطفل او الطفلة إلى مكان للرعاية النهارية مثل مركز الرعاية النهارية أو حضانة، فإن النظام اليومي هناك سيؤثر عليهم أيضًا ومن المستحسن أن تتعرف عليه والاحتفاظ به قدر الإمكان حتى في عطلات نهاية الأسبوع.
من المهم المعرفة
من المهم المعرفة
وفقاً لتوصيات جمعية أطباء الأطفال تحت سن الثانية، ينصح بتجنب التعرض للشاشات قدر الإمكان. بالإضافة إلى ذلك، يمكن السماح للأطفال فوق سن الثانية وحتى سن الخامسة بالتعرض لمدة تصل إلى ساعة خلال النهار، ولكن من المهم تجنب التعرض للشاشات قبل ساعة من موعد النوم.
تناول كميات كبيرة من الطعام قبل النوم لا يساهم في النوم المتواصل!
كجزء من التطور مع تقدم العمر، ينام عدد متزايد من الأطفال لساعات متواصلة في الليل مع استيقاظ واحد أو اثنين لتناول الطعام. وهذا جزء من عملية التطور الطبيعي، وليس الجوع هو الذي يسبب الاستيقاظ. ولذلك فإن إطعام الطفل بكميات كبيرة قبل النوم لا يقلل من الظاهرة. دع الوقت والطبيعة يقومان بعملهما. إذا شعرت بالإحباط والتعب، فهذا أمر طبيعي ومفهوم تمامًا، خاصة إذا كنت لا ترى التقدم وتجد صعوبة في التعامل مع الموقف.
بعد سن الستة أشهر، يمكن اختيار برامج التدخل التي تقوم على مبدأ تعليم الأطفال العودة إلى النوم بشكل مستقل بعد الاستيقاظ، والتي كما ذكرنا هي جزء لا يتجزأ من عملية النوم. في هذه الأثناء، يمكنكم أن تجربوا على سبيل المثال: البدء في فصل تناول الطعام عن النوم. أي، إطعام الطفل او الطفلة حتى الوضع الذي يغفون فيه، ولكن لم يناموا بعد. يمكن أيضًا السماح للطفل او للطفلة بمحاولة العودة إلى النوم من تلقاء أنفسهم، وفقط إذا لم ينجحوا في ذلك بعد بضع دقائق، قوموا اليهم. يمكن الحصول على الارشاد والدعم في هذا المجال مجانًا من خلال ممرضات مركز رعاية الام والطفل ومن خلال مركز الاتصالات.
في عمر السنة تقريبًا، يمكنك البدء في استخدام غرض انتقالي يساعد الطفل على الاسترخاء. عادةً ما يكون الجسم الانتقالي عبارة عن جسم ناعم وممتع مثل حفاضات، وسادة، بطانية أو دمية. في هذا العمر، هناك عملية تنموية حيث يمكن أن ترمز الأشياء للأطفال الصغار إلى الأم أو مقدم الرعاية الأساسي أثناء فصله عنهم. من المهم اختيار جسم آمن، بدون أزرار أو أربطة أو أجزاء أخرى قد تسبب الاختناق.
يرجى الانتباه: حتى سن عام واحد، من المهم وضع الطفل او الطفلة في سرير أطفال خالي من الأغراض، وذلك للحفاظ على سلامته ومنع حالات الموت السريري.
ينام معظم الأطفال طوال الليل عند عمر عام واحد، ولكن لا يزال البعض منهم بحاجة إلى دعم من والديهم بالخلود للنوم. يتأثر ذلك بعوامل مختلفة مثل مرحلة النمو، الحالة الصحية والمزاج، إلى جانب سلوك الوالدين والتعلم المستمر للنوم والنوم المستقل.
في هذه الأعمار، ينام الأطفال عادةً من 11-14 ساعة يوميًا (بما في ذلك النوم أثناء النهار). في هذا العمر هناك روتين يومي، بما في ذلك ساعات النوم الثابتة. من المهم البدء بالنوم في الأوقات المناسبة من الروتين اليومي ولكن في نفس الوقت الانتباه إلى احتياجات النوم والاستيقاظ للصبي أو الفتاة. عندما ينام الأطفال أثناء النهار، فمن المستحسن أن يناموا في غرفة غير مظلمة. في هذه الأعمار، سنستمر في ممارسة طقوس النوم وتشجيع استخدام غرض انتقالي.
يعتبر فحص الحدود ظاهرة طبيعية ومألوفة في سن الثانية: يبدأ الأولاد والبنات في فحص الحدود، وترتبط مشاكل النوم أحياناً بالسلطة الأبوية والحدود.
النوم في عمر السنتين إلى 3 سنوات
في السنة الثالثة من عمر الاطفال، عادة ما يتحول الاطفال إلى قيلولة بعد الظهر، ومع بلوغ سن الثالثة، لا يحتاج بعض الأطفال الصغار إلى قيلولة بعد الظهر، ولكن يوصى بالسماح لهم بوقت من الهدوء والراحة إذا كانوا في حاجة إليها خلال النهار.
الانتقال إلى سرير أكبر: من سن 3 سنوات، وأحيانًا قبل ذلك، ينتقل الصبي أو الفتاة من مهد الطفل إلى سرير للأطفال الأكبر سنًا. يجب أن يتكيف الانتقال مع القدرة الحركية للطفل أو الطفلة من الناحية الحركية، عندما يكون الرضيع او الرضيعة قادرين على التسلق، مفضل نقلهم إلى سرير الأطفال، لأنه قادر بالفعل على التسلق وقد يسقط من المهد.
نشاط ما بعد الظهر: يفترض الكثير من الآباء أن النشاط البدني القوي في فترة ما بعد الظهر سيؤدي إلى نوم أفضل، ولكن هذه عادة خرافة خاطئة. لتحسين النوم والحفاظ على الصحة، ينصح بالسماح بالنشاط البدني خلال النهار وليس بمحاذاة وقت النوم. يعد التعرّض للشاشات بالقرب من وقت النوم أمرًا أقل استحسانًا وقد يخلق تأثيرًا محفزًا بدلاً من التهدئة.
تعامل الوالدين مع نوم الرُضع
في بيئة العمل الحديثة، يتوقع معظم البالغين النوم ليلاً فقط، فكيف تتعاملون مع الطفل او الطفلة حديثي الولادة واحتياجاتهم؟
- يوصى بإستغلال مرونة إجازة الأمومة. في إسرائيل، تحصل معظم النساء على إجازة أمومة مدتها 15 أسبوعًا. تتزامن هذه الفترة مع الفترة التي تكون فيها أوقات النوم أقل تماسكا، لذا فإن هذه الأسابيع هي الوقت المناسب لتأسيس العادات وخاصة الراحة أثناء راحة الطفل او الطفلة، وليس فقط في الليل.
- من المستحسن أن تكونوا مستعدين لتلقي المساعدة. يوصى بالتفكير في المساعدة التي يمكن أن تساعد في تحقيق الراحة.
نوم النساء المرضعات والرضع
تشير الدراسات بالذات إلى أن النساء اللاتي يرضعن أطفالهن يحصلن على ساعات نوم أكثر، على الرغم من أنهن لا يدركن ذلك دائمًا. تفرز المرأة المرضعة الميلاتونين، وهو الهرمون الذي يساعد على النوم، وينتقل أيضًا في حليب الثدي في المساء ويمكن أن يساعد الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية على النوم. وينصح بمساعدة الأم المرضعة من قبل أحد أفراد الأسرة أو شخص آخر حتى أثناء الرضاعة ليلاً، في جميع الأنشطة التي لا تتعلق مباشرة بالرضاعة الطبيعية، مثل الاخلاد للنوم بعد الرضاعة وغيرها.
أشياء أخرى من المستحسن معرفتها:
- تنصح النساء المرضعات بتجنب المشروبات المنشطة في المساء، خاصة إذا كان الأطفال يعانون من صعوبة في النوم، لأن المواد الموجودة في المشروب قد تؤثر عليهم أيضاً.
- ليست هناك حاجة لتجنب نوم الطفل على الثدي، إذا كان ذلك مريحاً وممتعاً للأم والطفل أو الطفلة، ولكن من المهم مراعاة قواعد السلامة كما هو موضح في تعليمات النوم الآمن.
مركز رعاية الام والطفل هنا من أجلك
مركز رعاية الام والطفل هو مركز صحي مهم يرافق العائلات خلال فترة الرضاعة والطفولة، منذ الولادة وحتى سن 6 سنوات. يلعب طاقم العاملون في مركز رعاية الام والطفل دورًا مركزيًا في دعم وتوجيه الوالدين في قضايا رعاية الأطفال الرضع والأطفال الصغار، بما في ذلك النوم. إذا كانت لديك أسئلة إضافية، عليك أن تعلم أن هناك مستشارين للنوم في مراكز رعاية الام والطفل أو على مركز الاتصالات 5400*. إذا كان نمط نوم طفلك أو طفلتك يزعجكم كأهل وترون فيه مشكلة، يمكنكم الاستعانة عن طريق تلقي إستشارة مهنية في مركز رعاية الام والطفل من أجل تكييف عادات نومهم وإيجاد الطريقة الصحيحة لهم لتحقيق الهدف المنشود.