دعم مقدمي الرعاية لأفراد العائلة المصابين بالخرف
قد تكون رعاية أفراد العائلة المصابين بالخَرَف عبئًا جسديًا، نفسيًا واقتصاديًا، بالذات على شريك حياة المريض ولكن أيضًا على الأبناء والأقارب. قبل التشخيص وفي المراحل الباكرة جدًا من المرض، قد تشعرون بالإحباط، الخوف، الغضب والعجز عندما تشعرون كيف يؤثر تراجع القدرات الذهنية على المريض، وتلاحظون التغييرات في تصرفاته. إذا كنتم تقومون برعاية أحد أقاربكم المصاب بالخَرَف، من المهم أن تحافظوا على قواكم من أجل قريبكم المريض ومن أجل أنفسكم أيضًا.
يزداد العبء في المراحل المتقدمة من الخَرَف، عندما يضاف الى الرعاية اليومية الصعوبة العاطفية المنوطة بعملية الفراق البطيئة. مزاجكم ووضعكم الصحي سيؤثر إيجابيًا على تصرفات وسلامة المريض، والعكس صحيح أيضًا: مشاعر التوتر والقلق ستؤثر سلبيًا على المريض المصاب بالخَرَف.
يكون العبء ثقيلًا جدًا عندما يقوم أحد الزوجين برعاية شريك حياته المصاب بالخَرَف. قد تؤدي الرعاية للإصابة بحالات مثل الاكتئاب، العزلة الاجتماعية وإهمال الذات، وذلك بسبب تعلق المريض بمقدم الرعاية وأيضًا بسبب التأثير الذي تُسببه هذه الرعاية على مقدم الرعاية. قد تكون لهذه الحالات عواقب صحية ونفسية صعبة.
من المهم التذكر
من المهم التذكر
الخَرَف هو مرض كأي مرض آخر. المريض لا يتذكر أو لا يمكنه تحديد مكانه حقًا وهو لا يدعي ذلك. الأعراض المميزة للخَرَف، كفقدان الذاكرة، عدم القدرة على تحديد الزمان والمكان، الصعوبة في التعرف على الآخرين وما شابه، ليست جزءًا من عملية الشيخوخة الطبيعية، ولا تحدث بالضرورة في سن الشيخوخة. إذا شعرتم بأن أحد أقاربكم يمر بهذه الأعراض – من المهم التوجه للتشخيص في أسرع وقت.
إذا كنتم تقومون برعاية قريب لكم يعاني من الخَرَف، فحافظوا على قواكم
قد يساعدكم الحصول على معلومات بشأن المرض، علاجه والتعامل مع قضايا شائعة مثل النسيان، النوم، الاستحمام والقيادة. من المهم أن تحافظوا على قواكم وعلى جودة حياتكم أثناء فترة الرعاية.
من المهم أن تعتنوا بأنفسكم، أن تنالوا إجازة من الرعاية وأن تتقاسموا المهام مع أفراد آخرين من العائلة أو مع مقدمي رعاية مأجورين. يُنصح بأن تستفسروا بشأن تحصيل الحقوق والتحقق مما إذا كنتم تستحقون الحصول على مساعدة مالية، ساعات تمريض – من التأمين الوطني توظيف مقدم رعاية على مدار الساعة.
قد تساعدكم المحافظة على التغذية السليمة وممارسة الرياضة أيضًا في الحفاظ على أنفسكم وعلى مزاجكم. اخرجوا لاستنشاق الهواء بين الفينة والأخرى، استمروا في مقابلة الأصدقاء وأفراد العائلة، اخرجوا في رحلات، دللوا أنفسكم بين الحين والآخر بهدية أو بقضاء وقت ممتع وحافظوا على العادات التي تحبونها قدر الإمكان، سواءً كان ذلك الذهاب الى السينما أو المسرح أو قضاء أمسية هادئة في المنزل.
يُنصح كذلك بالاستعانة بمجموعات الدعم التي تديرها جمعيات مختلفة وبأخصائيين كالعاملين الاجتماعيين، الأخصائيين النفسيين الذين يقدمون العلاج عن طريق صندوق المرضى أو بشكل مستقل.