إختيار استعمال اللهاية
إن إعطاء اللهاية أو عدم إعطائها هو سؤال يقلق الكثير من الأهل. يعتبر استخدام اللهاية مثيرًا للجدل، وتتعارض الدراسات العديدة المتعلقة بها أحيانًا مع بعضها البعض وتؤدي إلى استنتاجات متضاربة، واحدة منها فقط لا لبس فيها: قرار إعطاء اللهاية هو اختيار الأهل وليس مصدر قلق طبي.
من المهم أن يتم الاختيار بعد تقييم جميع الإيجابيات والسلبيات وبالطبع بعد اختيار لهاية آمنة. من المهم تجنب إجبار الطفل أو إكراهه على استخدامه. هناك أطفال يرفضون ذلك ببساطة وهذا أمر طبيعي تمامًا، إن عرض تقديمها أمر مهم، ولكن يجب تجنب دفعها إلى فمهم لأن هذا الإجراء قد يسبب لهم أحاسيس غير سارة في منطقة الفم مما قد يؤثر على رغبتهم في تناول الطعام
الرضاعة الطبيعية واستخدام اللهاية
يمكن أن تؤثر اللهايات سلباً على الرضاعة الطبيعية، ولهذا السبب توصي المنظمات الصحية في جميع أنحاء العالم الأمهات المرضعات بتأجيل البدء في استخدام اللهاية حتى تستقر الرضاعة الطبيعية، أي بعد شهر تقريبًا من بدء الرضاعة الطبيعية. ومن المهم أن نتذكر أن الرضاعة الطبيعية في حد ذاتها يمكن أن تخفف من معظم الحالات التي سنذكرها لاحقاً مثل الألم، التهدئة، السفر في الطائرة.
الأطفال واللهايات
يولد الأطفال ولديهم رد فعل طبيعي للمص ويقومون بتنشيطه عندما يحتاجون إليه، مثل وقت الرضاعة الطبيعية، عدة مرات في اليوم. اللهاية هي اختراع حديث وُجد "كبديل" اصطناعي لحلمة الأم. لدى كل بلد في العالم بيانات مختلفة، ولكن نسبة عالية من الأطفال وكذلك الأولاد والبنات من مختلف الأعمار يستخدمون اللهاية التي يمكن أن تكون عاملاً مريحًا ومهدئًا، إلى جانب التدابير الأخرى. يُعرب العديد من الأهل عن خوفهم من تطور الاعتماد على اللهاية ، تلف بنية الفك، تأخر الكلام، التهابات الأذن المتكررة. الدراسات، كما ذكرنا، ليس لديها استنتاجات قاطعة بشأن هذه الأمور، ولكن من المعروف أن تكرار ومدة استخدام اللهاية لهما تأثير على نوع ومدى أي خطر.
هل اخترتم إعطاء اللهاية؟ من المهم أن تتأكدوا من أن استخدامها متحكم فيه ويقتصر على أوقات قصيرة واحتياجات محددة. من المهم تجنب الموقف الذي يتجول فيه الطفل طوال اليوم مع لهاية في فمه، ولكن فقط عند الضرورة، على سبيل المثال، أثناء البكاء، قبل النوم أو أثناء إعطاء التطعيم. بالإضافة إلى ذلك، وخاصة بعد عمر السنة، من المهم ملاحظة أنها لن تكون العامل الوحيد أو الحصري الذي يريح طفلك أو يهدئه، ولكن هناك طرق أخرى لتهدئته. قد يؤدي الاستخدام المطول للهاية إلى تطوير اعتماد الطفل عليها، وبعد عمر السنة يوصى بتقديم حلول بديلة للتهدئة والبدء في عملية الفطام مراقبة وملائمة لشخصيته.
اللهايات والخُدج
قبل اختيار استخدام اللهاية ، من المهم استشارة طاقم الرعاية في قسم الخُدج. بالنسبة للأطفال الخدّج، يمكن استخدامها لممارسة وظائف الفم والفك وتحسين تناول الطعام. تشير الدراسات والأعمال التي أجريت حول هذا الموضوع إلى أن الأطفال الخدّج الذين استخدموا اللهاية تم إدخالهم إلى المستشفى لفترة أقصر واكتسبوا المزيد من الوزن.
إحتمالية حدوث ضرر للأسنان أو الفك
يعرب الكثير من الأهل عن تخوفهم من أن تتسبب اللهاية في حدوث ضرر للأسنان أو الفك، إلا أن أحدث الدراسات التي أجريت ميدانيا في العالم توصلت إلى أنه في حالة التوقف عن استخدام اللهاية حتى سن الثانية أو الثالثة من العمر فإن الضرر لن يكون عادة كبيراً. تبين أن استخدامها بعد سن 3 سنوات وخاصة فوق سن 5 سنوات يساهم بشكل متكرر في مشاكل في بنية الفك، العضة الأمامية والخلفية والمسافات بين صفي الأسنان.
إلتهاب الأذنين (التهاب الأذن الوسطى)
بعض الدراسات التي بحثت العلاقة بين استخدام المصاصة والتهاب الأذن الوسطى الحاد، خاصة في السنة الأولى من العمر، تمكنت من إظهار وجود علاقة سببية بينهما، بل وزيادة فرصة الإصابة بالتهابات الأذن المتكررة. وكانت توصيات الباحثين هي النظر في تقليل استخدام اللهاية أو التوقف عن استخدامها لتقليل خطر الإصابة بالالتهاب.
تنمية القدرة على التحدث
يخشى العديد من الآباء من أن يكون لاستخدام اللهاية على المدى الطويل تأثير سلبي على تطور الكلام، لكن الدراسات لا تدعم أو تؤكد هذا الخوف ولم يتم العثور على علاقة واضحة ومثبتة بين استخدام اللهاية وضعف اللغة أو اضطرابات الكلام. ومن ناحية أخرى، فمن المستحسن تشجيع الولد او البنت على التحدث، وسيكون من الصعب عليهم القيام بذلك عندما يكون لديهم شيء في فمهم.