ما هو التطعيم
يعد التطعيم أحد الوسائل الرئيسية التي نمتلكها لتقليل خطر الإصابة بأمراض صعبة وحتى خطيرة في بعض الأحيان. وهو طب وقائي وآمن، يساعدنا على حماية صحتنا وصحة أطفالنا. تعتبر التطعيمات أهم منقذ للحياة في تاريخ البشرية، وبحسب التقديرات فإنها تنقذ من الموت ما يقرب من 2.5 مليون شخص في جميع أنحاء العالم كل عام. لفهم كيفية عملها، يجب أولاً أن نفهم كيف يعمل جهاز المناعة لدينا وكيف يحمينا من الفيروسات والبكتيريا.
كيف يعمل الجهاز المناعي: يتعرف، يهاجم ويتذكر
عندما تغزو البكتيريا أو الفيروسات الجسم فإنها تتكاثر وتهاجمه. ويسمى هذا الغزو "العدوى"، وأحيانا يتطور المرض نتيجة لذلك. لمحاربة العدوى، يقوم الجهاز المناعي بتنشيط عدة أنواع من خلايا الدم البيضاء التي يتمثل دورها في حماية الجسم:
البالعات الكبيرة
نوع من خلايا الدم البيضاء التي تعمل ضد المستضدات الموجودة في الغلاف الخارجي للبكتيريا أو الفيروس. يتعرف الجسم على المستضدات باعتبارها خطرة، فتبتلعها البالعات وتحللها.
خلايا B
نوع من خلايا الدم البيضاء التي تتمثل وظيفتها في إنتاج أجسام مضادة محددة ضد البكتيريا أو الفيروسات التي غزت الجسم. تهاجم الأجسام المضادة المستضدات التي خلفتها الخلايا البالعة.
خلايا T
نوع من خلايا الدم البيضاء التي تهاجم خلايا الجسم المصابة بالعدوى. خلايا T مسؤولة أيضًا عن الحفاظ على الذاكرة المناعية للجسم.
الذاكرة المناعية: في المرة الأولى التي يواجه فيها الجسم بكتيريا أو فيروسًا مسببًا للعدوى، يستغرق الأمر بضعة أيام حتى يتمكن من إنتاج الأدوات التي يحتاجها لمحاربة الغزاة والتغلب على العدوى. بعد الإصابة بالعدوى، "يتذكر" الجهاز المناعي الأدوات المستخدمة للوقاية من المرض. يحتفظ الجسم ببعض خلايا T، التي تسمى "خلايا الذاكرة"، والتي ستبدأ بالعمل بسرعة في كل مرة يواجه فيها الجسم نفس البكتيريا أو الفيروس مرة أخرى. عند اكتشاف المستضدات التي تم التعرف عليها، تقوم خلايا الذاكرة بتنشيط خلايا B التي تُنتج بسرعة الأجسام المضادة المناسبة لتدميرها.
كيف تعمل التطعيمات : محاكاة المرض وإنشاء ذاكرة
تجعل التطعيمات الجسم يتعرف على الفيروسات والبكتيريا المسببة للأمراض، وتعلم جهاز المناعة الاستجابة السريعة للتعرض لها وبالتالي تمنع تطور المرض. ولكل مرض تطعيمه الخاص، الذي يخلق محاكاة للعدوى الفريدة للمرض. لا تُسبب هذه المحاكاة المرض، ولكنها تجعل الجهاز المناعي ينتج خلايا الذاكرة (خلايا T) والأجسام المضادة الخاصة بالمرض، على غرار استجابة الجسم للمرض نفسه. توفر بعض التطعيمات حماية لمدى الحياة، والبعض الآخر يتطلب جرعات تطعيم متكررة لتقوية الذاكرة المناعية التي تم إنشاؤها، وهكذا تبقى الحماية لسنوات عديدة.
بعد التطعيم، يستغرق الجسم عادة حوالي 10 أيام لإنتاج الأجسام المضادة. في بعض الأحيان، بعد تلقي التطعيم، يمكن أن تظهر أعراض خفيفة، على سبيل المثال الحمى. وتعتبر هذه الأعراض ظاهرة طبيعية متوقعة أثناء بناء الجسم للمناعة. بعد ذلك، يتبقى لدى الجسم مخزون من خلايا الذاكرة، التي ستتذكر كيفية محاربة المرض المعين في المستقبل في حالة التعرض له.
من المهم أن نذكر
من المهم أن نذكر
التطعيمات لا تعالج المشكلات الصحية التي قد نجمت بالفعل عن الإصابة بفيروس أو بكتيريا قبل التطعيم، ولكن يمكنها فقط الوقاية من الأمراض المستقبلية التي تسببها السلالات التي يغطيها التطعيم.
أنواع التطعيمات
تشمل التطعيمات الروتينية المقدمة للرضع والأطفال 6 أنواع رئيسية من التطعيمات :
التطعيم النشط و التطعيم السلبي
جميع التطعيمات الموجودة في برنامج التطعيمات الروتينية للرضع والأطفال هي لقاحات نشطة، مما يعني أنها تجعل الجسم ينتج أجسامًا مضادة من تلقاء نفسه ويخلق ذاكرة مناعية.
وعدا عنها، هناك أيضًا تطعيمات سلبية، وهي في الواقع أجسام مضادة جاهزة يمكنها محاربة العامل المسبب للمرض.
يتم استخدام التطعيم السلبي به في عدة حالات:
- عندما لا يكون بالإمكان إعطاء تطعيم فعال، على سبيل المثال للنساء الحوامل أو أولئك الذين يعانون من تثبيط جهاز المناعة، بعد الإصابة بمرض خطير مثل الحصبة.
- عندما يتم التعرض بالفعل لمرض ينتشر في الجسم بسرعة أو لسموم خطيرة، ولا يمكن انتظار الجسم لإنتاج الأجسام المضادة من تلقاء نفسه. على سبيل المثال، بعد التعرض للدغة ثعبان أو عضة حيوان مصاب بداء الكلب.
يمنح التطعيم السلبي الحماية لفترة قصيرة فقط، وهو لا يحفز الجسم على إنتاج الأجسام المضادة وخلايا الذاكرة حتى يتمكن من محاربة مسبب المرض في المرة القادمة. ولذلك، فإن جميع التطعيمات الروتينية هي لقاحات نشطة.
التطعيم المدمج
التطعيم المدمج عبارة عن مركب واحد يحتوي على عدة لقاحات معًا. على سبيل المثال، يشمل التطعيم الرباعي (MMRV) لقاحات ضد الحصبة، النكاف، الحصبة الألمانية وجدري الماء، ويتم إعطاؤه في جرعة واحدة. وبهذه الطريقة يمكن تقليل عدد الحقن التي يخضع لها الرضع والأطفال، وتعزيز حماية الجسم من الأمراض قدر الإمكان.
جرعة معززة (بوستر)
في حالة التطعيمات النشطة، فإن قدرة الجهاز المناعي على خلق استجابة ضد مسببات الأمراض قد تنخفض بمرور الوقت بشكل رئيسي بسبب انخفاض عدد خلايا الذاكرة المناعية في الجسم. ونتيجة لذلك، يفشل الجهاز المناعي في التعرف بسرعة على العامل المسبب للمرض، وتبدأ الاستجابة المناعية من البداية. ولذلك، هناك لقاحات ستتطلب تلقي جرعة صغيرة إضافية من التطعيم الأصلي والتي من شأنها تحفيز جهاز المناعة على العمل بفعالية أكبر.
على سبيل المثال، يتم إعطاء التطعيمات ضد الخناق، الكزاز والسعال الديكي للأطفال في مركز رعاية الأم والطفل في السنة الأولى من العمر، وبعد سنوات قليلة يتم إعطاء جرعات معززة لهم في الصف الثاني والصف الثامن في المدرسة. ومع ذلك، ليس كل لقاح يحتاج إلى جرعة معززة. على سبيل المثال، في التطعيم ضد التهاب الكبد A و التطعيم ضد التهاب الكبد B، لا يتم إعطاء جرعة معززة.