التأثيرات الغذائية لأكياس الطعام المصاصة
في السنوات الأخيرة، تطور نوع جديد وشائع من الأطعمة التكميلية التجارية في صناعة أغذية الأطفال والرضع، والتي تكون داخل أكياس طعام المصاصة، والمعروفة لدينا باسم " سكويز " أو "السموشي".
وهي أطعمة مهروسة شبه سائلة، معبأة في أكياس بلاستيكية قابلة للعصر ذات فم وغطاء لولبي، ويمكن عصرها مباشرة في فم الطفل او الطفلة، أو يمكن مصها مباشرة من الكيس بشكل مستقل. تتطرّق الجمعية الأمريكية لأطباء الأطفال مع أكياس الطعام المصاصة مثل العصير، وتوصي بالحد من استهلاكها الضار.
من المهم أن تعرفوا
من المهم أن تعرفوا
عملية تصنيع هذه المنتجات تضعف أيضًا جودة المكونات وتحولها من الفواكه والخضروات الطبيعية والمغذية إلى أغذية فائقة المعالجة لا ينصح باستهلاكها، ومن خلال الدراسات المختلفة التي أجريت حول العالم، وتبين أن الشركات المصنعة أضافت السكر إلى نحو 20% من المنتجات، ولنحو %17 أضافة عصير الفواكه.
كأهل نريد أن نطعم أطفالنا طعامًا صحيًا وعالي الجودة، وعندما تكون عبوات أكياس الطعام المصاصة مليئة بالرسائل التسويقية، والتي تتضمن رسائل حول المكونات عالية الجودة وغياب المكونات الضارة مثل الصوديوم والدهون المشبعة، من السهل علينا أن ننجذب إلى الأطعمة السريعة والمريحة والمحمولة مثل هذا. على الرغم من القيمة الغذائية المنخفضة والأضرار المحتملة، فقد شهدت إسرائيل زيادة كبيرة بنسبة تزيد عن %600 في بيع المواد الغذائية في أكياس بين عامي 2018-2022.
تشترط منظمة الصحة العالمية أن يتم السماح فقط بالإعلان والتسويق للمنتجات الغذائية التجارية، المخصصة للأطفال الرضع والأطفال الصغار حتى سن 3 سنوات والتي تستوفي شروط الدولة، من حيث تركيبتها الغذائية، سلامتها وجودتها. فهل هذه الأكياس الغذائية مغذية وصحية لأطفالنا حقًا؟ باختصار، ربما لا.
ومن المهم أن نعرف الأضرار المحتملة على صحة أطفالنا وطفولتنا، والتأثير السلبي الخطير على أنماطهم الغذائية، والأضرار التنموية.
الآثار الضارة لأكياس الطعام المصاصة في مرحلة الطفولة المبكرة
الأضرار وتأخر النمو
تعتبر فترة الانتقال إلى الأغذية التكميلية ذات أهمية خاصة لنمو الأولاد والبنات. ان التغذية التكميلية، التي تبدأ عادةً من عمر ستة أشهر، لا توفر العناصر الغذائية الأساسية للأطفال فحسب، بل توفر أيضًا المهارات الحركية والحسية المهمة. تعتبر ممارسة جلب الطعام إلى الفم والتنسيق، ثم استخدام الملعقة لاحقًا، ذات أهمية خاصة، ولا يتم ممارستها أثناء تناول الطعام من أكياس الطعام الخاصة بالمص. إن كثرة استهلاك الأطعمة المهروسة من هذه الأكياس، قد يؤدي إلى تخلف حركي وتأخر في مهارات الأكل المستقلة. بالإضافة إلى ذلك، ولا يقل أهمية، فقد ثبت أن هناك علاقة بين تطور مهارات العض والمضغ وتطور الكلام واللغة. يساعد مضغ الطعام على تقوية عضلات الفك وبالتالي يمكن من التحدث والمضغ. كما أن تعريض الرضع والأطفال لمجموعة متنوعة من القوام بمساعدة ملعقة أو من خلال الأكل المستقل، يتيح تفاعلًا مهمًا بينهم وبين والديهم، والاستماع والحوار المتبادل، بالإضافة إلى تتبع وتعلم إشارات الجوع والشبع لديهم.
الأضرار الغذائية - الصحية
الأطعمة المهروسة التي تحتوي على الفواكه والخضروات الموجودة في أكياس الطعام المصاصة قد تزيد بشكل كبير من كمية السكر والسعرات الحرارية في قائمة طعام أطفالنا اليومية.بالإضافة الى ذلك، إن مصّ المنتوج المهروس يتم بسهولة وبسرعة، ويؤدي الى تناول نسبة عالية من السكر في وقت قصير، ذلك بالمقارنة مع تناول قطع من الفاكهة أو الفاكهة المهروسة بواسطة الملعقة الصغيرة.
الاستهلاك العالي لهذه الأطعمة المهروسة يزيد من خطر الإفراط في تناول الطعام، السمنة والأمراض المرتبطة بالسمنة.
قد تؤثر عملية تجهيز وإنتاج الفواكه والخضروات المهروسة على تركيبتها الغذائية، وبالتالي أيضًا على توافر العناصر الغذائية عالية الجودة ومستوى الشبع الذي توفره.
إرساء أنماط الأكل الصحي
إن أكياس الطعام المصاصة التي يتم تناولها "أثناء التنقل" وليس كجزء من روتين يومي ثابت قد تضر بإقامة وجبات منتظمة ومنتظمة. لقد ثبت أن الروتين اليومي وتناول الطعام المنظم على المائدة وبصحبة العائلة هو أساس مهم وهادف لتنفيذ نمط حياة صحي في وقت لاحق من الحياة.
تناول الطعام الانتقائي
تناول الطعام من أكياس المصّ يمكن أن يؤدي إلى تناول الطعام الانتقائي الآن وفي وقت لاحق في الحياة، مع التركيز على تجنب الفواكه والخضروات. لماذا؟ زيادة استهلاك الفواكه والخضروات المهروسة تحل محل تعرض الأطفال للفواكه والخضروات بشكلها الطبيعي ورائحتها وقوامها. إن استخدام الأطعمة المختلطة مثل "سلطة الفواكه" أو "حساء الخضار" يجعل من الصعب على الأطفال التعرف على مذاق وقوام الفواكه والخضروات الفردية ويقلل من فرصة تناولها لاحقًا في الحياة.
الأضرار للأسنان
إن تناول الطعام من أكياس المصاصة يطيل وقت الاتصال بين الطعام، الذي غالباً ما يكون عالي السكر، والأسنان، ويزيد من خطر تسوس الأسنان. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي الحموضة العالية الموجودة في الاطعمة المهروسة إلى إتلاف طبقة مينا الأسنان وتفاقم الضرر الذي يصيب الأسنان، مقارنة بالأطعمة التي يتم تناولها عن طريق المضغ.
التأثيرات البيئية الضارة
في الآونة الأخيرة، تم أيضًا بيع أكياس الطعام المصاصة القابلة لإعادة الاستخدام، لإعداد الوجبات الخفيفة محلية الصنع. إن استخدام الأكياس التي تستخدم لمرة واحدة والاكياس القابلة لإعادة الاستخدام له آثار ضارة على البيئة - فالأضرار التي تلحق بالبيئة تحدث بالفعل في مراحل إنتاجها، تعبئتها ونقلها وحتى في عملية إعادة التدوير، وهي عملية معقدة ومكلفة وغير فعالة.
تعرض الأطفال للمواد الضارة: الاستخدام المستمر للأكياس القابلة لإعادة الاستخدام ذات الأغطية اللولبية، وإلى حد ما أيضًا الاستخدام المتعدد لأكياس الطعام التي تستخدم لمرة واحدة، قد يعرض الأطفال لجزيئات البلاستيك الدقيقة والبلاستيك النانوي، مما يعرض صحتهم للخطر. هناك أيضًا خطر تطور مسببات الأمراض (الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض) في ملء أكياس الطعام القابلة لإعادة الاستخدام في ظروف ليست صحية بدرجة كافية، وأيضًا بسبب صعوبة تنظيفها.
توصية وزارة الصحة
يجب تجنب تقديم الطعام باستخدام أكياس الطعام المصاصة في الروتين، لتقليل خطر الإصابة بزيادة الوزن والسمن، تسوس الأسنان، الأكل الانتقائي، التأثيرات التنموية غير المرغوب فيها والأضرار البيئية.
إذا بالرغم من ذلك ترغبوا في تقديم هذا النوع من الطعام المهروس لهم، يجب عصر محتويات الكيس في طبق وأطعامهم بالملعقة الصغيرة أو السماح لهم بتناول الطعام بشكل مستقل.